من هو المبطون … هو عنوان ذاك الموضوع، ومعلومٌ أنَّ هذا الاصطلاحُ قد ورد بحديثٍ من أحاديثِ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- فما المقصودُ به؟ وما هو متنُ الحديثِ؟ ولمذا عدَّ النبيُّ -عليه الصلاة والسلام- المبطونَ شهيدًا؟ وما هو أجرُ المبطونِ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في ذاك المقال بشيءٍ من التفصيلِ.

 

من هو المبطون

إنَّ المبطونَ هو صاحبُ داءِ البطنِ، وقد بيَّن رسول الله -صلى الله عليهِ وسلم- أنَّ المبطونَ يعدُّ شهيدًا من الشهداءِ، إذ أفاد: “لشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، والمَبْطُونُ، والغَرِيقُ، وصَاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهِيدُ في سَبيلِ اللَّهِ”، بل قد تباينت أفكار أهلِ العلمِ، في داءِ البطنِ الذي يعتبرُّ صاحبه شهيدًا إذا ماتَ فيهِ، وفيما يجيء خطاب أقوالهم في هذا

الهيدروجيني: هو كلُّ داءٍ يُصيب الجوفِ، ويكون دافعًا في موتِ صاحبه.
القاري: هو كلُّ داءٍ يكون سببا في الاستقاء أو الإسهال أو داء البطن.

 

لماذا المبطون شهيدًا

لقد بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ المبطونَ يعتبرُّ شهيدًا؛ ويرجع الحجة الذي من أجلهِ عُدَّ من يهلكُ بداءٍ في بطنهِ شهيدًا؛ إلى عنفِ ذاك على الإنسانِ وكثرة الألم الذي يحس به المبطونَ، وكون أنَّ المبطونَ له أجرُ الشهيدِ فإنَّ ذلك بالطبعِ يحتسبُّ تفضًلا من الله تباركَ وتعالى على الإنسانِ

أجر من مات بداء في بطنه

بالإضافةِ على أنَّ المبطونَ يحتسبُّ شهيدًا بنصِّ القرآنِ الكريمِ، فإنَّه أيضًا يأمنُ من بأسِ المدفنِ، ودليل هذا الحوار الذي رواه أبو اسحاق السبيعي، حيث أفاد: “قالَ سُلَيمانُ بنُ صُردٍ لخالدِ بنِ عُرفُطةَ أو خالدٌ لسُلَيمانَ : أما سمِعتَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علبه وسلَّمَ يقولُ : مَن قتلَهُ بطنُهُ لم يُعَذَّبْ في مدفنِهِ ؟ فقالَ أحدُهُما لصاحبِهِ : نعَم”

الشهيد المبطون يحاسب

الشهيد المبطون هو صاحب داء يصيب به الواحد في البطن، ولذا كما أوضحت لجنة الفتوى بمجمع الأبحاث الإسلامية، و رجح أهل العلم عقب الاختلاف على داء المبطون، أن المبطون هو ما توفاه الله أثر مرض يصيب جوف البطن، مَهما وصفه الطبي، حدد رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام الشهداء في خمسة فعن والدي هريرة قبول الله عنه، أفاد أن النبي صلى الله عليه وسلم أفاد “الشُّهَداءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، والمَبْطُونُ، والغَرِقُ، وصاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهِيدُ في سَبيلِ اللَّهِ”.