هل الحنكة نعمة .. إن الحنكة هي الموضوعات التي يمتاز بها الأنسان، ومعناها التبصرة في الشيء والإتقان فيه، والحنكة من طرق البيان التي يستخدمها الشخص الذي يملك مبادئ بديهية، إذ تستطيع على يد هذه الكيفية نقل أهدافه بصوره لائقة وخطاب ناجح وموضح، وتنعكس سمة الحنكة على وضعية الواحد الداخلية ولغة بدنه، حيث لم يكن متوترًا أثناء كلامه، مما يشير إلى أنه يتكلم بصورة واثقة، كما أنه يقف بشكل مستقيم ويتنفس بعمق وتكون عينه في أبصار الناس.
هل الحنكة نعمة
إن الإجابة على سؤال: هل الحنكة نعمة هي: نعم، فصفة الحنكة من النعم التي أنعمها الله تعالى على عباده، لكنها ليست من الصفات التي تولد مع الفطرة، وإنما من الصفات المكتسبة التي يمكن للإنسان أن يتعلمها ويقتدي بها.
طرق اكتساب مهارات الحنكة
إنّ الحنكة من الصفات الرائعة التي يُمكن للإنسان اكتسابها عن طريق تعلّمها وممارستها، وفي حين يأتي خطاب قليل من أساليب لاكتساب خبرات مهارية الحنكة:
ينبغي إحكام القبضة على ردود الأعمال، وعدم تجربة الدفاع عن النفس لدى حدوث الفهم السيء، لأن ذاك يكون السبب في نتائج الهدامة وعكسية.
يقتضي طرح العدد الكبير من الأسئلة للأمور الغير مفهومة ليصير الإنسان أكثر فهمًا ووعيًا عما يصدر حوله.
ينبغي على الواحد أن يتأكّد من كافة الموضوعات التي تشكل فوق منه من الطرف الآخر، لعدم دخوله في سوء الاستيعاب وظن، على أن يشطب ذاك بلباقة وحسن الإجراء.
يجب أن يحافظ الواحد على الحدود، من خلال سعيه جاهدًا على تحديد الوجهة الذي يتحدث عنه الواحد المقابل بالجدال والنقاش.
يلزم أن يفاضل الفرد كلماته بحرص ويندرج أسفل ذاك العدد الكبير من الموضوعات استخدام المفردات الجلية التي تحقق الإنصات الوفير والفهم الجيد.
ينبغي التحدث بصوت هابط وأن يهتم بردة فعل المتحدث، مع ضرورة التحلي بحسن الإنصات والحرص على مبدأ الحوار بديلا عن المجادلة، على أن يكون المقصد الوصول إلى الحقيقة وليس على مبدأ المكسب والهزيمة.
يلزم على الشخص المتحدث أن يستمع جيدًا مع عدم مقاطعة المتكلم، فالمقاطعة من الموضوعات غير الملائمة والبعيدة عن الحنكة وإتقان البيان واستخدام أساليبه الناجحة، مثلما أنها مخلة للآداب، وتثبت أن عدم المراعاة للمتكلم.
يقتضي أن يكون البيان قليلاً مع عدم تكراره، لأن الكلام العديد وتكراره من الأمور التي تسبب السأم للمتكلم، الأمر الذي يؤدي إلى انهدام العلاقة.