تاريخ استقلال الكويت من العراق .. الغزو العراقي للكويت هجوم بدأه وأطلقه الجيش العراقي على الكويت في 11 محرم 1411هـ /2 أغسطس 1990 واستغرقت العملية العسكرية يومين وانتهت بإستيلاء القوات العراقية على كامل الأراضي الكويتية في 4 آب ثم شكلت حكومة صورية بقيادة العقيد علاء حسين خلال 4 – 8 آب تحت مسمى دولة الكويت ثم أعربت السُّلطة العراقية يوم 9 آب 1990، ضم الكويت للعراق وإلغاء جميع السفارات العالمية بالكويت.

أما في الطائف بالمملكة العربية المملكة السعودية فقد تشكلت إدارة الدولة الكويتية في المنفى إذ حضور أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي العهد الشيخ سعد العبد الله الفجر والكثير من الوزراء وأفراد قوات الجيش الكويتية.

واستمر الاحتلال العراقي للكويت فترة سبعة أشهر، وانتهى الانتزاع بتحرير الكويت في 26 فبراير 1991 عقب معركة الخليج الثانية.

 

نشأة الكويت

ولاية البصرة في عام 1897. في أعقاب المعاهدة الأنجلو-عثمانية لسنة 1913 تم انشاء الكويت بصفة قضاء يتمتع بحكم ذاتي مؤيد للجمهورية العثمانية
ولاية البصرة في عام 1900
خارطة ترجع للعام 1730م لحدود البلد العثمانية وقد كتب على الكويت اسم “portus cathema” أي ميناء كاظمة وهي خارج حدود البلد العثمانية
خارطة ترجع للعام 1850م لحدود الجمهورية العثمانية في آسيا توضح الكويت خارج حواجز الدولة العثمانية.

تأسست الكويت عام 1613م كمدينة ساحلية آذار سكانها التجارة البحرية والغوص على اللؤلؤ وتمتعت الكويت باستقلال ممتد أسفل حكم عائلة آل فجر في وجود سيادة دولة بني خالد الاحساء أعلاها أثناء القرن الثامن عشر (1701-1800) في الزمان نفسه كان دولة العراق أسفل حكم مماليك العراق وكان حاكم بغداد منذ عام 1704 يمارس حكما شبه مستقل في ولايته في إطار الإمبراطورية العثمانية وحكمه مُجدي على كامل أراضي العراق عدا ولاية الموصل
التي تحكمها أسرة آل الجليلي شبه المستقلة، دام ذلك الوضع السياسي في العراق قائما حتى عام 1831 حينما انتهى حكم المماليك في العراق واصبحت ولاية بغداد أسفل الحكم المباشر للبلد العثمانية وأصبح مركز وظيفي والي بغداد يساند على الفور من اسطنبول وباستتباب الحكم المركزي في بغداد انهى العثمانيون حكم أل الجليلي بالموصل في 1834 وفي عام 1869 ضمت جميع ولايات العراق إلى ولاية بغداد وعين مدحت باشا واليا أعلاها والذي ابدى اهتاما في بسط تأثير العثمانيين في شرق الجزيرة العربية، وقد أدى افتتاح قناة السويس عام 1869 في مصر إلى زيادة انتباه العثمانيين بالجزيرة العربية فقاموا بالاستيلاء فوق منطقة شاق عام 1871م كما نهض حاكم بغداد مدحت باشا بنفس العام بتنظيم مبادرة عسكرية اسفرت عن انتزاع مدينتي الاحساء والقطيف التابعتين لإمارة نجد مستغلا الحرب الاهلية الدائرة بين ورثة الامام فيبلغ بن تركي وبحلول عام 1872 امتد نفود العثمانيين إلي قطر عقب قبولهم رفع الراية العثمانية وأستبقى العثمانيون حامية عسكرية لهم في العاصمة القطرية الدوحة. من جهة أخرى أيدت الكويت مبادرات العثمانيين وساند حاكمها الشيخ عبد الله بن غداة حملة والي بغداد العسكرية ضد الاحساء بأسطول بحري قاده بنفسه وهو الذي أثنى عليه مدحت باشا في مذكراته ذاكرا أن السفن الثمانين التي نقلت المؤنة والمتطلبات الحربية كانت تابعة لحاكم الكويت وشملت تبرعات الكويت للعثمانيين إرسال قوة برية بقيادة الشيخ مبارك الصباح للاشتراك بالحملة العسكرية العثمانية. وبعد توفيق المبادرة تم منحه مدحت باشا حاكم الكويت لقب جاري مقام مكافأة له على خدماته للدولة العثمانية وظل اللقب ينظر له كمنصب شرفي حيث تعهدت البلد العثمانية دائما الكويت في الحكم الذاتي. ولم تتواجد أي منفعة مدنية عثمانية داخل الكويت ولا أي حامية عسكرية عثمانية بمدينة الكويت ولم يخضع الكويتيون للتجنيد في خدمة الجيش العثماني كما لم يدفعوا أي ضربية مادية للأتراك.

وقد كتب والي بغداد مدحت باشا في مذكراته عن الكويت ما نصه:

الغزو العراقي للكويت تبعد الكويت عن البصرة 60 ميلاً بحريا وهي كائنة على الساحل بجوار نجد وأهلها عامتهم مسلمون وعدد بيوتها 6,000 وليست بتابعة لأية حكومة وكان الوالي الفائت نامق باشا يريد إلحاقها بالبصرة فأبى أهلها لأنهم قد اعتادوا عدم الإذعان للأسعار والخضوع للحكومات فبقى القديم على قدمه ونسل هؤلاء العرب من الحجاز وكانوا قبل خمسمائة سنة قد حضروا إلى تلك البقعة وهم وجماعة من قبيلة مطير وواضع أول صخر لهذه البلدة رجل اسمه صبيحة وقد كثر عدد أهلها على تمادي الأيام وشيخها اليوم اسمه عبد الله بن صبيحة وهو من هذه القبيلة والقاطنين ثمة شوافع وهم يديرون أمرهم معتمدين على الشرع الشريف وحاكمهم وقاضيهم من ضمنهم وعى يعيشون شبه دولة وموقعهم يساعدهم على الاحتفاظ بحالتهم المتواجدة وهم لا يشتغلون بالزراعة بل بالتجارة البحرية وعندهم ألفان من المراكب التجارية العارمة والصغيرة أدرك يشتغلون بصيد اللؤلؤ في البحرين وفي عمان وتسافر سفائنهم الجسيمة إلى الهند وزنجبار للتجارة وقد رفعوا فوق مراكبهم راية مخصوصة بهم واستعملوها زمنا طويلا