الطفل ريان المغربي مباشر الجزيرة .. “وكأن العالم كله مضيفا تعليقا في هذه الحفرة”.. مفردات تلقائية وأحاسيس عفوية صدحت بها منصات الإتصال العربية والإسلامية تعاطفًا مع رواية الولد المغربي ريان ذي السنين الخمس الذي استطاعت روايته توحيد قلوب العرب والمسلمين طيلة خمسة أيام تحت كلمة “الآدمية” بعدما هربّقتهم منذ أعوام صراعات سياسية واقتصادية وأيديولوجية.

الطفل ريان المغربي مباشر الجزيرة

ومن بين دول الحرب والنزوح إلى أرض السلام، تشابهت التطلعات وتكاتفت الصلوات وتكثّفت أملًا في مغادرة ريان حيًّا من البئر العميقة التي سقط فيها عصر الثلاثاء السابق في إقليم شفشاون شمالي المغرب.

وكتب الأزهر الشريف في مصر بعدة لغات “ندعو الله الذي يجيب المضطر إذا دعاه أن يحفظ الصبي المغربي ريان، وأن يوفق قوات الإغاثة لإنقاذه في أسرع وقت جائز، وأن يقر أعين والديه وأهله والعالم أجمع بعودته سالمًا معافًى”.

ومن مخيمات النزوح في الشمال السوري حيث يفتك الثلج والبرد بالصغار والكبار، حمل أطفال قطعة ورق كتبت أعلاها فقرة “أنقذوا ريان” و”سلامتك يا ريان”.

ومن بيوت جارة المغرب الشرقية، دولة الجزائر، نشر ناشطون صورا لأطفال وشيوخ يتصفّرون في مواجهة الشاشات ويرفعون الأكفّ تضرعا، وهناك ذابت الخلافات التي احتدمت منذ أشهر لتعوضها عبارات الود والحب والتآزر و”خاوة خاوة (إخوة)” عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي أحد مساجد دولة الجزائر ألقى الإمام خطبة يوم الجمعة عن الولد الصغير ريان، وتضرع إلى الله بالصلاة لإنقاذه.

ومن فلسطين إذ يذبّح الانتزاع أهل الأرض وينتهك بيوتهم وحرماتهم، ربطت القنوات ومواقع طرق التواصل الاجتماعي البث الحي من شفشاون اتجاه شمال المغرب.

ومن دولة السودان -التي يهلك ثوارها طلبًا للحرية في الشوارع- ومن إيران والمملكة السعودية والولايات المتحدة، تسلمت قناة الجزيرة مباشر اتصالات تدعو للطفل ريان، وذرف متدخلون الدموع في بث مباشر مؤكدين أن قلوبهم في البئر وأنهم لم يتذوقوا طعم النوم أثناء الأيام الأربعة الماضية.

وحّد ولد صغير ذو خمس أعوام عالمًا عربيًّا وأمة إسلامية فريقها الخطط والإستراتيجيات والصراعات، ورأى ناشطون في هذا رسائل ذات بأس لكل راغب في شق الصف، مشددين إلى أن العرب والمسلمين لو توحدوا في مختلف قضاياهم لانتصروا.

وعلى قناة “بي إن سبورتس” الرياضية ذرف الصحفي المصري ناصر الغزاوي الدموع في بث مباشر على الفور متأثرًا بجانب أمامي المذيع.

وقال الداعية الإسلامي الدكتور محمود الضئيل، عبر قناة الجزيرة مباشر إن “محنة الولد ريان أظهرت أن الأمة ما تزال بخير ولا تزال تتعاطف في حين بينها”.

ودعا الطبيب عبد الله النعمي إلى الصلاة لينقذ الله روح ريان التي وحدت العرب والمسلمين، قائلًا “فكأن ريان ابن كل رجل وامرأة منا”.

وغرد الصحفي الجزائري خير الدين روبا “شكرا ريان لأنك وحّدت المختلفين وألّفت بين قلوب المتخاصمين وجمعت المشتتين من الشعبين الشقيقين، شفع الله لك بهذا، وأخرجك لنا سالما معافى يا رب”.

وقال الناشط الحقوقي الفلسطيني أدهم أبو سليمة إن “وسم أنقذوا ريان أسقط كل الحدود المصطنعة بين الشعوب، وتجاوز كل الأيدلوجيات السياسية والدينية والمذهبية، وجعل القلوب مُعلقة بخبر صبي سقط في حفرة في أقصى المغرب العربي”.

واعتبر المسجل تركي بن رشيد الزلامي أن “مشاعر الإنسان لأخيه الإنسان توحّد الثقافات والقلوب”، وأن “الطفل ريان وحّد بالتضرع متعددة شعوب”.

وفي سلطنة عمان، رُسمت جدارية تضامنًا مع الولد المغربي ريان.