صلوات الصوم الكبير .. و لأنّ الصّوم يعني الامتناع عن الأكل و الانقطاع عنه، فإن مراحل الانقطاع في الصّوم الكبير تتباين باختلاف الصّائم من إذ العمرّ و فئة المجهود و كذلكً فئة الداء، فيكون للكاهن الدّور في الإرشاد و التوجيه بحسب التجاوزات المسموح فيها في الكنيسة، و لو أنّ الكنيسة قد وضعت نظاماً زمنياً موحّداً إذ تبدأ فترة الانقطاع عن الأكل و الشّراب من الرّابعة في الصباحً و تنتهي في الرّابعة مساءً . و لأنّ الصوم يعني التقشّف و الزهد تشبّهاً بصيام السيّد المسيح، فإنّ الصّائم لا يجيز له بأكل اللحوم و جميع السلع الحيوانيّة، و رغم أنّ أكل السّمك يتيح فيه في الصيام الضئيل الذي يدعى صوم الميلاد، إلاّ أنه حرام في الصوم العارم، سوىّ في يوم عيد البشارة الذي يوافق 25 آذار من كل عام فهو مسموح به .
عادة ما يختلف يوم بدء الصّوم العظيم وفق السّنة الميلاديّة، بسبب أنّّ الكنيسة تعتمد التصحيح الغريغوري الذي لا يشبه فيه عدد أيّام السنة، و عادةً ما يوافق عيد قيامة السيّد المسيح في أوّل أحد على الفور بعد عيد الفصح في الديانة اليهوديّة، فيكون الجمعة هو ذكرى وفاة السيّد المسيح في أعقاب صلبه، و يكون يوم الأحد هو يوم قيامته .
صلوات الصوم الكبير
أيها الرب الإله، نريد أن نحيا زمن الصوم هذا في صدق كلامك،
فأعطنا يا رب أن نكون شفافين لروح المسيح، وأن نتمكن من مشاركة إخوتنا والتفتح على سعادتهم،
بالمسيح يسوع الذي بعد أن جعل نفسه خادم الجميع، يقاسمك المجد إلى دهر الدهرين.
أيها الإله العظيم، يا من بموت مسيحه المحيي نقلنا من الموت إلى الحياة،
أعتق يا رب جميع حواسنا في هذا الصوم الخمسيني المبارك،
منقياً لها ومقيماً لها الوعي الداخلي مرشداً ومعلماً:
أما بصرنا فلينتقي من كل منظر غير لائق بأبناء الله المخلص،
وأما لساننا فليتنزه عن الكلام غير اللائق.
طهر يا رب شفاهنا وأيادينا من دنس الخطيئة لنسبحك ونقدم تقادمنا بكل خشوع.
ولنستقبل قربانك المقدس في قلوبنا المستعدة. آمين