انشأ أول خريطة عالمية صحيحة .. عالم من علماء الأمة الإسلامية والتي تم توثِيقها في مطلع عصور النهضة الأوربية كخريطةٍ لازمةٍ في تحركاتهم، وسيتناول النص الآتي مقال من هو العالم الإسلامي الذي انشأ أول خريطة دولية صحيحة مرورًا بإبداء الأسلوب والكيفية التي اعتمد فوقها العالم في جمع المعلومات الأساسية لرسم خريطته، إضافةً إلى إبانة المناطق التي شملتها اول خريطة عالمية صحيحة.

 

علم إنشاء خريطة عالمية

يسمى العلم الذي يدرس الخرائط بـ “معرفة الخرائط”، وتعرف الخريطة بأنها تمثيل مرئي لمنطقةٍ بأكملها أو لجزءٍ منها، وعادةً ما يكمل رسمها على سطحٍ منبسطٍ ثنائي الأبعاد، وتتلخص مهمة الخريطة الأساسية في شرح مميزاتٍ محددةٍ لمنطقةٍ معينةٍ، وغالبًا ما تستخدم لتفسير جغرافية المساحة والحدود السياسية وتوزع السكان والغطاء النباتي والأنشطة الاقتصادية وغير ذلك، ومع نمو معرفة الخرائط بات بالإمكان هذه اللحظة تأسيس خرائط عالية الدقة بدون إفساد شكل المظهر الحقيقي وأكثر مقاومةً للتآكل والتلف، وأيضًا طوال وقتٍ قليلٍ نسبيًا، حيث عززت أدوات الحاسب الآلي والماسحات الضوئية وبرامج معالجة الصور وبرامج الفحص المكاني وبرامج قواعد المعلومات من التمكن من إنتاج خرائط تظهر ميزاتٍ متنوعةٍ للمساحة.

انشأ أول خريطة عالمية صحيحة

توميء الملفات التاريخية إلى أن الإنسان بدأ باستعمال الخرائط منذ ما يناهز 8000 عام، وكان قد علماء اليونان القديمة سباقون في ذلك إذ تم التعرف هناك على كروية الأرض، أما من انشأ أول خريطة عالمية صحيحة فهو العالم المسلم أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسي الهاشمي القرشي، والذي نهض خلال وجوده في الدنيا برسم ما يناهز سبعين خريطةٍ للعالم، كما قام عام 1145 للميلاد برسم خريطةٍ للعالم على دائرةٍ معدنيةٍ مصنوعةٍ من الفضة، وهذا تأديةًا لأوامر الملك الصقلي روجر الـ2، وعلى الرغم من عدم زيارة الإدريسي لبعض البلاد والمدن إلا أنه تمكن من رسمها بحرصٍ مثلما فعل مع خارطة جمهورية السودان التي رسمها بعدما سمع عنها العديد من الروايات والروايات.

وتجدر الإشارة إلى أن أبو عبد الله الإدريسي اعتمد في انشاء أول خريطةٍ عالميةٍ صحيحةٍ على خطوط الطول والعرض التي تقسم كوكب الأرض، كما تطرق إلى الفصول واختلافها في مناطق كوكب الأرض المختلفة محددًا مواقع البحيرات والأنهار والمناطق الجبلية، فضلاً عن تحديد مواقع المدن الأساسية وحدود الدول، وقد استخدمت خرائطه في القارة الأوروبية في بداية عصر النهضة الذي شهدته القارة الكهل.

 

من هو أبو عبد الله الإدريسي

طفل العالم المسلم أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسي الهاشمي القرشي بمدينة سبتة في المغرب العربي عام 1100 م، ويرجح أن يكون الإدريسي من سلاسة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وقد التحق بالجامعة بمدينة قرطبة في إسبانيا، ثم سافر عابرًا شمال إفريقيا ومنطقة البحر المتوسط في أوروبا وإسبانيا، وفي عام 1145 م أصبح العالم أبو عبد الله الإدريسي مستشارًا للملك الصقلي روجر الـ2 الذي طلب منه باستحداث أول خريطةٍ دوليةٍ صحيحةٍ بعدما أرسل مختصونً جغرافيين حول العالم لجمع المعلومات الأساسية لرسم تلك الخريطة، وقد أثمرت هذه الجهود المشتركة عن تقديمٍ نصٍ نهائيٍ يظهر النتائج التضاريس الأرضية ومجموعةٍ مؤلفةٍ من 70 خريطةً تضم جزء العالم في شمال خط الاستواء ممثلًا بالبحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، وأجزاءً من قارة آسيا، وهي موجهةً الجنوبي باتجاه الأعلى

 

أول خريطة دولية صحيحة

مع ازدياد عدد أفراد الرحلة بخصوص العالم لأغراض التجارة والاستكشاف زادت الحاجة للاستحواذ على خرائطٍ جيدةٍ، وقد أنتج العالم المسلم عبد الله الإدريسي خريطةً توضح أكثرية قارة أوروبا وآسيا وشمال إفريقيا موثوقًا على المعرفة القديمة وإجراء اللقاءات مع الآلاف من الراحلين بهدف جعل خريطته أكثر دقةً، وتبدو النسخة العربية من الخريطة أن الإدريسي نهض بالرسم موثقًا اتجاه الجنوب نحو الأعلى واتجاه الشمال نحو الأسفل، وهو الذي كان سائدًا في ذاك الوقت، وقد تضمنت خريطة الإدريسي الهند والجزيرة العربية وآسيا والبحر الأبيض المعتدل وشمال القارة السوداء، ومعظم دول القارة العجوز وضعت على خريطةٍ دائريةٍ مثلما تم صنع كرةٍ أرضيةٍ فضيةٍ كبيرةٍ، وبحسب تقديرات الإدريسي فإن محيط الأرض يبلغ 22900 قابليةًا عند خط الاستواء وهو قريب جدًا من الرقم المعروف في العصر الجاري 40075 كم أي ما يعادل 24906 تأهبًا، مثلما تضمنت خرائط الإدريسي معلوماتٍ عن نصفي كوكب الأرض ومناطقها المناخية والبحار والخلجان.[3]، ويمكن الاطلاع على مزيدٍ من البيانات بخصوص خريطة الإدريسي على يد الرابط التالي “من هنا“.