هل بول الرضيع طاهر .. سؤال جوهري يسأل عنه العديد من الشخصيات في مواقع التواصل الاجتماعي، وينتظروا إجابة شافية وافية عن ذاك التساؤل، فهل بول الرذضيع طاهر أم لا؟ ذاك سوف يكون موضوع مقالنا التالي.
هل بول الرضيع طاهر
هل بول الرضيع طاهر فإن بول الرّضيع نجس مطلقًا من حين ولادته إلى آخر يوم في حياته، هو نجس في مختلف مراحل حياته، لكنه في فترة الطفولة المبكرة وعدم أكله للطعام تكون نجاسته مخففة، يكفي في تلك النجاسة المخففة الرّش والنضح، حتى يأكل الولد الصغير الطعام ويتغذّى به، فمتى تغذّى الولد الصغير بالطعام أمسى يُغسل الثوب الذي بال فوقه الطفل ولا يكفي نضح الماء أو بخّه فوقه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (بولُ الصبيِ يُنضَحُ، وبولُ الجاريةِ يُغسَلُ)
فالطفل مادام لا يتغذى بالطعام، فإن بوله نجاسة خفيفة، ينبغي فيها الرش والنضح، وإذا كان ثوب الولد مبلل بالنجاسة ثم باشر ثوبًا أجدد طاهر فإن ذاك البلل ينجّس الثوب الذي يلامسه لو أنه نضرًا
وأما إذا كانت رطوبته خفيفة ولا تترك تأثيرا في الثوب الذي تلامسه فلا كرب لا يتنجّس الثوب الذي يلامسه، وأما إذا كانت رطوبته جلية وبيّنة فإنها تترك تأثيرا في الثوب الذي تلامسه، وينبغي غسل ما أصاب الثوب الطاهر من هذا البلل
الفرق بين بول الغلام وبين الفتاة
بول الولد وبول الفتاة كلاهما نجس، إلا أن الإختلاف بين بين الصبي وبول الجارية في أسلوب وكيفية تطهيرهما، فبول الولد الصغير الذي لم يأكل التغذية نكتفي في تطهيره بالنضح: أيّ رش الماء دون دعك أو عصر حتى يشمله كله الماء،، وقد روي عن أم قيس فتاة مِحصن رضي الله عنها صرحت: (عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بنْتِ مِحْصَن
أنَّهَا أتَتْ بابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ فوق منه وسلَّمَ، فأجْلَسَهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ فوق منه وسلَّمَ في حَجْرِهِ، فَبَالَ علَى ثَوْبِهِ، فَدَعَا بمَاءٍ، فَنَضَحَهُ ولَمْ يَغْسِلْهُ)، وأما بول الفتاة فلا بدّ من غسله ولا يكفي فيه الرش
الحكمة من أن بول الغلام يُنضح ولا يُغسَل كبول الفتاة
صرح العلماء بأن الحكمة أن السنّة أتت بذلك، وكفى بهذا حكمة، ومع هذا التمس بعض العلماء الحكمة من هذا فقال بعضهم: الحكمة من هذا للتيسير على المكلّف
لأن العادة أن الذكر يُحمل أكثر من الأنثى، ويُفرح به أكثر، وبوله يخرج من ثقب ضيّق، فإذا فكر انتشر، ومع كثرة حمله، وتبوّله، يكون هنالك مشقّة، فخفف من أجل ذاك، وصرح بعضهم: أن غذاؤه اللبن اللطيف، وقوّته على تلطيف الغذاء أضخم من قوّة الفتاة، وأما الحنابلة فقالوا: أن التمييز بين بول الولد والفتاة هو وجّه تعبدي مجرد.
السن التي يجب فيها غسل بول الغلام
السن التي يقتضي فيها رش بول الطفل هي: ما لم يَطعم ذلك الولد الصغير أو البنت، فإذا طَعما غسلا جميعًا بول الصبي والبنت، والمقصود بذلك: أنه متى اشتهى الصبي التغذية وتغذّى به وطلبه
وليس المقصود أنه يتناول ما يوضع في فمه، قال ابن القيم: “إنما ينتهي حكم النضح إذا قوت الأكل وأراده واشتهاه تغذيًا به”، وصرح الشيخ محمد بن إبراهيم: “ليس المقصود امتصاص الصبي ما يوضع في فمه وابتلاعه، لكن لو كان يرغب القوت ويتناوله ويتطلّع له ويشتهيه، أو يصيح أو يشير إليه، وذلك ما يُطلق عليه أن الصبي يتناول القوت”
هل تنظيف بول الطفل ينقض الوضوء
لا يبطل التطهر للصلاة بتنظيف بول الولد وحفاضته، لأن مسّ النجاسة لا ينقض التطهر للصلاة، إلا أن ينبغي غسل النجاسة لدى إرادة التضرع، على حسب فتاولى اللجنة الدائمة للإفتاء: “فإن التطهر للصلاة لا ينتقض بغسل النجاسة على جسد المتوضئ أو غيره
وأيضا ملامسة ملابس الغلام المبللة بالبول لا تنقض التطهر للصلاة، غير أن على من لمسها وهي رطبة غسل يديه، فإذا كانت المرأة متوضئة ومست فرج ابنها الصغير فإنه لا ينبغي أعلاها إرجاع التطهر للصلاة، وإنما تغسل يديها من النجاسة التي أصابتها وليس فوقها وضوء.
في نهاية مقالنا تعرفنا على هل بول الرضيع طاهر فإن بول الرّضيع نجس مطلقًا من حين ولادته إلى أحدث يوم في حياته، هو نجس في جميع فترات عمره، لكنه في فترة الطفولة المبكرة وعدم أكله للطعام تكون نجاسته مخففة