ما معنى قهر الرجال … إن الرسول فوق منه الدعاء و الاطمئنان قد استعاذ من قهر الرجال، إذ أن قهر الرجال لا تكون وضعية مرضية تفتقر إلى علاج وإنما هي ضيق في الصدر وكدر يصيب الإنسان إذ أن يكون أصل ذاك الضيق هو الأحوال القاسية للحياة ومشاقها

وإن قهرالرجال هو استعلاؤهم على الفرد بغير حق ويقع قهر الرجال من الظلمة ومن قِإلا أن أهل الجور، وصرح صاحب تحفة الأحوذي في فيض القدير: “ضلع الدين وقهر الرجال قرينتان

فإن استعلاء الغير إذا كان بحق فضلع الدين أو بباطل فقهر الرجال”، ومن المحتمل أن يكون قهرالرجال بأنه هو وصول المرء إلى حالة يعجز فيها عن أن يجلب المكسب والخير لنفسه، ولا عنده القدرة على صرف الضرر عنه وعن أهله، وقد يلحق بقهر الرجال أضراراً وافرة منها مجافاة ذوي القرابة وشماتة الخصوم، الأمر الذي يتسبب في الهم والضيق في النفس.

وقد ذهب العلماء إلى معنى أحدث بأن قهر الرجال قد إكتملت مقارنته بغلبة الدين أي قلة الدين التي تودي بالإنسان إلى التدهور والمهانة، وإن قهر الرجال يكون بتسلط أهل الجور والجبروت بالمدين بحق أو بغير حق، فعلى المسلم وقتما يتملكه قهر الرجال أن يسارع بالصلاة والتوجه والصلاة إلى الله تعالى.

,صرح الشيخ محمد شمس الحق الهائل آبادي رحمه الله : ” ( من سيادة الدين ) : أي كثرته وثقله، ( وقهر الرجال ) : أي غلبتهم … ” انتهى من ” عون المعبود علل سنن والدي داود “،وتحدث كذلكً: ” ( وأسبقية الرجال ) أي : قهرهم وصلابة تسلطهم عليه، والمقصود بالرجال الظَّلَمة، أو ممكن أن يتجلى معناها بالدائنون، واستعاذ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من أن يغلبه الرجال لما في ذلك من الوهن والضعف في النفس.

أعوذ بالله من قهر الرجال

إن فقرة قهر الرجال قد تم ورودها في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : “دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال : ( يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ)، قال : هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال : ( أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا، إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ: أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ ؟ )، قال قلت : بلى يا رسول الله، قال: (قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ )، قال ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني “، فقد رواه أبو داود، وضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في “صحيح وضعيف سنن أبي داود”.