كيفية قيام ليلة النصف من شعبان … هي من الليالي التي يسأل الكمية الوفيرة من المسلمين عن حكم قيامها وصيامها، وهي من الليالي المبروكة في واحد من الأشهر المباركة وهو شهر شعبان الذي كان يُكثر النبي من صيامه، لأنه يحدث بين شهرين عظيمين هما شهر رجب وشهر رمضان، فكيق يمكن لنا قيام ليلة النصف من رجب؟ ذاك سوف يكون نص مقالنا الآتي.
كيفية قيام ليلة النصف من شعبان
طريقة قيام ليلة النصف من شعبان لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بما يختص قيام ليلة النصف من شعبان شيء، لا دعاء مخصوص، ولا دعاء برفقتيّنة، ولا صوم ليلة النصف من شعبان وهو اليوم الخامس عشر من الشهر
فليلة النصف من شعبان شأنها شأن باقي الليالي الأخرى فمن كان له عادة التهجّد من الليل فإنه يجريها مثلما يقوم في غيرها من الأيام والليالي، بلا صعود أو نقصان أو تخصيص شيء بهذه الليلة، لأن تخصيص وقت لتأدية أيّ عبادة من العبادات لا بدّ له من دليل صحيح في كتاب الله الخاتم أو في العمرّة النبويّة الشريفة
ولذا ما لم يرد في ليلة النصف من شعبان، لذا فتخصيص عدد محدود من الأوقات ومن بينها ليلة النصف من شعبان بتطبيق طاعة معيّنة من تضرع وصيام وقيام وصلاة، هو بدعة، وكل بدعة ضلالة، ينبغي الذهاب بعيدا عنها، والتحذير منها، وفي العبادات الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يغني عن المحدثات.
صيام ليلة النصف من شعبان
لم يرد في صوم يوم الخامس عشر من شعبان أو يوم النصف من شعبان شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم يوجب مشروعيّة صوم ذاك اليوم، ومادام أنه لم يثبت شيء عن صوم ليلة النصف من شعبان شيء
فتخصيصه بالصيام يحتسبّ بدعة مستحدثة، والبدعة هي: استحداث كلف لم يوجبه الله سبحانه وتعالى في كتابه، ولم يورده النبي في أحاديثه السليمة، الأمر الذي يزعم فاعله أنه يتقرّب من الله سبحانه وتعالى فيه، لأن العبادات توقيفيّة ولا بدّ من وجود دليل قانوني عليها حتى نمارسها.
وما ورد بخصوص صيام ليلة الـ5 عشر من شعبان كلّها أحاديث ضعيفة، مثلما موضوعّ أهل العلم على ذاك، ولا يثبت بهذه الأحاديث إستحداث عبادة، لا بقيام ولا صيام هذه الليلة، ولكن من كانت عادته أن يقوم بصيام الأيام البيض
وهي: أيام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، فإنه يصومها في شعبان كما يصومها في غيره، ومن كانت عادته أن يصوم الإثنين ويوم الخميس من أسبوعياً وصادف واحد من هذين اليومين النصف من شعبان
فلا حرج فوق منه أن يصوم على عادته، وليس اختصاص بذاك اليوم، و كان قد رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من صيام شهر شعبان، لكنه لا يتعلق يوم الخامس عشر من شعبان بشيء من صيام أو قيام أو دعاء أو غيره.
أحاديث منتشرة لا تصح عن ليلة النصف من شعبان
-
(من صلَّى ليلةَ النصفِ من شعبانَ مئةَ ركعةً ب قُلْ هو اللهُ أَحَدٌ قضى اللهُ له كلَّ حاجةٍ طلبها تلك الليلةَ وحصل له كذا وكذا وأَُعطي سبعين ألفَ حوراءَ وسبعين ألفَ غلامٍ إلى أن قال ويشفعُ والداه كلُّ واحد منهما في سبعينَ ألفًا)، درجة الحديث: موضوع. - ( إذا كانَتْ ليلَةُ النِّصفِ من شَعبانَ فقُومُوا لَيلَها، وصُومُوا يومِها ؛ فإِنَّ اللهَ تبارك وتعالى يَنْزِلُ فيها لِغُرُوبِ الشَّمسِ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيَقولُ : ألا من مُسْتَغْفِرٍ فأَغْفِرَ له ؟ ألا من مُسْتَرْزَقٍ فأَرْزُقَه ؟ ألا من مُبْتَلًى فأُعَافِيَهُ ؟ ألا كذا ألا كَذا ؟ حتى يَطْلُعَ الفَجرُ)، درجة الحديث: موضوع.
- (أتانِي جِبريلُ عليه السلامُ فقال : هذه لَيلةُ النِّصفِ من شعبانَ، وللهِ فيها عُتقاءُ من النارِ بِعدَدِ شُعُورِ غَنَمِ كَلْبٍ، لا يَنظرُ اللهُ فيها إلى مُشرِكٍ، ولا إلى مُشاحِنٍ، ولا إلى قاطِعِ رَحِمٍ، ولا إلى مُسْبِلِ، ولا إلى عاقٍّ لِوالِدَيْهِ، ولا إلى مُدْمِنِ خَمْرٍ)، درجة الحديث:ضعيف جداً.
- (يا عليُّ، مَن صلَّى ليلةَ النِّصفِ مِن شعبانَ مِئةَ ركعةٍ بألفِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، قَضى اللهُ له كلَّ حاجةٍ طلَبَها تلكَ اللَّيلةِ… وأُعطيَ سَبعينَ ألفَ حَوْراءَ، لكلِّ حَوْراءَ سَبعونَ ألفَ غُلامٍ وسَبعونَ ألفَ ولَدٍ… ويُشَفَّعُ والدُهُ كلَّ واحدٍ مِنهما في سَبعينَ ألفًا)، درجة الحديث: موضوع.
- (أتانِي جِبرائِيلُ عليه السَّلامُ فقال : هذه لَيلَةُ النِّصفِ من شعبانَ، وللهِ فيها عُتَقَاءُ من النارِ بِعدَدِ شُعُورِ غَنَمِ بَنِي كَلْبٍ، ولا يَنظرُ اللهُ فيها إلى مُشرِكٍ، ولا إلى مُشاحِنٍ، ولا إلى قاطِعِ رَحِمٍ، ولا إلى مُسْبِلِ، ولا إلى عاقٍّ لِوالِدَيْهِ، ولا إلى مُدْمِنِ خَمْرٍ، فَذَكَرَ الحدِيثَ بِطُولِهِ)، درجة الحديث: ضعيف جداً.
- (صلاةُ النِّصفِ مائةُ ركعةٍ، ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ)، درجة الحديث: ضعيف.
-
(إذا كانت ليلةُ النِّصفِ من شعبانَ فقوموا ليلَها وصوموا نَهارَها..)، درجة الحديث: ضعيف جداً.