ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان … إذ أن هذه الليلة يكثر فيها تداول مجموعة من الأحاديث والأدعية، وتنتشر فيها الكمية الوفيرة من البدع التي لم ينزل الله بها من سلطان، وليلة النصف من شعبان هي واحد من الليالي الوظيفة من ليالي شهر شعبان الشهر الذي يتقدم على شهر رمضان، لذلك خصصها بعض الناس ببعض العبادات والأدعية والصيام، فماذا صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في حين يتعلق ليلة النصف من شعبان.
ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان
ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان تم تغيير القبلة من المسجد الأقصى في فلسطين الشريف إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة، في ليلة النصف من شعبان، وهو الذي ذكره وأقره الهيدروجيني في كتابه “الروضة
فعن البراء بن غير متزوج قال: (كانَ أوَّلَ ما قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ علَى أجْدَادِهِ، أوْ قالَ شقيقْوَالِهِ مِنَ الأنْصَارِ، وأنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وكانَ يُعْجِبُهُ أنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ، وأنَّهُ صَلَّى أوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا صَلَاةَ العَصْرِ، وصَلَّى معهُ قَوْمٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى برفقتهُ، فَمَرَّ علَى أهْلِ مَسْجِدٍ وهُمْ رَاكِعُونَ، فَقالَ: أشْهَدُ باللَّهِ لقَدْ صَلَّيْتُ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ أعلاه وسلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كما هُمْ قِبَلَ البَيْتِ، وكَانَتِ اليَهُودُ قدْ أعْجَبَهُمْ إذْ كانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ، وأَهْلُ الكِتَابِ، فَلَمَّا ولَّى وجْهَهُ قِبَلَ البَيْتِ، أنْكَرُوا هذاَ)
إلا أن كان ثمة خلاف بين العلماء في تحديد وقت تغيير القبلة فمن ضمنهم من أفاد أنها حوّلت في النصف من شعبان ومنهم من حدد وقت آخر لتحويلها، غير أن الحشد الأعظم من العلماء المسلمين قالوا أن تحويل القبلة كان في ليلة النصف من شعبان
أهميّة تحويل القبلة للمسلمين
لقد خلّد القرآن الكريم كارثة تحويل القبلة لتكون مدرسة ننهل من تعاليمها كتحويل حالنا مع الله سبحانه وتعالى من الذنوب والمعاصي إلى الطاعة والعبادة، قال تعالى عن تحويل القبلة: (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144))
وتحويل القبلة أيضًا يحثنا على تغيير حالنا من الكسل والخمول إلى الشغل، ومن الحقد والحسد إلى الحب والإخاء والتراحم والتوادّ، والتحوّل الداخلي والتطهير القلبي يتجلّى في ليلة النصف من شعبان، ففي تلك الليلة تغفر الذنوب ليس بصيام وتضرع وتضرع، وإنما بتطهير القلب من البغضاء والشحناء والعداوة، نحن بأمس الحاجة للتحويل القلبي، والتطهير الداخلي من الشحناء والحقد والبغضاء حتى تُكتب لنا المغفرة والعفو، ونتهيأ لشهر رمضان الكريم المبارك