متى يجب الغسل على الفتاة الغير متزوجة … تعدُّ الطَّهارة من الأشياء الضَّرورية التي ينبغي على كل مسلمة الحذر والتدقيق على تعلُّمها؛ إذ إنَّ ثمة العديد من العوامل التي تُوجب الغسل على المرأة المسلمة سواءً أكانت متزوجة أم لم تتزوج بعد، فما هي تلك الأسباب المُوجبة للغسل؟

الغسل من الحيض

يُعتبر الحيض سبباً من أسباب ضرورة الغسل على الفتاة سواءً أكانت متزوِّجة أم غير متزوِّجة؛ إذ يلزم الغسل على المرأة عند انصرام الحيض، وقد ثبت في كلٍّ من القرآن الكريم، والسُّنة النَّبوية، وإجماع علماء الأمة الإسلاميَّة وجوب الغسل لدى الانتهاء من الحيض؛ قال الله -تعالى-: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ)؛فدلَّت الآية الكريمة على ضرورة التَّطهر من الحيض لدى انقطاع الدم، ولا تتحقَّق الطَّهارة من الحيض سوى على يد الغسل.

وقد ثبت عن السَّيدة عائشة أمُّ المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّها قالت: (إِذَا أقْبَلَتِ الحَيْضَةُ، فَدَعِي الصَّلَاةَ، وإذَا أدْبَرَتْ، فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وصَلِّي)؛ولذا يعني أنَّ على المرأة الغسل حتى الآن انقطاع دم الحيض في الحالً وعدم التَّشقيقُر فيه؛ لأنَّ اختتام الحيض مبررٌ لوجوب الغسل.

الغسل من خروج المني

يُعتبر مغادرة المني سبباً مُوجباً للغسل على جميع من المرأة المتزوِّجة، والمرأة غير المتزوِّجة، والرَّجل باتفاق الفقهاء؛ فقد ثبت عن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: (إِنَّمَا الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ)فالماء الدَّافق -الخارج- من الفرج -وهو المني- يُوجب الغسل بالماء، عن أمِّ سليم -رضي الله عنها-: (أنَّهَا سَأَلَتْ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَنِ المَرْأَةِ تَرَى في مَنَامِهَا ما يَرَى الرَّجُلُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إذَا رَأَتْ ذلكَ المَرْأَةُ فَلْتَغْتَسِلْ فَقالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: واسْتَحْيَيْتُ مِن ذلكَ، قالَتْ: وهلْ يَكونُ هذا؟ فَقالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ)

وقد ذهب الحنفيَّة والمالكيَّة إلى اشتراط وجود الشَّهوة مع هبوط المني ليغدو مُوجباً للغسل، مثلما صرح عدد محدود من العلماء بعدم ضرورة الغسل إذا هبط المني جراء ضربةٍ ما، أو جراء حمل شيءٍ ثقيلٍ أدَّى إلى نزوله.