خطبة الجمعة القادمة اشرف رضوان .. أعلن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، موضوع بيان الجمعة القادمة، بعنوان: «صاحب التجارة الأمين»، أكيدًا أنّ صاحب التجارة الأمين الذي إعلاء الله درجته لتصير مع النبيين والصديقين، وما ذاك سوى لصدقه وأمانته وإيثاره المباح ورضا الله على الدنيا وما فيها، وهذا كله فضلاً عن البركة في ثروته وولده.

خطبة الجمعة القادمة اشرف رضوان

وشدد أنّه على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الكلام نصا أو مضمونا على أقل إشادة، وألا يزيد أداء الخطبة على عشرة دقائق للخطبتين الأولى والثانية انتباه للظروف الراهنة، مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة.

 

وجاء موضوع خطبة يوم الجمعة المقبلة لوزارة الأوقاف: «الشكر لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين، وأشهد أن لا إله سوى الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك أعلاه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فإن الإسلام دين يدعو إلى الربح والعمل، وينذر من البطالة والخمول والكسل، والعمل هو السبيل إلى إعمار الأرض، وتمنح الأوطان، وبناء الحضارات، إذ يقول الحق سبحانه: هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها، وصور الربح الشرعي عديدة متنوعة، ومن أفضلها التجارة، حيث سمى الحق سبحانه أرباحها في القرآن (ميزة الله)

وقرن سبحانه ذكر الضاربين في الأرض للتجارة بالمجاهدين في طريق الله، حيث يقول سبحانه: وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من خصوصية الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله، وقد سئل نبينا (عليه الصلاة والسلام) أي الدخل أطيب؟ فقال: (عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور)».

للتاجر الأمين صفات حميدة

واستطردت خطاب يوم الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف: «يكفي أصحاب المتاجر شرفا أن نبينا (عليه الصلاة والسلام) صاحب متجر مع عمه أبي طالب ومع أم المؤمنين خديجة (رضي الله سبحانه وتعالى عنها)، فكان (صلى الله عليه وسلم) خير مثال للتاجر الأمين، حيث وصفه السائب بن الله عنه) بقوله: كنت شريكي في الجاهلية، فكنت خير شريك؛ لا تداريني، ولا تُماريني- أي: لم يكن (عليه الصلاة والسلام) يخفي عيبا في سلعة، ولا يجادل بالباطل».

وتابعت: «للتاجر الأمين صفات حميدة، وخصال شريفة ينبغي أن يتحلى بها، منها: الصدق في البيع والشراء، والصدق يورث البركة في التجارة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما)، أما صاحب التجارة الكذوب الذي يبيع آخرته بدنياه، فهو من الخاسرين في الكوكب ويوم القيامة، فلا بركة في ثروته، ولا استفادة في كسبه، ولا يقبل منه عمله، إذ يقول (عليه الصلاة والسلام): (الأيمن الكاذبة منفقة للسلعة، ممحقة للبركة)، ويقول (عليه الصلاة والسلام): (من كسب مالا حراما فأعتق منه، ووصل رحمه؛ كان ذاك إصرا عليه)».

صفات التاجر الأمين

ولفتت إلى أن من صفات صاحب التجارة الأمين، هي تمام الأمانة والبيان في البيع والشراء، فالتاجر الأمين لا يغش ولا يخدع، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (المسلم أخو المسلم، ولا يحل لمسلم باع من شقيقهُ بيعا فيه عيب سوى بينه له)، وقد مر نبينا (صلى الله عليه وسلم) على صبرة أكل

فأدخل يده فيها، فثالت أصابعه بللا، فقال: ما ذاك يا ذو الطعام؟! قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: (أفلا جعلته فوق القوت لِكَي يتفرج عليه النّاس من احتيال فليس مني)، ومنها: السماحة في البيع والشراء، والتحلي بمكارم الأخلاق، وحسن المعاملة، إذ يقول نبينا (عليه الصلاة والسلام): (رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (ألا أخبركم بمن يمنع على النار – أو بمن تحجب فوقه النار؟ على كل قريب هين سهل).