انتخابات لبنان 2022 بيروت الثانية .. لوائح دائرة بيروت الثانية 2022 عدد نواب بيروت الثانية .. أكّدت معلومات النشرة ان طليعة التصنيف الإنتخابي في دائرة بيروت الثانية توحي بفوز قوى التحويل بمقعدين نيابيين في حال ظلّ مجرى الفهرسة على ذلك النحو. كما أثبتت طليعة الفهرسة شواهد انتصار القائمة المؤيدة من الثنائي الشيعي بأربعة مقاعد نيابية
وسجل “بيروت بدها قلب” بما ليس أقل من مقعدين، في حين يجيء ترتيب السجل المعززة من رئيس الحكومة السالف فؤاد السنيورة في المراتب الأخيرة. بل النتائج الأولية لا تعني حسم المقاعد، بإعتبار أن تبدّلات قد تفرضها الصناديق غير المفروزة حتى الآن.
انتخابات لبنان 2022 بيروت الثانية .. لوائح دائرة بيروت الثانية 2022 عدد نواب بيروت الثانية
قبل 48 ساعةٍ من توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع، تظهر العاصمة اللبنانية ساحة لواحدة من أشرس الاشتباكات المسلحة بين معسكرات وبرامج شتى بعدما اكتشف السياسيون وأهالي البلدة أن النتائج من الممكن أن تكون لها تداعيات بعيدة النطاق.
الدائرة الانتخابية الأولى في بيروت، حيث يشكل المسيحيون أغلب السكان، قد تشهد تتالي نتائج انتخابات 2018. القوى المتنافسة ما تزال على وضْعها، والأرجح أنها ستحصل على المقاعد نفسها التي حصدتها قبل أربعة سنين: حزبا «القوات اللبنانية» و«الكتائب» والتيار الوطني الحر وممثل أو مندوبة عن المقاومة
والمجتمع المواطن. المقاعد الأرمنية سيدور حولها مواجهة جراء انكماش شعبية حزب الطشناق الذي كان لديه تقليدياً أكثرية التمثيل الأرمني في بيروت بل في لبنان كله
وكذلكً نظراً إلى ضعف أعداد ناخبيه حتى الآن الهجرة الغزيرة التي وجعّت بالوسط الأرمني في السنوات الماضية. بدون أن يعني هذا أنْ لا مفاجآت منتظَرة في المكان تلك التي تعرضت إلى تلفيات شديدة نتيجة لـ تفجير مرفأ بيروت في 4 أغسطس (أغسطس) 2020 وانخراط مجموعة من أفراد المعارضة المدنية في الحرب.
بيروت الأولى ستعكس المعارك داخل الطوائف المسيحية ومحاولة «التيار الوطني الحر» إنقاص خسائره معدل الإمكان في وجه «القوات اللبنانية» ومرشحي المعارضة المدنية. بيد أن ما يجري في الدائرة الثانية حيث تنتمي أغلب الناخبين إلى الطائفة السنية، فلا شك في أنها من أفضَل ساحات الموقعة الانتخابية في الدورة تلك خلافاً بما أن فوق منه الوضع في 2018.
قبل أربعة سنوات، كان «تيار المستقبل» ما يزال متماسكاً واستطاع ضمان النجاح للائحته باستثناء المرشحين الشيعيين واثنين من السنة الستة. يومها نجح النائبان والمرشحان الحاليان فؤاد مخزومي وعدنان طرابلسي في كسر احتكار «المستقبل» للتمثيل السني في العاصمة للمرة الأولى منذ انتخابات ألفين.
تغيرت المعطيات هذه السنة. هذا أن استنكاف «المستقبل» عن المشاركة في الانتخابات ترشحاً أو دعماً صريحاً لإحدى الفهارس، بل عمل العدد الكبير من مؤيديه على الحض على مقاطعة مجمل العملية الانتخابية، ترك الناخبين السنة المؤيدين كثيراً ما للتيار
في حيرة من أمرهم. وفي واصل دراية مخاطرة الامتناع عن المساهمة في الانتخابات ومطالبة المرجعية الدينية للسنة، مفتي الدولة، لأولاد الطائفة بالاقتراع «الوافر والصحيح»، أمسى الناخبون هؤلاء في مواجهة مشهد متناقض.
نظرية «الكتل الناخبة» التي عمت بين 1996 و2018، لم تعد صالحة للتكهن بنتائج الانتخابات. في هذه الفترة كانت مقادير القوى معروفة مسبقاً بحيث يستطيع القارئ السهل للمشهد الانتخابي دراية النتائج قبل يوم الاقتراع.
المتغير المهم في 2022 أن الكتلة التي كانت تصب الأصوات لتيار «المستقبل» باتت مشتتة بين اتجاهات غفيرة. واحد منها تمثله اللائحة التي يرعاها رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة «بيروت تجابه».
اتجاه ثانٍ يميل إلى لائحة «هيدي بيروت» التي يشيع المرشحون فيها أن «المستقبل» يساندهم مساندة غير فورا. خلال فترة ذلك، حافظ الثنائي الشيعي على «كتلته» التي بتفاوت عددها بين 30 و45 ألف ناخب.
وينطبق الشأن نفسه على كتلة «منظمة المشروعات الخيرية» (الأحباش) الموالية لـ«حزب الله» والنظام السوري التي ينتخب لمرشحيها كثيراً ما ما بين عشرة و12 1000 صوت. ثمة كتل أقل وزناً على غرار كتلة «الجماعة الإسلامية» لكنها عادةً لا تستمتع بالقدرة على تقصي خروقات ما لم تتحالف مع قوى أكبر حجماً.
أعلاه، ستعتمد موقعة السنة الجارية في تكهن نتائجها على نسبة مشاركة الناخبين السنة الذين أظهروا فتوراً في الدورات السابقة. المخاوف التي عبّر عنها أكثر من مرشح والتي جاء كلام دار الفتوى ليظهّرها من أن تفضي الانتخابات إلى سيطرة «حزب الله»
على التمثيل السني في بيروت، بالتالي تكريس التحول في هوية العاصمة السياسية في أعقاب المتغيرات التي طرأت على طبيعتها السكانية والعمرانية لغير إدارة السنة، لها ما يبررها.
وهناك ما يبرر الاعتقاد أن اندفاعة «حزب الله» للسيطرة على العاصمة سياسياً، ستصل إلى حاجز تكليف رئيس مجلس وزراء سني من الموالين له بعد أن اكتفى في السنين السابقة بتعيين «أصدقاء» في المنصب السني الأضخم في لبنان.
في المقابل، غير ممكن إنكار أن الاختلافات في العاصمة وصلت إلى جميع الطوائف، وأن المعطى الاجتماعي والثقافي قد شهد تبدلات عميقة في العقدين السابقين، وأن فشل القوى التقليدية في تمثيل العاصمة تمثيلاً ذا دلالة لكن إلزام عدد من الفاسدين والنكرات أعلاها، قد أضر بالبلدة وبالسنة فيها تحديدا، أكثر مما قال الزعامات التي جاءت بهم.
يدفع ذلك إلى الاعتقاد بأن نتائج الانتخابات في بيروت الثانية لن تخلو من مفاجآت في حال شارك الناخبون السنة بأعداد عظيمة ما سيؤدي إلى تزايد ما يُعرف بـ«الحاصل»، أي الحد الأقل المقبول لفوز أي مرشح.
ومن ثم تضمحلّ فاعلية «الكتل الناخبة» الحزبية. بلّ الرهان هذا تعرقله معركة ضروس بين المؤهلين السنة أنفسهم الذين يخوض بعضهم في مواجهة بعض قتالاً لا تُستثنى فيه الأسلحة غير المشروعة من فئة تداول الاتهامات بطرح الرشى وشراء الأصوات على يد المساعدات النقدية في مجتمع ضربته الحادثة الاستثمارية في مقتل، وصولاً إلى تدخل رجال الدين لصالح أطراف مقابل أخرى.
أما ما غير ممكن الفرار منه فهو أن أجيالاً من قاطنين بيروت تريد المزيد من الإسهام السياسية بممثلين يعكسون تطلعاتها وآمالها وخيباتها من المحاولات الماضية.
مهما يكن من وجّه، أظهرت انتخابات المغتربين في دول الوطن العربي والأجنبية شواهد على أن التغيرات الاجتماعية والجيلية التي تشهدها العاصمة، سوف تكون لها بصماتها في صناديق الاقتراع يوم الأحد المقبل.