وقفة عرفات لماذا نصوم وما هو فضل صيام يوم عرفة … يوم عرفة هو أحد أضخم احتفالين عند أهل الإسلام، فالعيدين الرئيسيين في الدين الإسلامي هما العيد الصغير وعيد الأضحى، ولذا الأخير الذي تؤدى طواله تكليف فريضة الحج، والتي تستهل مناسكها بالوقوف بعرفة
وقفة عرفات لماذا نصوم وما هو فضل صيام يوم عرفة
ولذا عُرف يومها بـ يوم عرفة،ويُعبر عنه المسلمون بالاصطلاح الشائع “يوم الوقفة”، ونرى إن غالبية المسلمين يحرصون على الصوم في هذا اليوم، بصرف النظر عن إن صيام عرفة ليس فرضاً كما هو الحال بالنسبة لصوم رمضان، إذاً فلماذا ذاك الحرص القوي على صومه والتقرب إلى الله طواله؟، وما هو حجم يوم يوم عرفة وما فضله؟
يوم عرفة .. القدر والفضل :
يوم عرفات هو اليوم الـ10 من شهر ذي الدافع وفق التصحيح الهجري، وإن لهذا اليوم كمية كبير وفضل أعظم، فما قدره وما فضله؟
أولاً : مقدار يوم عرفات :
إن يوم عرفة له رتبة عظيمة في نفوس المسلمين، وذلك ليس حصرا لإن طقوس تأدية تكليف شعيرة الحج تبدأ أثناءه، فهذا هو السبب الأكثر شيوعاً وشهرة، لكن هناك عوامل أخرى وأحداث جرت بذاك اليوم، جعلت له تلك المرتبة العارمة في الشريعة الإسلامية ونفوس المسلم، ومنها:
أ) أقسم الله سبحانه وتعالى به :
هل ثمة تشريف ليوم زيادة عن أن يكون قسماً يذكره الله عز وعلا بكتاب الله الخاتم؟!، مما لا شك فيه لا، وبالتأكيد ايضاًً إن يوم يوم عرفة قد نال ذلك الشرف
وقد ورد ذكر يوم يوم عرفة كقسم ضمن آيات القرآن الكريم في موضعين، والضخم لا يقسم إلا بعظيم الموضوعات، ومن ذلك نتبين كيف عَظم المولى عز وعلا من مقدار ذاك اليوم، وهو مبرر كاف على الإطلاقً لنصومه ونتقرب إلى الله طواله، ومقار القسم بـ يوم عرفات في القرآن الكريم هي :
سورة البروج : ورد في إطار مُحكم آيات السورة الكريمة كلامه هلم “وشاهد ومشهود”، وبلغنا من أحاديث الرسول الأمي خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم، ما معناه إن اليوم الموعود هو يوم القيام والشاهد هو يوم الجمعة واليوم المشهود هو
يوم يوم عرفة،ولذا المحادثة قد قد سقي عن الإمام الترمزي.
سورة الفجر : ذكر في سورة الفجر “الشفع والتر” فما هما؟.. استناداً لما صرح به ابن عباس رضي الله عنه، فإن يوم الشفع
هو يوم الأضحى أي أول أيام العيد، أما الوتر فهو اليوم الذي يسبقه أي يوم عرفات،ووافقه في هذا القول كل من الضحَّاك وعكرمة.
ب) يوم إنهاء الدين :
التقى واحد من الرجال اليهود بالصاحبي الجليل وخليفة المسلمين عمر بن البيان، فقال له بإن أنتم -ويهدف المسلمين- لديكم آية في كتابكم القرآن، لو كانت تدنت فينا لاتخذنا من يومها ومكانها عيداً، وأما الآية القرآنية التي كان يوميء الرجل إليها
هي “اليوم أتممت عليكم دينكم”، وقد فطِن عمر بن الكلام رضي الله عنه إلى المقر والزمان، فإن الآية الكريمة قد تدنت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم عرفات وعلى جبل يوم عرفة، ومن الموضوعات التي تزيد ذلك اليوم فضلاً وترفعه قدراً، إن المولى سبحانه وتعالى قد اختاره من ضمن أيامه عامتها، ليكون اليوم الذي يتم فيه الدين ويختتم فيه برقية ذكي ورسول
محمد صلى الله عليه وسلم، أليس هذا دافع وافي للاحتفال بـ يوم عرفة،بالقرب من إنه اليوم الذي تؤدى به فريضة الركن الـ5
من زوايا الإسلام، وهي إنفاذ فريضة الحج إلى المنزل؟!
ثانياً : فضل يوم يوم عرفة :
لماذا يحرص غالبية أهل الإسلام على صيام يوم عرفات ؟.. أهذا فحسب لمكانته في نفوسنا وضخم قدره في شريعتنا الدينية، الإجابة المُدلل أعلاها بما ورد بأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام هي “لا”، فإن صيام يوم يوم عرفة له فضل ضخم، وهو إمكانية للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى وطلب مغرفته عما ظلمنا به أنفسنا، ومن أفضال وفوائد صيام يوم يوم عرفة ما يلي:
أ) يكفر عامين :
الخطأ من الصفات الأصيلة الراسخة في النفوس الإنسانية، فلا يوجد على وجه الأرض إنسان لا يخطئ أو يرتكب ذنباً، ولكن ذاك ليس خاتمة المطاف، فعلى كل إنسان السعي إلى التكفير عن هذه الذنوب وطلب المغفرة من الرحيم الغفار، ومن ذلك
المنطلق يحتسب يوم عرفات فرصة عظيمة لتكفير الذنب، فمن أفضال ذلك اليوم الكبير إن الصيام به يكفر معاصي عامين، السنة التي سبقته والسنة التي ستلحق به، وما يدلنا على ذاك هو عصري أشرف الخلق أجمعين، فحين سُئل رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن فضل صيام عرفات، أفاد إنه يكفر ذنوب السنة الماضية والمتبقية، وحين سًئل عن ميزة يوم عشوراء وصيامه قال إنه يكفر سيئات السنة السابقة فوق منه، الأمر الذي يشير إلى إن خصوصية يوم عرفة يفوق خصوصية يوم
عشوراء، وقد سقي الجدد الإمام مسلم في صحيحه.
وقد اتفق العلماء والمفسرين حتّى التكفير هنا، هو مقتصر على السيئات والمعاصي التي نرتكبها في غفلاتنا، غير أن الأمر لا يصبح على علاقة بالذنوب الكبائر، حيث أن الكبائر لا يكفرها صيام يوم يوم عرفة أو صيام رمضان أو أية اجتهادات بالعبادات،
فالكبائر على حسب إجماع العلماء لا تُكفّر سوى بالتوبة النصوحة عنها.
ب) المجهود الصالح الأحب إلى الله :
أن نقوم بالأعمال الصالحة فهذا كلف له أجر حسن، وأما أن نقوم بها كما يحب الله ويرضى فهذا وجّه أجدد وله أجر أجدر، وهنالك بضعة أيام تجيء على المسلم كل عام يحبذ القيام خلالها بصالح الأفعال، ومن داخلها إلا أن ويمكن القول على رأسها يوم عرفات،وهذا استناداً لما ورد إلينا عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام، في حديثه الشريف القائل فيه ما مفاده إن
الإجراءات الصالحة الأحب إلى الله، هي الإجراءات الصالحة التي تكون طوال الأيام عشر، والأيام العشر المعنية بالحديث هي الأيام العشرة الأولى من ذي العلة، التي تختتم بـ يوم عرفات يوم الطليعة في تأدية مناسك فريضة الحج.