وقفة عرفة خطبة الجمعةمكتوبة وقصيرة 2022 فضائل يوم عرفة خطبة الجمعة … إن الحمدلله لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ومنقطع النظير، وأشهد أنّ سيّدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرّة أعيننا محمّدًا عبده ورسوله وصفيّه وحبيبه، صلّى الله وسلّم عليه وعلى كلِّ رسول بعَثَه.

وقفة عرفة خطبة الجمعة مكتوبة وقصيرة 2022 فضائل يوم عرفة خطبة الجمعة

أما في أعقاب عباد الله فإنّي أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليّ العظيم وبالاعتصام بحبل الله المتين عملاً بقوله إيتي:” وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ ءايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ”(ءال عمران 103).

إخوة الإيمان، إنّ الأمةَ المحمّديةَ اليوم تنتظرُ بشوقٍ لتشهدَ والدْهَى هيئات خارجيةِ الوحدة، حيثُ يجتمعُ المسلمونَ بأشكالهم المختلفةِ وألسنتِهم المتعدّدة تحتَ رايةِ التوحيد التي جمعتهم فوقَ أرضٍ واحدةٍ يدعونَ ربًّا شخصًا.

إنَّ حالةَ المسلمينَ على أرضِ عرفة قائلين:”جوهرّيك اللهمّ جوهرّيك، صميمّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ العرفان والنعمة لك والملك، لا شريك لك” ظرفٌ تنشدُّ له الأبصار، ظرفٌ تحنُّ لهُ القلوب، موقفٌ تذرفُ له العيونُ بالدموعِ شوقًا لتلك البِقعر، شوقًا لأمِّ القرى لمكّةَ ومنى وعرفة.

” وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ” أمْرٌ بالتمسّكِ بالدِّين والوقوفِ لدىَ حدودِ الدينِ والاعتصامِ بحبل الله المتين .

” ولا تَفَرَّقُوا” لأنّ في الفُرقةِ ضعفًا وفي الوحدة قوّة. ويُذكّرُكُم اللهُ بالنعمةِ الضخمةِ” واذْكُرُوا نعمةَ اللهِ عليكُم” وهي نعمةُ الإيمانِ بالله العظيم.

فلقدْ فسر اللهُ لنا في القرءانِ أنّ صحابةَ النبيِّ صلّى الله أعلاه وسلّم توحّدوا واجتمعوا على الإيمان بالله ورسوله وتآلفُوا وتآخَوا وتظلَّلُوا تحتَ رايةِ ” لا إله إلا الله محمّد رسول الله ” ووجّهوا أنظارَهم نحوَ مقصدٍ فردٍ وهو إعلاءُ تلك الراية، وتوحّدوا على مسارِ التقوى وجمعهم الوفاءُ لله والتضحيةُ لله عزّ وجلّ.

أيها الإخوة إنّ الاعتصامَ المنجي هو الاعتصامُ بكتابِ الله وسُنّةِ رسولِ الله صلّى الله فوق منه وسلّم. وكم هو عارمٌ قولُ رسولِ الله عليه الصلاة والسلام عندَما خطبَ في الناسِ في حجّةِ التوديع فقال:” يـا أيهـا الناس إني قد تركتُ فيكم ما إنِ اعتصمتُم بهِ فلن تَضِلّوا أبـدًا كتابَ الله وسنّة نبيِّه، إنّ كلَّ مسلمٍ أخو المسلم، المسلمونَ إخوةٌ، ولا يحلُّ لامرىءٍ مِنْ ثروةِ أخيه إلا ما أعطاهُ عن طيبِ نفس، ولا تَإستمرِمُوا، ولا تَعادُوا بعدي كفّارًا يضربُ بعضُكم رقابَ عدد محدود من”.

يقول الله سبحانه وتعالى:” وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِنْهَا” أنقذهم منَ النارِ بالإسلام، لأنّ من توفيَ على الإشراكِ أو على أيّ نمطٍ من أشكالِ الكفرِ كنفيِ وجودِ اللهِ أو الاستهزاءِ بالله أو بدينِ الإسلامِ أو بنبيٍّ منْ أنبياءِ اللهِ أو بملَكٍ منَ الملائكةِ يدخلُ النارَ خالدًا فيها بأي حال من الأحوال، ولا يطلعُ منها ولا يرتاحُ من عذابها.

إخوةَ الإيمان إننا ندعو للتمسّكِ بكتابِ الله، للتمسّك بحديثِ رسولِ الله صلّى الله فوقه وسلّم. لقد تفشّى بلاءُ الجهلِ ومرضُ التشبّثِ بالباطلِ والزَّيغ، وءانَ الأوانُ للتشبّثِ بالعلمِ والعملِ والوسَطيةِ والاعتدال.

اللهمّ أصلح ذات بيننا، اللهمّ ألِّف بين قلوبنا يا ربَّ العالمين.

إخوةَ الإيمان، إننا (في جمعية الأعمال التجاريةِ الخيريةِ الإسلامية)، في هذه الأيامِ الفضيلةِ المبروكةِ نجدّدُ الاستدعاءَ للعلمِ والاعتدالِ والوسطيّةِ والتآخي على أساسِ الالتزامِ بحدودِ ذاك الدينِ العارم، وللتعلّمِ ومعرفةِ الإيمانِ بالله ورسولِه، ومعرفةِ الحدودِ التشريعيّةِ ليغدوَ لدىَ المسلمِ الميزانُ الشرعيّ الذي به يميّزُ الطيِّبَ منَ الخبيثِ والشرعيَ من الحرامِ والحقَّ منَ الباطلِ والحسنَ من القبيح.

وأُذكّرُكم إخوةَ الإيمانِ بصيام يومِ يوم عرفة ذاك اليوم الفضيل والذي يصادفُ (يومَ الاحد)، فيومُ يوم عرفة هو أرقىُ أيامِ العام، فقد روى الترمذيُّ وغيرُه عنْ رسولِ الله عليه الصلاة والسلام أنه أفاد:” أرقىُ الصلاةِ يومُ عرفة وأرقىُ ما قلتُ أنا والنبيونَ من قبلي لا إله سوى اللهُ وحدَه لا شريكَ له، لهُ الملكُ وله العرفانُ وهو على كلِّ شىءٍ قدير” .