مميزات عشر ذي الحجة مكتوبة 1443 .. من مواصفات أمة النبي صلى الله فوقه وآله وسلم أن جعل لهم الكمية الوفيرة من مواسم الطاعات والرحمة والخير، ليتزودوا فيها من الطاعة ما يقربهم إلى الله تعالى، ومن هذه المواسم الأيام العشر الاول  من شهر ذي الحجة، التي اختصها الله تعالى بمواصفات عديدة تميزها عن غيرها من الأيام وتبين لنا فضلها لنتنافس فيها ونغتنمها، ومن تلك المواصفات:

مميزات عشر ذي الحجة مكتوبة 1443

1– أن الله سبحانه وتعالى قد أقسم بها في كتابه الكريم فقال في سورة الفجر : والفجر وليالٍ عشر والشفع والوتر. والصحيح الذي أعلاه مشجعين المفسرين أن الليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وقد ورد حديث في قوله: والفجر وليالٍ عشر: العشر: عشر النحر * والوتر يوم عرفة * والشفع يوم النحر.

وقد أقسم الله بتلك العشر وهذا لفضلها وشرفها، ثم أقسم بيومين من أيامها وهما يوم عرفة ويوم النحر، وذلك دليل ملحوظ على عظمها وشرفها .

2 – أقسم الله سبحانه وتعالى بيوم عرفة بشكل خاص، ولذا في قوله إيتي في سورة البروج: والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود.

وفى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اليوم الموعود هو يوم القيامة والشاهد الجمعة، والمشهود يوم يوم عرفة).

3 – تلك الأيام العشر هي الأيام البيانات التي ورد ذكرها في كلامه إيتي في سورة شعيرة الحج: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق .. ليشهدوا فوائد لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام.

4- تلك الأيام هي أعظم أيام السنة, فقد قال النبي صلى الله فوقه وآله وسلم: “ما من أيام أعظم لدى الله ولا أحب إليه الشغل فيهن من أيام العشر”.

5 – هي أفضل أيام الدنيا كلها, وهذا نص حديث رسول الله صلى الله فوق منه وآله وسلم: “أسمى أيام الدنيا أيام العشر – يعنى عشر ذي الحجة – قيل: ولأمثلهن في سبيل الله؟ أفاد: ولا مثلهن في سبيل الله إلا من عفر وجهه بالتراب”. يعني: “سوى من نال الشهادة في الحرب”.

6 – وفى تلك العشر أعظم الأيام, يوم النحر الذي صرح فيه النبي صلى الله فوق منه وآله وسلم: “أعظم الأيام لدى الله يوم النحر ثم يوم القر”، ويوم القر هو اليوم الذي يلي يوم النحر، لأن الناس يقرون فيه بمنى أي يستقرون بعد أن فرغوا من الطواف والنحر واستراحوا.

7- ومن فضائل تلك الأيام أنها هي الأيام التي أعطاها الله لموسى عليه أفضل السلام لِكَي يكمل ميقاته 40 ليلة، أفاد إيتي في سورة الأعراف: وواعدنا موسى 30 ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة.

8- ومن ميزة تلك الأيام أيضاً ما لفت إليه الحافظ ابن قرميد من أن تلك الأيام مكان لقاء أمهات العبادة، وهى الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتيسر ذاك بأي توقيت من أوقات العام إلا في تلك الأيام.

9- والمشهور أن أفضلية هذه العشر في أيامها ولياليها، فالله قد أقسم بليالي تلك العشر فدل ذاك حتّى للياليها فضيلة أيضًا والراجح في ذاك ما ذكره ابن رجب الحنبلي من أن مجموع تلك العشر أسمى من مجموع عشر رمضان، وإذا كان في عشر رمضان ليلة لا يحبذ فوق منها غيرها، وهى ليلة القدر، هذا هو الراجح في التفضيل بينهما.

10- ومن فضائل تلك الأيام أن الشغل فيها له مكانة عارمة وفضل كبير عند الله تعالى، خسر روى أن رسول الله صلى الله فوق منه وآله وسلم صرح: “ما من أيام الجهد الصالح فيها أحب إلى الله من تلك الأيام، يعنى أيام العشر، أفادوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ أفاد: ولا الجهاد في طريق الله، سوى رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع بشئ”.

وعن الإمام الأوزاعى قال: “بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة يصام نهارها ويحرس ليلها إلا أن يختص امرؤ بشهادة”.