دعاء يوم عرفة ذي الحجة الامام الحسين 2022 مكتوب …مِنَ الدَّعَوَاتِ الْمُشَرَّفَةِ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ دُعَاءُ مَوْلَانَا الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ .
ذَكَرَ السَّيِّدُ الْحَسِيبُ النَّسِيبُ رَضِيُّ الدِّينِ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فِي كِتَابِ مِصْبَاحِ الزَّائِرِ
دعاء يوم عرفة ذي الحجة الامام الحسين 2022 مكتوب
اللَّهُمَّ إِنِّي أَرْغَبُ إِلَيْكَ وَ أَشْهَدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ، مُقِرّاً بِأَنَّكَ رَبِّي، وَ أَنَّ إِلَيْكَ مَرَدِّي، ابْتَدَأْتَنِي بِنِعْمَتِكَ قَبْلَ أَنْ أَكُونَ شَيْئاً مَذْكُوراً، وَ خَلَقْتَنِي مِنَ التُّرَابِ، ثُمَّ أَسْكَنْتَنِي الْأَصْلَابَ آمِناً لِرَيْبِ الْمَنُونِ، وَ اخْتِلَافِ الدُّهُورِ، فَلَمْ أَزَلْ ظَاعِناً مِنْ صُلْبٍ إِلَى رَحِمٍ، فِي تَقَادُمِ الْأَيَّامِ الْمَاضِيَةِ وَ الْقُرُونِ الْخَالِيَةِ، لَمْ تُخْرِجْنِي لِرَأْفَتِكَ بِي، وَ لُطْفِكَ لِي، وَ إِحْسَانِكَ إِلَيَّ، فِي دَوْلَةِ أَيَّامِ الْكَفَرَةِ، الَّذِينَ نَقَضُوا عَهْدَكَ، وَ كَذَّبُوا رُسُلَكَ، لَكِنَّكَ أَخْرَجْتَنِي رَأْفَةً مِنْكَ، وَ تَحَنُّناً عَلَيَّ، لِلَّذِي سَبَقَ لِي مِنَ الْهُدَى الَّذِي يَسَّرْتَنِي وَ فِيهِ أَنْشَأْتَنِي، وَ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ رَؤُفْتَ بِي بِجَمِيلِ صُنْعِكَ
وَ سَوَابِغِ نِعْمَتِكَ، فَابْتَدَعْتَ خَلْقِي مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى، ثُمَّ أَسْكَنْتَنِي فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ، بَيْنَ لَحْمٍ وَ جِلْدٍ وَ دَمٍ، لَمْ تُشَهِّرْنِي بِخَلْقِي، وَ لَمْ تَجْعَلْ إِلَيَّ شَيْئاً مِنْ أَمْرِي، ثُمَّ أَخْرَجْتَنِي إِلَى الدُّنْيَا تَامّاً سَوِيّاً، وَ حَفِظْتَنِي فِي الْمَهْدِ طِفْلًا صَبِيّاً، وَ رَزَقْتَنِي مِنَ الْغِذَاءِ لَبَناً مَرِيّاً، عَطَفْتَ عَلَى قُلُوبِ الْحَوَاضِنِ، وَ كَفَّلْتَنِي الْأُمَّهَاتِ الرَّحَائِمَ، وَ كَلَأْتَنِي مِنْ طَوَارِقِ الْجَانِّ، وَ سَلَّمْتَنِي مِنَ الزِّيَادَةِ وَ النُّقْصَانِ، فَتَعَالَيْتَ يَا رَحِيمُ يَا رَحْمَانُ، حَتَّى إِذَا اسْتَهْلَلْتُ نَاطِقاً بِالْكَلَامِ، أَتْمَمْتَ عَلَيَّ سَوَابِغَ الْإِنْعَامَ، فَرَبَّيْتَنِي زَائِداً فِي كُلِّ عَامٍ، حَتَّى إِذَا كَمُلَتْ فِطْرَتِي، وَ اعْتَدَلَتْ سَرِيرَتِي، أَوْجَبْتَ عَلَيَّ حُجَّتَكَ بِأَنْ أَلْهَمْتَنِي مَعْرِفَتَكَ، وَ رَوَّعْتَنِي بِعَجَائِبِ فِطْرَتِكَ، وَ أَنْطَقْتَنِي لِمَا ذَرَأْتَ فِي سَمَائِكَ وَ أَرْضِكَ مِنْ بَدَائِعِ خَلْقِكَ، وَ نَبَّهَتْنِي لِذِكْرِكَ وَ شُكْرِكَ، وَ وَاجِبِ طَاعَتِكَ وَ عِبَادَتِكَ، وَ فَهَّمْتَنِي مَا جَاءَتْ بِهِ رُسُلُكَ، وَ يَسَّرْتَ لِي تَقَبُّلَ مَرْضَاتِكَ
وَ مَنَنْتَ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ بِعَوْنِكَ وَ لُطْفِكَ، ثُمَّ إِذْ خَلَقْتَنِي مِنْ حَرِّ الثَّرَى، لَمْ تَرْضَ لِي يَا إِلَهِي بِنِعْمَةٍ دُونَ أُخْرَى، وَ رَزَقْتَنِي مِنْ أَنْوَاعِ الْمَعَاشِ، وَ صُنُوفِ الرِّيَاشِ، بِمَنِّكَ الْعَظِيمِ عَلَيَّ، وَ إِحْسَانِكَ الْقَدِيمِ إِلَيَّ، حَتَّى إِذَا أَتْمَمْتَ عَلَيَّ جَمِيعَ النِّعَمِ، وَ صَرَفْتَ عَنِّي كُلَّ النِّقَمِ، لَمْ يَمْنَعْكَ جَهْلِي وَ جُرْأَتِي عَلَيْكَ، أَنْ دَلَلْتَنِي عَلَى مَا يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ، وَ وَفَّقْتَنِي لِمَا يُزْلِفُنِي لَدَيْكَ، فَإِنْ دَعَوْتُكَ أَجَبْتَنِي، وَ إِنْ سَأَلْتُكَ أَعْطَيْتَنِي، وَ إِنْ أَطَعْتُكَ شَكَرْتَنِي، وَ إِنِ شَكَرْتَنِي زِدْتَنِي، كُلُّ ذَلِكَ إِكْمَالًا لِأَنْعُمِكَ عَلَيَّ وَ إِحْسَاناً إِلَيَّ، فَسُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ مِنْ مُبْدِئٍ مُعِيدٍ حَمِيدٍ مَجِيدٍ
وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ، وَ عَظُمَتْ آلَاؤُكَ، فَأَيُّ أَنْعُمِكَ يَا إِلَهِي أُحْصِي عَدَداً أَوْ ذِكْراً، أَمْ أَيُّ عَطَائِكَ أَقُومُ بِهَا شُكْراً، وَ هِيَ يَا رَبِّ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصِيَهَا الْعَادُّونَ، أَوْ يَبْلُغَ عِلْماً بِهَا الْحَافِظُونَ، ثُمَّ مَا صَرَفْتَ وَ دَرَأْتَ عَنِّي اللَّهُمَّ مِنَ الضُّرِّ وَ الضَّرَّاءِ، أَكْثَرُ مِمَّا ظَهَرَ لِي مِنَ الْعَافِيَةِ وَ السَّرَّاءِ، وَ أَنَا أُشْهِدُكَ يَا إِلَهِي بِحَقِيقَةِ إِيمَانِي، وَ عَقْدِ عَزَمَاتِ يَقِينِي، وَ خَالِصِ صَرِيحِ تَوْحِيدِي، وَ بَاطِنِ مَكْنُونِ ضَمِيرِي، وَ عَلَائِقِ مَجَارِي نُورِ بَصَرِي، وَ أَسَارِيرِ صَفْحَةِ جَبِينِي، وَ خُرْقِ مَسَارِبِ نَفْسِي، وَ خَذَارِيفِ مَارِنِ عِرْنِينِي، وَ مَسَارِبِ صِمَاخِ سَمْعِي، وَ مَا ضَمَّتْ وَ أَطْبَقَتْ عَلَيْهِ شَفَتَايَ، وَ حَرَكَاتِ لَفْظِ لِسَانِي، وَ مَغْرَزِ حَنَكِ فَمِي وَ فَكِّي، وَ مَنَابِتِ أَضْرَاسِي، وَ بُلُوغِ حَبَائِلِ بَارِعِ عُنُقِي
وَ مَسَاغِ مَطْعَمِي وَ مَشْرَبِي، وَ حِمَالَةِ أُمِّ رَأْسِي، وَ جُمَلِ حَمَائِلِ حَبْلِ وَتِينِي، وَ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ تَامُورُ صَدْرِي، وَ نِيَاطُ حِجَابِ قَلْبِي، وَ أَفْلَاذُ حَوَاشِي كَبِدِي، وَ مَا حَوَتْهُ شَرَاسِيفُ أَضْلَاعِي، وَ حِقَاقِ مَفَاصِلِي، وَ أَطْرَافِ أَنَامِلِي، وَ قَبْضِ عَوَامِلِي، وَ دَمِي، وَ شَعْرِي، وَ بَشَرِي، وَ عَصَبِي، وَ قَصَبِي، وَ عِظَامِي
وَ مُخِّي، وَ عُرُوقِي، وَ جَمِيعُ جَوَارِحِي، وَ مَا انْتَسَجَ عَلَى ذَلِكَ أَيَّامُ رَضَاعِي، وَ مَا أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّي، وَ نَوْمِي وَ يَقَظَتِي، وَ سُكُونِي وَ حَرَكَتِي، وَ حَرَكَاتِ رُكُوعِي وَ سُجُودِي، أَنْ لَوْ حَاوَلْتُ وَ اجْتَهَدْتُ مَدَى الْأَعْصَارِ وَ الْأَحْقَابِ لَوْ عُمِّرْتُهَا، أَنْ أُؤَدِّيَ شُكْرَ وَاحِدَةٍ مِنْ أَنْعُمِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ذَلِكَ، إِلَّا بِمَنِّكَ الْمُوجِبِ عَلَيَّ شُكْراً آنِفاً جَدِيداً، وَ ثَنَاءً طَارِفاً عَتِيداً، أَجَلْ وَ لَوْ حَرَصْتُ وَ الْعَادُّونَ مِنْ أَنَامِكَ أَنْ نُحْصِيَ مَدَى إِنْعَامِكَ سَالِفَةً وَ آنِفَةً، لَمَا حَصَرْنَاهُ عَدَداً، وَ لَا أَحْصَيْنَاهُ أَبَداً، هَيْهَاتَ أَنَّى ذَلِكَ