رايت في المنام طائرة تسقط وتنفجر لابن سيرين … تُعد مشاهدة طائرة تسقط من السماء من الرؤى الشهيرة في عصرنا الحاضر، ولقد سرد لها مفسري العصر الكثير من الدلالات والرموز التي تعرب عن التوضيح الأجود لها من كل الجوانب.

ولعل تعدد الدلالات راجع إلى تباين البصيرة من واحدٍ لآخر وكذلك استناداً لمجموعة شؤون منها الموضع الذي سقطت أعلاه الطائرة والأثر الذي نتج عن سقوطها، أكان مجرد وقوع سهل أم كان له نتائج سلبية وكارثية؟ ولسوف نوضح عموم الدلالات التي ترمز إليها الطائرة على نحوٍ عام وما المقصود برؤية سقوطها على وجهٍ أخص.

رايت في المنام طائرة تسقط وتنفجر لابن سيرين

تدل الطائرة على سقف الطموحات العالية التي ليس لها أجدد والآمال الكبرى والرغبة الدفينة في الانطلاق نحو الواجهة وتحقيق سائر الأهداف التي تدابير لها الرائي قديماً.

مثلما تدل على الفوز والوصول إلى المُراد والعمل الجاد بهدف التمكن من الوصول إلى خاتمة الطريق وحصد ثمار مجهوده.

والطائرة العظيمة ترمز إلى الممارسات التي يجريها الرائي وتجلب له الأرباح العظيمة والاتفاقيات التجارية التجارية

والاستثمارات التي من شأنها أن تنقله إلى رتبة أحسن بكثيرة من التي كان فوقها، أما الطائرة الصغيرة فترمز إلى الأفعال البسيطة كالمشاريع صغيرة الحجم كبيرة النتاج.

وإذا رأى أنه يركب الطائرة، دل هذا على تغير الحال وتَغيُّر الحال إلى الأجود والسفر لجلب نتائج أعماله وتحقيق الأمنيات.

وكثرة النظر إلى الطائرة وهي تحلق دليل على العيش في عالم الأوهام والاستغراق في الأحلام والرغبة في الاستقلال والخروج عن القالب الذي لا يلائم الرائي.

وتساقط الطائرة يرمز إلى المؤشر الذي يتبعه الرائي للوقوف على ما قام بتحقيقه وما أخفق في تحقيقه، فالسقوط يُشبه البورصة في الأرباح والتلفيات.

والتداعي إلى الأدنى يرمز إلى الانهيار وتغير الوضع والفشل في تقصي المُراد لكنه سقوط يعقبه تذبذب ونجاح.

ويدل سقوط الطائرة على المكانة العالية التي توصل إليها الرائي والنجاحات التي حققها.

وقد توميء الرؤية إلى الإخفاق المستديم وكثرة المساعي والسعي الجاد صوب الوصول للقمة وسوف يعقب تلك التجارب الاستحواذ على المُبتغى في الخاتمة.

والطائرة ترمز إلى الإرادة ذات البأس والمثابرة والتحمل.

وإذا سقطت الطائرة سقوطاً مدوياً، دل هذا على الإرهاق الشديد وسوء الظرف النفسية والاتجاه باتجاه فقدان الأمل واللجوء

للوحدة وبداية التفكير مرة أخرى ووضع تدابير بديلة وتحديد للأولويات وإرجاع الإستراتيجية للكيفية التي سيصل بها لحلمه.

وإذا رأى الرائي حوادث الطيران، دل ذاك على سماع أنباء غير طيبة والتعرض لمشاكل عديدة ونزعات مستدامة بشأن عدم

حمد الآخرين له أو عدم منحه حقه في الشغل الذي يبذله.

وسقوط الطائرة دون أن تنفجر دليل على أشياء سيئة يقوم الرائي بارتكابها ومسائل معقدة لا يستطيع الوصول بشأنها إلى

حل، وبالوقت وبإعادة التفكير والتمهل سوف يبلغ الرائي إلى مبتغاه وسوف يتطور وضْعه وعلاقته بالله والبشر.

وإذا احترقت الطائرة طوال سقوطها، دل هذا على الصراع الذي يدور بداخله والنار التي لن تنطفئ إلا عقب التخلص من مصدر هذا الاشتعال نهائياً.

وإذا كانت الطائرة الورقية هي التي تسقط، فتلك إشارة على تضاؤل شخصية الرائي ومدى هشاشته وعجزه عن الحصول على ما يود.

وإذا طارت في الرياح، فتلك إشارة إلى خفة الحمولة والسفر العاجل والقدرة على الوصول للأهداف بيسر وبدون أي تعقيد أو عقبات.

ويدل سقوط الطائرة بأسلوبٍ عام إلى الفوز الذي قام بتحقيقه الرائي من جهة والإنذار بوقوع الأسوأ في الحثيث القريب في

المقابل، ويدل المنام على ضرورة أن يتخذ الرائي كافة الاحتياطات الضرورية لأجل أن يخرج من هذه الأزمة بأصغر الدمار الممكنة ودون أن يُصاب بأي أذى.

وأيضا يرمز إلى التذبذب وعدم الاستقرار على حالٍ واحد، فحياة الرائي لا تسير وفقاً لمنوال ثابث إلا أن تتغير بناءاً على

إحصائيات الوضع الذي يقطن فيه، خسر يركب يوم ويهبط في اليوم الذي يتبعه، ويحقق أعلى كميات التوفيق تارة ويدنو من

خط الفشل تارة أخرى، لهذا أعلاه البُعد عن دائرة اليأس ويستمر في ما بدأ فيه ولا يتوقف مهما بدت له الأشياء سلبية فدوام الشأن من المُحال.

والسقوط يدل في جوهره على انحطاط المنزلة والخسارة وخسارة الفرص، لكنه سقوط يعقبه علو وحصد خيرات عديدة.

تفسير منام سقوط طائرة لابن سيرين

من الجوهري أن نوضح أن الطائرات ووسائل النقل البري والبحري والجوي بشكلها الجاري لم تكن متواجدة في عصر ابن

سيرين لهذا لا نستطيع أن نجد في كُتبه ما يوميء إلى الإشارة التي ترمز إليها الطائرة أو سقوطها إلا أنه مع ذاك ذكر معنى الوقوع وإلى ماذا يدل كما علل المعنى العام لجميع ما يطير سواء كان جماداً أو كائن له روح، ومن الممكن أن نوضح رأيه في

هذه البصيرة كما يلي:

يرى ابن سيرين أن الطائرة تدل على العجائب والمقاصد السامية والآمال الكبرى والمقاصد الشاقة التي تحتاج لبذل تعبٍ عارم للوصول إليها.

مثلما ترمز إلى الإعتاق من القيود وفعل المستحيل وتولي المناصب الرفيعة وإعطاء الأوامر والانتقال من وحطٍ محدد إلى وضع خيرٍ منه.

وتشير الطائرة إلى كثرة الترحال والسفر البعيد الذي يحصد منه الرائي العديد من المكاسب سواء كانت مادية أو خبرات عملية ينتفع بها.
وتداعي الطائرة أو مشاهدة السقوط عقب التحليق دليل على الجهد العصيب والرغبة ذات البأس في الوصول وكثرة التجارب،

ويُصرح أن الوقوع علامة على عدم الإتخاذ بالأسباب.
مثلما يدل الوقوع إلى السقوط في فخ الدنيا والانخداع بمظاهرها المُزيفة والجنوح عن الصواب وتدهور الشأن.
ويربط ابن سيرين سقوط الطائرة بكثرة الذنوب إذ تدل هذه البصيرة على الشخص الذي يحلق حول الذنوب ويغوص في بحر

الدنيا ويفتتن بها ويحاول الشرب من مشاربها التي لا تنْفذ فينتهي به الشأن هالكاً وعاجزاً عن النهوض.
وإذا رأى أن الطائرة تسقط في مكانٍ غامض، دل ذاك على اتخاذ القرارات الخاطئة والتهور في حسم الأشياء أو أن الرائي لا ينجم قراره من رأسه إلا أن يطيع التعليمات دون أن يكون له رأى فيها.

والطيران في أعقاب السقوط دليل على الإرادة الصلبة وكثرة الأمنيات وقوة الصبر والاستفادة من أخطاء السالف.
وإذا رأى أنه ينهزم التمكن من الطيران فهو يفعل ما يبصره صائباً بالنسبة له ولا يعتمد على منظور الآخرين ويقوم بالكثير من الموضوعات دون الرجوع إلى الله فيها أو لا يتوكل فوقه في شئونه المختصة.

وإذا رأى الطائرة من بعيد تسقط، دل ذاك على التبدلات الجذرية التي سوف تطرأ على وجوده في الدنيا ولا يشعر بها لأنه يظن أن وجوده في الدنيا سوف تخلو من كل عصري وسوف تتواصل كما هي.

وسقوط الطائرة بصورة عامة وجّه غير محمود ولا يبشر بالخير ولاسيماً لو أنه الرائي بداخل الطائرة، وتكون رؤيته محمودة إذا لم

يصبه أي ضرر من وقوع الطائرة أو نجا منها قبل أن ترتطم بالأرض.