التبرع بالأعضاء بعد الموت في الإسلام .. هل يجوز التبرع بالاعضاء عقب الوفاة هو الأمر الّذي سيناقشه ذاك الموضوع، خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وأتمّه وجعله بأبهى وأجود صورة وفطره على فطرة سليمة إسلاميّة

 

التبرع بالأعضاء

 

ومن أضخم نعم الإنسان بدنه الّذي يعمل ليل نهار بصورةٍ دقيقةٍ متكاملةٍ ومتناسقةٍ بأمر الله جلّ وعلا مثلما يُسأل الإنسان الآخرة عن بدنه بينما أبلاه فالجسد ملكٌ لله إيتي وليس للعبد يفعل به ما يشاء لكن جعل الله تعالى ضوابط لذا فلا يجوز لإنسان أن يجلب المضّرة لنفسه وجسده فهو محاسبٌ على هذا يوم الحشر، ومن جاء ورمى ذاته بالمهالك والأضرارّ خسر عصى الله سبحانه وتعالى في حين كلفه ونهاه عنه.

ثمة الكمية الوفيرة من النّاس من يوصي بأن يكملّ التّبرّع بأعضائه عقب هلاكه لينفع بها غيره ممّن هم يتطلبون لزراعة المستعملين فهل يجوز التبرع بالاعضاء حتى الآن الهلاك، فالرّاجح من القول في تلك الموضوع أن نعم يجوز هذا في إطار ضوابط بصحبتيّنة، إذ يمكن تنفيذ أعضاء المتبرّع في أعقاب إتخاذ قبوله بكامل إرادته

التبرع بالأعضاء بعد الموت في الإسلام

 

ويحدثّ التّبرّع بأعضاء البدن الوظيفيّة إشتراط ألّا تُؤخَذ المستعملين الّتي من الممكن أن تُؤثّر على الجينات والمورّثات لدى المستقبل للعضو كالخصيتان والمبيضان وخلايا الجهاز العصبيٍ أمّا بقية المستخدمين كالقلب والنّخاع و نظيفّ العظم والكبد والكلى فلا ضير من التّبرّع بها لمن هو محتاجٌ وتعتبرّ عمل خيري لوجه الله لمن تبرّع بأعضائه بإذن الله جلّ وعلا والله أدري

هل يجوز التبرع بالاعضاء عقب الوفاة سؤالٌ يخطر في عقول عدد محدود من النّاس وما حكم الشّرع في ذاك أهو محتملٌ أم لا، وأهل العلم قد اختلفوا في تلك الأمر وانقسموا لـ 3 فرقٍ في أقوالهم فالفرقة الأولى صرحت بأنّ التّبرّع ونقل المستخدمين محرّمٌ قطعاً سواءً كان المتبرِّع بأعضائه كافراً أو مسلماً لأنّ الجسم ملكٌ لله هلم وليس للإنسان فهو ليس حرّ التّصرّف فيه، أمّا الفرقة الثّانية

خسر أجازت التّبرّع بالاعضاء بأسلوبٍ مطلقٍ فيجوز للمسلمين أن يتبرّعوا بأعضائهم عقب وفاتهم لما في ذاك من استفادةٍ لهم ولغيرهم وفيه أجرٌ وإحسانٌ ومكافأةٌ ضخم، والفرقة الثّالثة كان تصريحها بأنّ التبرع بالأعضاء ممكنٌ لغير المسلمين ففي الشّرع قد حُرّم أن يُمسّ جسم المسلم حيّاً كان أم ميتاً فمن المُحرّم أن يُجرح أو يُقطع وهكذا لايجوز أن يتبرّع المسلم بأعضاء بدنه عقب مصرعه أمّا على غير المسلمين

فلا حرج في هذا، وصحيح القول من ضمن أقوال العلماء هو القول الثّالث لما في هذا من تطلعات للعباد ونفعٍ لهم، وأمّا نقل المستعملين فهو ممكنٌ للمسلمين إشتراط وجود الجيد والمحفز لهذا والحاجة الضّروريّة له كتوقّف الحياة على ذلك العضو أو توقّف شغلٍ برفقتيّنةٍ في بدنه والله ورسوله أدري.

أجر التبرع بالاعضاء عقب الهلاك

في وقت سابق أن ذُكِر جواز التبرع بالاعضاء حتى الآن الهلاك من عدمه وقيل في هذا الموضوع ثلاثة أقوالٍ متنوعةٍ والرّاجح من هذا أن يجوز التبرع بالاعضاء في أعقاب الوفاة، ففي ذاك أجرٌ كبيرٌ وإحسانٌ للنّاس، فلربّما من هدية بعضوٍ من بدنه لغيره قد فكّ عنه ضائقةً وكربةً وأزال عنه بأساً ومرضاً بإذن الله سبحانه وتعالى وله من ذاك الثّواب العارم لدى الله سبحانه وتعالى، ويتضمّن التبرع بالاعضاء في أعقاب الوفاة الإحسان و النّفع العارم

ولقد أرقى المتبرّع للمحتاجين من السقماء فيُكتَب لدى الله من المحسنين ويجازيه الله خير الإجراء التأديبي بإذنه جلّ وعلا، وقد أتى في كتاب الله الخاتم تصريحه إيتي:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} فالتّبرّع بالاعضاء لا ينجح المتَبرَّع له فحسب إلا أن يرجع على المتبرِّع ولو كان ميتاً بالأجر الهائل في يوم القيامة والله أعلم