هل صيام 27 رجب بدعة .. فمن الصوم ما هو مقتضي كصيام شهر رمضان، ومنه ما هو دون هذا كصيام يومي تاسوعاء، وعاشوراء، ويوم يوم عرفة، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى تلك المواطن، مثلما أرشد إلى صوم ثلاثة أيام من كل شهر
هل صيام 27 رجب بدعة
ويومي الاثنين والخميس. والصيام في تلك الأوقات من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. إلا أن يوم الإسراء والمعراج لا يقتضي ولا يستحب
ولا يسن صيامه، لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صامه أو كلف بصيامه، ولو كان صومه مندوباً أو مسنوناً لبينه النبي صلى الله عليه وسلم، كما بين فضل الصوم ذات يوم عرفات، وعاشوراء.. الخ.
وعلى هذا فلا يصح أن يقال بصيام ذاك اليوم، بل إنه يوم متنوع في تعيينه على أقوال وفيرة قال عنها الحافظ ابن قرميد في الفتح بأنها تزيد على 10 أقوال. فتح الباري (7/254) باب المعراج: كتاب مناقب الأنصار
وذلك الاختلاف دليل إلى أن ذلك اليوم ليس له فضيلة خاصة بصيام، ولا تخص ليلته بقيام، ولو أنه خيراً لسبقنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وتشييدً على ذاك فإن صيام يوم الإسراء والمعراج (27 من رجب)
على واحد من الأقوال بدعة محسنة لا يصح التمسك بها، لكن إن أقر ذاك اليوم سنة أخرى في الصوم كيوم الاثنين، أو الخميس أو رضي عادة امرئ في الصيام، كمن يقوم بصيام يوماً
ويفطر يوماً فعندئذ يجوز صيامه لأنه يكون يوم الاثنين أو يوم الخميس أو اليوم الذي يصومه – مثلا- لا لأنه يكون يوم الإسراء والمعراج. وعلى المسلم أن يتحرى السنن و يبتعد عن البدع، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا ذلك ما ليس منه فهو رد” رواه البخاري ومسلم، ومعنى (رد) أي: إيراد على صاحبه غير مقبول منه.
والله تعالى أعلم.
وأضاف المفتي أنه اشتهر أن ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة المعراج بالنبي، وأن موسمُ الرجبية متعارَفٌ عليه في الحرمين الشريفين؛ ويأتي النَّاس في رجبٍ لزيارة الضريح النبوي في المدينة، ويجتمعون في هذه الليلة، وفوق منه فيستحب إحياء ليلة الـ7 والعشرين من رجب، ومختلَف الليالي التي ذكر أنها ليلة المعراج بالإكثار بالعبادة في تلك الليلة التي فرضت فيها الصلوات الخمس وجعلها الله في المكافأة خمسين، وما أفاض الله به على نبينا فيها مِن فئات الفضيلة والرحمة.