الهجرة النبوية في القران الكريم … الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة من أعظم الأحداث في تاريخ الإسلام، انتقل بها ذاك الدين العظيم إلى الدولية، بعدما كان مقيدًا ومحاصَرًا في منطقة مقيدة، هي مكة المكرمة؛ ولقد كان انتقال الإسلام من مكة المكرمة إلى يثرب -المدينة المنورة في حين عقب- انطلاقةً لذلك الدين إلى العالم، ليصير خلال سنوات معدودة واضحًا عند أقوى إمبراطوريتَين في ذاك الزمان؛ الروم والفرس. وإن كانت مكة المكرمة نقطة انتشار الإسلام إلى العالم لقال المفترون إنه تشعب وتوسّع لأن قريشًا ناصرَت فردًا من أبنائها، ولكنَّ اللهَ أراد ألّا يدَعَ لألسنة المبطلين تبريرً في ذاك الأمر.

الهجرة النبوية في القران الكريم

 

وقد تناول القرآن الكريم مسألة الهجرة في الكثير من المواضع، ولم يقتصر على الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة، وإنما تعرض لـ(الهجرة) بأنواعها ودلالاتها المختلفة، وتحوي معهاَّنت كوردون الكتاب الكريم نص (الهجرة) سواء بذكر الكلمة الدالَّة فوق منها صراحةً كما في قول الله -سبحانه وتعالى-: وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً[النساء: 100]، أو بالحديث عنها دون نتاج الكلمة، مثلما في كلمة كتاب الله الخاتم عن واحد من المواقف بين النبي -عليه الصلاة والسلام- وصاحبه والدي بكر الصديق -رضي الله سبحانه وتعالى عنه- خلال الهجرة النبوية، وذلك في تصريحه إيتي: إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[التوبة: 40].

وتتعرض هذه المقالة بالتحليل لمادة: (هـ ج ر) في كتاب الله الخاتم، ولا تخرج عن الألفاظ المشتقَّة من هذه المادة اللغوية؛ فحدودُها الألفاظ الواردة صراحة بصدد بالهجرة، سواء أكانت متخصصةً بالهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، أم عامة تشمل جميع أشكال الهجرة، بما يكشف عن المغزى والاستعمال القرآني للكلمة وفق الصيغة الصرفية من خلال سياق الآيات الواردة فيها.

كلمة (الهجرة) في اللغة:

(الهجرة) في اللغة من مادة: (هـ ج ر) التي تشير إلى التَّرْك والإعراض، يقال: «هَجَرَه يَهْجُرُه هَجْرًا، بالفتح، وهِجْرانًا، بالكسر: صَرَمه وقطعه. والهَجْر: في مواجهة الوصل. وهَجَر الشيء يهجره هجرًا: تركه وأغفله وأعرض عنه». فالمعنى العامّ للكلمة هو (التَّرْك)، والمعنى المخصص للكلمة هو (الانتقال من بلد إلى بلد). وفي معجم لسان العرب: «الهِجْرَة والهُجْرَة: الخروج من أرض إلى أرض» وتعرّضَت الكلمة للتخصيص حتى الآن هجرة النبي -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه من مكة إلى البلدة، فانتقل معنى الكلمة من المعنى العامّ إلى الخاص، ليكون المعنى الاصطلاحي للكلمة في الإسلام هو: «الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام»

(الهجرة) في الإسلام:

تنقسم الهجرة في الإسلام إلى خمسة أشكال، هي[4]:

1. الهجرة الأولى: إلى الحبشة، حينما آذَى الكفارُ الصحابة -رضوان الله عليهم-.

2. الهجرة الثانية: من مكة إلى المدينة.

3. الهجرة الثالثة: هجرة القبائل إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- لتعلُّم الشرائع، ثم العودة إلى أوطانهم لتعليم أقوامهم.

4. الهجرة الرابعة: هجرة مَن أسلم من أهل مكة للقاء النبي -عليه الصلاة والسلام- ثم الرجوع إلى مكة.

5. الهجرة الخامسة: هجرة ما نهى الله عنه.

والهجرة النبوية ترَكَ أثناءها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنون به وبرسالته مكةَ المكرمة وغادروها إلى يثرب؛ فرارًا بدينهم وليعزّ الإسلام بأهل تلك الأرض التي رحَّبَت بالدين الجديد وناصرته، فاستحقت أن يُطلِق النبي -عليه الصلاة والسلام- عليها (المدينة) و(طيبة)، وأن يحصل أهلها على لقب (الأنصار)؛ ولقد ناصروا ذاك الدين وآمنوا به إيمانًا صادقًا مسَّ شغاف قلوبهم، وبذلوا من أجله أنفسَهم ودماءهم وأموالهم رغبةً في رضا الله ورسوله، وإيثارًا للدار الآخرة على الدنيا. وحمَل المسلمون الآتون من مكة المكرمة لقب (المهاجرين)، وهم النوع الأولى التي حملَت ذاك الدين في قلوبها، وتحمَّلت التعذيب خلال ثلاث 10 سنة، ناصَب فيها صناديدُ قريش الإسلامَ العداء؛ سعيًا إلى القضاء عليه في مهده، غير أنَّ الله -سبحانه وتعالى- والدَى إلّا أن يُتِمَّ نورَه، وأن يكتب لذا الدين الانتشار طوال 10 سنوات قضاها النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة، وانتهت بفتح مكة فتحًا سلميًّا لم تُرَق فيه قطرة دمٍ، وتخلَّى أهلها عن استكبارهم، وأعلنوا أن هذا هو الدين الحق.

الفعل (هاجَر) ومشتقاته:

يدل الفعل (هاجر) ومشتقاته في القرآن الكريم على الانتقال من أرض إلى أرض أخرى، خاصة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وهذا الفعل ثلاثي مزيد بالألف عقب الهاء، وهو على وزن (فاعَل) الذي يدل على الإسهام. وقد أتى كتاب الله الخاتم بتلك الصيغة، لتدل على المفاعلة والمشاركة بين طرفين؛ فمِن جهةٍ كان المسلمون قد ضاقوا ذرعًا بالتضييق الذي يمارسه عليهم المشركون، وفي المنحى الأخرى كان كفار مكة يتمنون القضاء على المسلمين، أو التخلي عن دينهم، أو على أقل ما فيها الرحيل عن مكة ليتخلصوا من هؤلاء الأشخاص الذين يسببون لهم إزعاجًا؛ ولذلك كان كل طرف قد ابتعد عن الآخر، فالمسلمون لقوا العنَت والمشقة والكرب في التصرف مع مشركي قريش ووجدوا صعوبة هائلة في تجربة إقناعهم باعتناق الإسلام، ومن جهة أخرى أوصد الكفار آذانهم عن الاستماع إلى ما دعاهم إليه الإسلام، إلا أن إنهم لم يطيقوا وجود المسلمين بينهم، ومن هنا فإن كل فرقة رياضية كان قد هجَر الآخر، ولم يكن في مواجهة المسلمين إلّا انتظار الفرج من الله، وأتى الإذن منه -سبحانه وتعالى- لنبيِّه بالهجرة من مكة إلى يثرب، ليحدث فعل (المهاجرة) من المسلمين للمشركين.

وقد نوه الإمام إفتخار الدين الرازي إلى ذلك المعنى بقوله: «هاجروا: أيْ فارقوا أوطانهم وعشائرهم، وأصله من الهَجْر الذي هو ضد الوَصْل، ومنه قيل للكلام القبيح: هُجْرٌ؛ لأنه الأمر الذي يلزم أن يُهجَر، والهاجِرة وقتٌ يُهجَر فيه الشغل. والمهاجرة: مفاعلة من الهجرة، وجاز أن يكون المراد منه أن الأحباب والأقارب هجَروه نتيجة لـ ذاك الدين، وهو -أيضًا- هجَرهم بذاك المبرر، فكان ذاك مهاجرة» وما حدث بين المسلمين والكفار هو أن كل طرف تَباعَد عن الآخر، و(التباعُد) من معاني الهجرة: «هَجَرَ يَهْجُرُ هَجْرًا: تَباعَد»

ويدل قول الله -عز وجل-: {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي}[آل عمران: 195]، على أن مسألة الهجرة كان فيها تفاعُل وتدافُع بين المسلمين والمشركين؛ فكفار مكة لم يكونوا يطيقون معيشة المسلمين بينهم، والمسلمون كانوا قد لقوا منهم أشد أنواع العذاب والتضييق، وكان المشركون يرغبون في رحيل المسلمين عن مكة، وانتظر المسلمون أمر ربهم بالهجرة ومغادرة البلد الحرام إلى بلد آخر يعبدون الله فيه دون تضييق. وقد أشار الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عنه عبد الله بن عَدِيّ بن الحمراء الزهريّ إلى أن المسلمين دُفِعوا دفعًا إلى الهجرة، فعندما كان واقفًا بالحزور في سوق مكة قال: «والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله -عز وجل-، ولولا أني أُخرِجتُ منكِ ما خرَجتُ»

ورَدَ الفعل (هاجَر) ومشتقاته في أربعة وعشرين مقرًا من القرآن الكريم، ويدور معنى هذا الفعل ومشتقاته في الكتاب الكريم حول الهجرة بالجسم التي ينتقل فيها الإنسان من مكان إلى آخر، أو من بلد إلى بلد آخر، خاصة من مكة المكرمة إلى البلدة المنورة.

استخدم كتاب الله الخاتم التصرف السابق (هاجَر) للدلالة على ثبوت الهجرة، أيْ أنها قد وقعت فعليا ممن تحدثَت عنهم الآيات. وقد وردَ التصرف (هاجَر) مرة واحدة دون لاحقة صرفية، ليدل على هجرة السيدات والرجال، وذلك في قول الله -سبحانه وتعالى-: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ}[الحشر: 9]. واستخدم كتاب الله الخاتم الفعل (هاجَر) متبوعًا باللاحقة (نون النسوة) مرة واحدة في قول النبي:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}[الأحزاب: 50]. وأعلَى القرآنُ الكريم من شأن جماعة المهاجرين، خسر أخبر عنهم فعليا المنصرم المتبوع بواو الجماعة في تسعة مواضع أظهر فيها ما ينتظرهم في الآخرة من أجر عظيم عقوبة إيمانهم وصبرهم وتضحيتهم من أجل أن ينتشر ذاك الدين بين البشر جميعًا فيُخرجهم من ظلام الجاهلية إلى نور الإيمان. والمقار التي جاء فيها الفعل (هاجَر) متبوعًا بواو الجماعة، هي: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[البقرة: 218]، و{فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}[آل عمران: 195]، و{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}[الأنفال: 72]، و{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}[الأنفال: 74]، و{وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[الأنفال: 75]، و{الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}[التوبة: 20]، و{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}[النحل: 41]، و{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}[النحل: 110]، و{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[الحج: 58].

ويتضح من هذه الآيات المرتبةُ العارمة للمهاجرين الأولين لدى ربِّ العالمين، وعى الذين ضحَّوا بأنفسهم وأموالهم وبكل متاع الدنيا ابتغاء مرضاة الله -سبحانه وتعالى- وفعلوا ذاك مخلصين له الدين؛ ولقد تركوا أديانهم القديمة، وإضافة إلى ذلك هذا «فارقوا الأوطان، وتركوا الأقارب والجيران في إلتماس مرضاة الله، وواضح أن هذه الحالة ظرف شديدة»[8].

واستخدم القرآن الكريم الإجراء المضارع (يُهاجِر) في أسلوب الشرط، متضمنًا أن الهجرة في سبيل الله صبر الخير الكثير للمؤمن وتنقله من الضيق إلى السعة في العيش والرزق، ولذا في قوله -عز وجل-: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}[التوبة: 100].ويوضح الرازي معنى الآية بقوله: «والحاصل كأنه قيل: يا أيها الإنسان إنك إنما تكره الهجرة عن وطنك رهبةًا من أن تقع في المشقة والمحنة في السّفَر، فلا تخف فإن الله تعالى يعطيك من النعم الجليلة والمراتب العظيمة في مُهاجَرَتِكَ ما يصير مبررًا لِرَغْم أنوف أعدائك، ويكون دافعًا لِسَعة عيشك»