ماهي الهجرة النبوية الشريفة وما هي أسبابها .. أذِن الله -تعالى- للنَّبي -صلى الله أعلاه وسلَّم- وصحابته الكرام بالهجرة من مكة المُكرَّمة إلى المدينة المنورة لعدة أسباب، كان من أكثرها أهمية

ما وقف على قدميه به المشركين في مكة المكرمة من عنف بدني النبي -صلَّى الله فوقه وسلَّم- وصحابته الكرام، ومحاولة تحريم انتشار الإسلام، بإيذاء من يدخله من المُسلمين، إلى أن وصل بهم الشأن إلى محاولة قتل النبي -صلى الله عليه وسلَّم- فكانت الهجرة إحتماليةً في الخلاص من بطش الخصوم.

ماهي الهجرة النبوية الشريفة وما هي أسبابها

تحقيق هدف الشريعة المُتمَثِّل بتحقيق تخزين النفس، وكان ذاك حتى الآن سنين من مجاهدة النفس والصّبر على أذى مشركي قريش قبل مجيء الإذْن بالهجرة.

التقاء النّبي -صلََََّى الله أعلاه وسلّم- بأهل يثرب في بيعة العقبة الأُولى والثانية، فكان من بينهم أن عاهدوا النبي -صلى الله عليه وسلم- على نُصرته وحمايته، الأمر الذي جعل من المدينة مقراً ملائماً للهجرة إليها.

دخول الإسلام في مرحلة التطبيق، التي تهدف إلى تحويل الإسلام إلى الواقع التطبيقي المُعاش، وتحقيق السلام للمُسلمين، بعد الأعوام التي عانوا فيها من الظُلم والحصار، فكانت في المدينة السرايا والغزوات الساعية لفرض وجود الإسلام واستقلاليته.

كان بالهجرة الخروج من مرحلة الاستضعاف إلى مرحلة التّمكين؛ لتحقيق مقاصد الدعوة الإسلامية، ودخول الناس في دين الإسلام أفواجاً عقب تمكُّن المُسلمين من طلب جميع الناس، ومن ذلك إرسال الرسائل إلى ملوك المناطق المتاخمة للمسلمين كالمقوقس عظيم القبط، والنجاشي ملك الحبشة.

أحداث وقعت للتمهيد للهجرة

بيعتا العقبة

تميَّزت بيعة العقبة الأُولى بعدة فوائد، فقد كان الجُهد فيها مكرَّس؛ لبناء العقيدة البديهية الصحيحة في قلوب المؤمنين، وجعلهم يتّصفون بالأخلاق الحسنة، فلا سرقة ولا قتل ولا زنى في أُمّة تسعى إلى الارتقاء بأتباعها إلى أعلى مُستوى، ولا يوجد شك أنَّ ذلك يتطَّجوهر الكثير من الصَّبر والمُجاهدة، وصلاح كل فرد في الإسلام هو صلاحٌ للإسلام، ورفعة له، وعُرفت البيعة الأُولى ببيعة النِّساء، ولم تشتمل على الجهاد واقتصرت على تصليح الأشخاص وسلامة عقيدتهم، أمَّا البيعة الثانية ولقد عُرفت ببيعة الجهاد والحرب لأن البنود التي فيها نفس بنود البيعة الأولى بإلحاق ما يصبح على علاقة بنُصرة النبي والدّفاع عن الدين.

بيعة العقبة الأولى

 

التقى النبي -صلى الله فوقه وسلّم- بوفدٍ قَدم من قبيلة الخزرج، وفي السنة اللاحق لتلك المصيبة كانت بيعة العقبة الأُولى التي بايع فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- 10 رجال من قبيلة الخزرج واثنان من قبيلة الأوس، وهذا إن دل فإنَّه يدل إلى أن الرجال الذين التقاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في العام الذي في وقت سابق البيعة الأولى عادوا إلى قومهم بالدّعوة كانوا على كمية من الهمة والنشاط الدعوي الذي مكَّنَهم من إلتماس رجال من قبيلتهم ومن قبيلة الأوس الموضوع الذي غرس أول بذور الأُلفة بين القبيلتين، وقد انفرد الصحابي عبادة بن الصامت الخزرجي بنقل فاعليات البيعة، و كان قد واحد من المُشاركين فيها، وكانت بنود البيعة التي نقلها: عدم الشرك، وعدم السرقة، وعدم الزنى، وعدم قتل الأبناء، وعدم الإتيان ببُهتانٍ مُفترى، وعدم عصيان النبي -صلى الله أعلاه وسلَّم- ففي معلوم يأمرُهم به، فإن هم فعلوا هذا كان جزاؤهم من الله الجنَّة، وإن لم يفعلوا كان كلفُهم متروكٌ لله -هلم- إن شاء غفر ورَحم، وإن شاء عذَّبَّهم بما كان من بينهم من العصيان، وفي هذا الوقت لم يُشرِّع الله الإجراء التأديبي على الذنوب بالحدود، ولمَّا تمَّ قضىُ البيعة ورجع الرجال إلى المدينة.
ملحق دبلوماسي الاسلام

كان من حكمة النبي -صلى الله فوقه وسلَّم- أن بعث إلى المدينة المنورة صحابياً يتولى تعليم من دخل الإسلام من أهلها، ويتلوا عليهم آيات القرآن الكريم، لحين لحاق النبي بهم إلى المدينة، وقد وقع الخيار على مُعصيب بن عمير ليصير ملحقا دبلوماسياً للإسلام، ومُمثلاً له ومُعلماً ومُثبِّتاً للصحابة الذين كانوا حديثي عهد بالإسلام، فأدَّى ما أُمر به على أكملِّ وجه، وقبل البيعة الثانية أنهىَّ مُهِمَّته وعاد إلى مكة المكرّمة مُحملَّاً بالبشائر للنبي -صلى الله عليه وسلم- بأنَّ المُسلمين في المدينة قد تضاعف عددهم، وأقبلوا على حمل الرِّسالة، وأنَّهم سيأتون مكة مبايعين على الإيمان بالله، والتضحية في سبيل إعلاء كلمة التوحيد.