ما معنى كب القهوة على الارض … الكياسة والتحايل على المواقف من أكثر سمات المواطنين المصريين التى تميزهم فى التناقل مع ضيوفهم، خاصة أن العرب جميعًا اتصفوا بالكرم وحسن الضيافة لاسيما المصريين الذين يشتهرون بفائق الكرم و الترحاب الغريب والقريب، وهنالك عديد من الأقوال المأثورة و الأمثال الشعبية التى نسمعها فى الزيارات العائلية من أبرزها “دلق القهوة الخير” فدائمًا ما تكون القهوة من المشروبات التى تُقدم للضيوف ويتعرض الكثيرون لسكب القهوة خلال تقديمها أو يسكبها واحد من الزوار فتكون الجملة الأولى للتعليق على الوضعية هى “دلق القهوة خير” للتحايل على المسألة وإزالة الحرج جراء الأثر الذى تتركه القهوة.

ما معنى كب القهوة على الارض

لكن ما لا يعرفها لكثيرون أن سكب القهوة لا علاقة له بالخير تماما كما يظنون، إلا أن رواية المثل ترجع إلى قصر واحد من الأغنياء بالًا الذى اشتهر بتردد ضيوفه أعلاه من النبلاء والأغنياء، وقد كان عنده خادم يُدعى “خير” وكان المسئول عن تقديم القهوة للضيوف، وذات مرة وقف على قدميه بسكب القهوة على الرغم منًا عنه فلما سأل صاحب القصر رد النبلاء “دلق القهوة خير”، ولما توفر “خير” فى السن باتت حركته أصعب وتكرر سكبه للقهوة فكان المدعوون فى كل مرة يقولون “دلق القهوة خير” ومن هنا اشتهرت المقولة.

الحقيقة، لا خير ولا حظ بهيج في سكب القهوة بل منبع البند لا يشبه كليا عن منطوقها حالا، منشأ القصة أنه كان ثمة رجل يُدعي خير وكان هذا الرجل يعمل خادما في منزل وقد كان مسئولا عن تقديم المشاريب للضيوف وبخاصة القهوة، المشروب المفضل للعرب.

ذات مرة سكب خير القهوة حين كان يقدمها للضيوف، فقال أهل المنزل “دَلَق القهوة خير”، ولما تقدم الرجل في العمر وأصبح يكرر فعلته بحكم السن كانوا يكررونها حتّى تحورت وأصبحت “دلقْ القهوة خير” للتخفيف من وطأة الحالة، ثم توارثها الناس وأصبحت تقال إلى يومنا هذا دون معرفة حقيقي بماهية الخير الذي يجيء من خلف دلق القهوة.

هل صحيح بأن دلق القهوة خير

 

العادة

و طفيفا ما نتسائل عن منبع الرواية .
و ذاك المسألة يضم الطرافة و الإرث الثقافي فهو بحت مسعى للبحث في مصادر أمثالنا و مأثوراتها
… … و التى بالعادة ما تنجم من قصة لا تخلو من طرافة و حكمة .
جميع الناس مهما اختلفت بلدانهم وأجناسهم , يتفاءلون بالقهوة اذا اندلقت , بالرغم الأمر الذي تسببه لهم من الوسخ والتلف كبها . وطالما دبغت أشياء عديدة وثمينة , من الصعوبة محوها , وتسمعهم يقولون بمجرد وقوعها وكبها : خير , خير إن شاء الله . وفعلاً يستبشرون بجميع خير .
ومنبع ذاك المثل , أن واحد من وجهاء مدينته ومن أصحاب النفوذ المعروفين كان يملك العديد من الزائرين من علية القوم ووجهائهم . وقد كان لديه خادم اسمه ( خير ) . دخل خير على الزوار حاملاً صينية القهوة الثمينة بفناجينها الجميلة لتقديمها وفق العادة , ولسبب ما تفركش وسقطت الصينية من ضمن يديه وانقلبت الفناجين وتكسرت فوق السجاد الثمين , والطنافس الغالية وطرطشت عدد محدود من ملابس الزوار , فصاحوا : كب القهوة خير , كب القهوة خير , ليسرعوا بالماء والفوط النقية ليمسحوا بها بقع القهوة وطراطيشها قبل أنتدبغ .
وهكذا درج المثل فكلما اندلقت القهوة , يعقبها كلمة خير , وما خير الا الخادم الذي سقطت منه القهوة .
وما بحثي عن مصدر ذلك المثل الا وقوع ركوة قهوتي الصباحية اليوم وما سببته لي من ارهاق لازالة تداعياتها.وعندها صرح لي زوجي ما تزعلي كب القهوة خير …وما أزال بانتظار الخير الموعود…..