هل تاء القسم من حروف الجر … تشتمل اللغة العربية على الكثير من الحروف، مثل حروف النصب، وحروف الجزم، وحروف الجذب وغيرهم الكثير، وتختلف تلك الحروف من حيث الاستخدام ومن إعرابها للجمل، وبالطبع تعمل تلك الحروف على تغير معنى وإعراب الجملة عمد دخولها، بجوار أن إعراب هذه الحروف فرد في جميع المواضع وهو الإنشاء
هل تاء القسم من حروف الجر
إن تاء القسم من حروف الشد، وتحتسب حروف الجر صنف من أنواع حروف المعاني، التي تقوم بتغير معنى الجملة إن دخلت عليها، لذلك أطلق عليها اسم بالحروف التي تعمل، ولا تدخل حروف الجر سوى على فحسب، مثل بقية الحروف في اللغة العربية، وتحتسب حروف الشد مبنية أثناء الدهر ولا يتبدل إعرابها بتغير مقرها، أي أن حركتها ثابته مهما غيرت من موقعها في الجملة، وتعرب مستديمًا كحرف سحب مرتكز على الفتح، وكل حروف الجذب تعمل على سحب الاسم الذي تتقدم عليه، أي تقوم بإكسابه حركة الكسر.
وعدد حروف الجذب فرد وعشرون حرفا، وذلك ما تم ذكره في ألفية ابن مالك، ولكل حروف استخدام ومعنى متفاوت عن الآخر، والحروف هي عدا وخلا وحتى وحاشا وفي وعن ورُب ومنذ والتاء والكاف ولعل واللام والواو ومتى والباء ومذ وكي وعلى.
استخدامات حروف الجر ومعانيها
ذُكر في ألفية ابن مالك أن عدد حروف الجر واحد وعشرين حرف، من ضمن تلك الحرف حرف التاء المستهلك في القسم أيضًا، ويمتاز كل حرف من تلك الحروف بمعنى يختلف عن بقية الأسماء، كالآتي:
حرفي الواو والتاء: يفيد كل من حرف التاء والواو القسم مثل: “والله، تالله “، ومثل قول الله تعالى في سورة يوسف: “قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ”، وقول الله عز وجل في سورة الغداة: “وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْر”.
حرف من: ذلك الحرف يجيء للإفادة عن للتبعيض، مثل كلامه تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ” يستعمل حرف من للتبعيض وللاستفهام والسببية، وللتميز بين كل منهما تَستطيع استعمال كلمة قليل من مكان الحرف “من”، فإذا استقام معنى الجملة فالحرف هنا حرف جر.
وحرف إلى، وحتى: حرفين يفيدا انتهاء الغاية، والغاية إما زمانية أو مكانية، والحرفين “إلى وحتى” يفيدا غرض متباينة عن بعضها القلائل، إذ أن الحرف “إلى” يختص الغرض الزمانية، والحرف “حتى” يفيد الغاية المكانية، مثل قول الله سبحانه وتعالى: “سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى مَسْجِدِ الْأَقْصَى”، وقول الله عز وجل: “أمانٌ هيَ حتى مَطلَعِ الصباح”.
حرف عن: يثبت أن البعدية مثل: “مالك بعيد عن يونس”.
حرف على: من المعروف أن على تستخدم للاستعلاء مثل: “وجدت الكتاب على المنضدة”.
حرفي السحب مذ ومنذ: هذان الحرفان يفيدان ابتداء الغرض سواء المكانية والزمانية، مثل “منذ أن رأيت البنت وأنا معجب بها”، “مذ المنزل للحديقة”.
إعراب أسلوب القسم
أولا:إذا كانت أداة القسم حرفاً : ( الواو أو الباء أو التاء ) فهي حروف سحب.
والمقسم به ( لفظ السيادة ) اسم مجرور بحرف القسم ( الشد )، نحـو : والله : الواو : حرف جر للقسم، ولفظ الفخامة : اسم مجرور بحرف القسم ( الواو )، والجار والمجرور في دكان إعلاء نبأ لمبتدأ محذوف، والتقـدير : قسمٌ والله أو يمينٌ بالله …ومثلها ( الباء أو التاء ) .
ثانياً :إذا كانت أداة القسم اسماً : فيعربُ ذاك الاسم مبتدأ مرفوعاً، والخبر محذوف وجوبا تقديره ( قسمي )، نحـو : لعمرُكَ إنَّ الصدق نجاة.
فاللام : حرف ابتداء، وعَـمْرُ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .
الكاف : حس أخلاقي متصل في متجر جذب مضاف إليه، والخبر محذوف والتقدير : لعمرك قسمي .
ثالثاً : إذا كانت وسيلة القسم حقاً : فتعربُ جملة القسم إعراب الجملة الفعلية . نحـو :
أقسمُ إنَّ الحق واضح.
أقسمُ : إجراء مضارع مرفوع والفاعل وجدان مستتر تقديره ( أنا ) .
إنّ : حرف ناسخ .
الحق: اسم ( إنّ ) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
واضح : نبأ إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.