من صفات عبدالله بن عمر رضي الله عنهما … يتَّصف الصَّحابيُّ الجليل عبدالله بن عمر بن الخطَّاب -رضي الله سبحانه وتعالى عنهما- بعددٍ من الصِّفات الخَلقيَّة والخُلقيَّة، وفي حين يجيء توضيحٌ لتلك الصِّفات
من صفات عبدالله بن عمر رضي الله عنهما
كان لعبدالله بن عمر -رضي الله عنه- عددٌ من الصِّفات الخَلقية، ومنها ما يأتي:
كان جسيماً؛ ضخماً، آدم اللون؛ أسمر اللون،
كان لديه جمَّةٌ مفروقةٌ والجمَّة هي شعر الدماغ، تتدلَّى بجوار منكبيه.
كان يُخضِّب لحيته بالصُّفرة والصُّولى دبرهّة هي الزَّعفران والخلوق، ويُحفي شاربه حتى كان يتصور البعض بأنَّه ينتفه.
كان مربوع البدن.
كان بدنه هائلًا وله إزارٌ يصل إلى 1/2 السَّاقين.
كان يحط العمامة بالَّلون الأسود ويتركها متدلِّيةً وراء منكبيه.
اقراء ايضا : موعد المولد النبوي الشريف لعام 1443
صفات عبد الله بن عمر الخُلُقية
اتصف عبد الله بن عمر بعدد من الصفات الخُلقية، منها ما يجيء
كان عبد الله بن عمر زاهدًا في الدُّنيا بأقواله وأعماله، طمعًا في يوم القيامة، فقد كان زاهدًا في طعامه وشرابه، وملبسه، وماله، وأثاث بيته، إلَّا أنَّه كان حَسَن المنظر رغم ذاك التَّقشُّف، وزهد في المناصب، وفي القضاء، فلم يكن له مطلبٌ في الدُّنيا إلَّا أن يخرج منها ويده بيضاء.
كان ورعًا، وقد شهد له بذلك الصَّحابة والتَّابعون، حيث كان يجتنب الشُّبُهات رهبةًا من وقوعه في المحرَّوافته المنية، وما كان ذاك منه إلَّا طاعةً لله – سبحانه وتعالى- واقتداءً برسوله الكريم، وكان يتورَّع عن الضَّروري من الحياة في حال كان يشوبه شيءٌ من التَّنعُّم أو الحرام.
كان عبدالله بن عمر كريمًا كثير الجود، خسر كان يُنفق ماله في وجوه الخير إنفاق الذي لا يخشى الفقر، وقد اقتدى بذلك الخُلق بالرَّسول الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم، وأبيه الصحابيُّ والخليفة عمر بن البيان، وكان يجعل ما يُحبُّه من الرِّزق فداءً للفقراء والمحتاجين، امتثالًا لأمر الله -إيتي- في الآية الكريمة: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)[٧]، فكان عديد العطاء لمن يستحقُّ، ولم يُبقي يملك مالًا قط، وكلُّ المنح الذي كان يأتيه كان يُوزِّعه على من يحتاجه.
كان متواضعًا ويخاف على نفسه أن يكون من المختالين المتكبِّرين، ولم يفخر بنفسه قط، ولم يُحبَّ المديح ولم يريد به، وقد كان دائم التفقُّد للأيتام والمساكين، ويدعوهم لِأكل الطَّعام معه، وقد كان يُبادر دومًا بالسَّلام اقتداءً بالرَّسول صلى الله عليه وسلم.
كان حسن الأخلاق، فلم يسبَّ ولم يلعن أحداً، وقد كان أصدقاؤه في السَّفر يتحدَّثون عن حُسن تعامله وضيافته برفقتهم، وخدمته لهم، ولم يُحِج نفسه لأحدٍ، وكان حريصًا على الوفاء بالوعد، وقضاء الدَّين.
كان حاد القوَّة في العبادة، متمسِّكًا بآثار النَّبيِّ- عليه الصلاة والسلام-، وكان كثير البُكاء والخشوع في العبادة
كان من مجموعة العلماء من الصَّحابة، وقد كان كثير الحديث عن الرَّسول – عليه الصلاة والسلام-
التعريف بعبد الله بن عمر
هو عبدالله بن عمر بن الخطَّاب بن نُفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبدالله بن قرط بن رزاح القرشيُّ العدويُّ، وأمُّه هي زينب بنت مظعون الجمحية، وُلد عبدالله في السَّنة الثَّالثة للبعثة، وأسلم مع أبيه وهاجر إلى البلدة وقتما كان عمره عشر سنين قبل هجرة أبيه، وذُكر أنَّه لم يُشارك في غزوة بدر، إذ استصغره الرَّسول – صلى الله عليه وسلم- حالَما كان عمره ثلاثة عشرة سنةً، ولا في غزوة أُحد، إلى أن بلغ سن خمسة عشر سنةً فسمح له الرَّسول-عليه الصلاة والسلام بالمساهمة في غزوة الخندق