النية محلها القلب … فالنية هو ما ينتوي المرء فعله بقلبه من عبادات وهذا لأجل أن يكتسب رضا الله ولكل يكتسب الأجر والثواب ونية عمل العبادة لا يعلمها سوى الله عز وجل ولها منزلة هائلة في الدين الإسلامي لأن بها يكمل انعقاد القلب لفعل المجهود الصالح والعمل السيء لذلك فالنية هي المؤشر التي توجه المرء إما للخير أو للشر.

النية محلها القلب

إن النية هي قصد القيام بشيء ومحلها القلب ولا يحب استحضار فعل أي شيء قبل إحضار النية، لهذا يقتضي على جميع من أراد أن يقوم بتصرف العبادة أن يستحضر عزمه أولاً سواءً كانت هذه العبادة دعاء، أو طهارة يقتضي أن يعتزم بقلبه أولاً مثلما يعد النطق بالنية غير قانوني.

 

أهمية النية

تعد ضرورة النية في أنها براعة بين الشغل الصالح وبين العمل السيء فإن صلحت النية صلحت جميع الإجراءات وإن فسدت النية فسدت جميع الإجراءات وتتركز لزوم استحضار النية في المفاضلة بين العبادة وبين العادة ومعرفة هل تلك عبادة أو سنة فمثلاً حالَما يقوم الواحد بالدعاء أربع ركعات هل يكون قاصد بها إنفاذ الظهر أم سنة الظهر وأيضا الصوم ايضاً هل الواحد يعني به صوم فريضة أم سنة لذلك استحضار النية جوهري لكي ينهي المفاضلة بين العبادات.

توضيح مفهوم النية

النية لغةً هي قرر الفرد على فعل شيء أما تعريفها اصطلاحًا هي هو غرض العبد وانعقاد قلبه للقيام بطاعة محددة من أجل التقرب من الله وأن ينال إستحسانه فهي تعد قصد العبد في وسيلة عبادة بقلبه فحينما يقال نوى الشخص فعل كذا أي نوى حتّى يقوم بإجراء ذلك الشيء.

حكم التلفظ بالنية

النية محلها في القلب فقط ولا يكمل التلفظ بها وذلك لأنه لم يقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلفظ بقول النية كما يستحب تخبئة النية لدى القيام يفعل العبادات وان يبتغي العبد وجه الله في مختلف عمل يقوم بفعله.

اقراء ايضا : الصحابي الذي كان حريص على تعليم الناس صفة الصلاة هو

هل تكفى النية سرا عند أداء الصلاة أم يجب التلفظ بها؟

يسأل العديد من الناس هل تكفى النية سرا عند أداء الصلاة أم يقتضي التلفظ بها حتى يقبلها الله ؟ فأجاب الشيخ منحة صقر رحمه الله رئيس لجنة الفتوى بالازهر الشريف فقال النية محلها القلب، ولا يلزم التلفظ بها فى الصلاة وغيرها، ولا يتوقف إستحسان الدعاء على التلفظ بها .

وقد قال الشافعية : لا وجع بالتلفظ بها لكن يسن، وهذا ليساعد اللسان القلب، فلو ترك التلفظ بها فالصلاة صحيحة ومقبولة إن شاء الله إن توافرت فيها عوامل القبول في أعقاب التأدية الشكلى، ومنها الخشوع والولاء، وأتى فى فقه المذاهب الفقية الأربعة أن المالكية تحدثوا : التلفظ بالنية خلاف الأولى إلا للموسوس فإنه مبعوث دفعا للوسوسة .

وقال الأحناف إن التلفظ بدعة، حيث لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، ويستحسن دفعا للوسواس .
فالخلاصة أن النية فى الصلاة محلها القلب ولا يشترط التلفظ بها، إلا أن صرح الأحناف إنه بدعة وصرح المالكية إنه خلاف الأولى، وهذا لغير الموسوس، وتحدث الشافعية سنة وابن القيم فى كتابه ” زاد المعاد”ج 1ص 51 نعى بقوة على من يقول بجواز النطق بالنية وصحح رأى الشافعية فى هذا فقال :

كان صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة قال : الله أكبر، ولم يقل شيئا قبلها، ولا يلفظ بالنية البتة، ولا قال

: أصلى لله صلاة كذا مستقبل القبلة .

أربع ركعات إماما أو مأموما، ولا قال : أداء ولا قضاء ولا فرض الوقت، وتلك عشر بدع لم ينقل عنه واحد من قط بإسناد صحيح ولا هش ولا مسند ولامرسل لفظ واحدة منها ألبته، إلا أن ولا عن أحد من أصحابه ولا استحسنه واحد من من التابعين ولا الأئمة الأربعة، وإنما غر قليل من المتأخرين قول الشافعى رضى الله عنه فى الصلاة إنها ليست كالصيام ولا يدخل أحد فيها إلا بذكر، فظن أن الذكر تلفظ المصلى بالنية، وإنما أراد الشافعى رحمه الله بالذكر تكبيرة الإحرام ليس إلا، وكيف يستحب الشافعى أمرا لم يفعله النبى صلى الله عليه وسلم فى صلاة واحدة ولا أحد من خلفائه وأصحابه .