استقلال الكويت عن بريطانيا .. يوافق اليوم من الـ9 عشر من حزيران انقضاء ستين عامًا على استقلال الكويت من الاستعمار البريطاني، وذلك عام 1961 وانطلاق الإنماء في الجمهورية العربي ضمن محيطه الخليجي.
قبل ستين عامًا، وقعت الكويت وثيقة استقلالها وإلغاء اتفاقية الحراسة مع إدارة الدولة البريطانية.
استقلال الكويت عن بريطانيا
واستقلت دولة الكويت يوم الاثنين 5 محرم 1381 ه، الموافق 19 حزيران 1961، وأتى هذا الإعتاق بعد مفاوضات واصرار كويتي على الاستقلال، دفع الموفد الإنجليزي في الكويت أن يصل أميرَ الكويت الشيخ عبد الله السالم عن انسحاب بريطانيا .
وبقيت الكويت أسفل الانتداب الإنجليزي لوقت تزيد عن 60 عامًا (1899-1961)، و كانت الكويت رغم الاستعمار تدير شؤونها الداخلية بشخصها .
وناضلت الكويت مقابل المملكة المتحدة، كلما تأسس المجلس التشريعي الـ2 في الكويت في العام 1938 إذ اعترضت المملكة المتحدة على ذلك المجلس لأنه كان يريد منفعة شؤون الكويت المالية، فحدثت مواجهات دامية بين أعضاء المجلس والشرطة أدت إلى مقتل البعض واعتقال أعضاء المجلس لبرهة أربع أعوام.
وتواصل الكويت في ظل زعامة الأمير الشيخ نواف الأحمد وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد في مسيرة الإنماء والإعمار على مصر العليا الداخلي وفي مسيرة الديبلوماسية الوقائية ونزع فتيل الظروف الحرجة وحل القضايا العالقة إقليميا ودوليا، وفق ما صرحت صحيفة الراي الكويتية.
وتأتي هذه الرحلة إكمالا للنهج الذي اختطه صاحب السمو الأمير المسافر الشيخ غداة الأحمد الذي انتقل إلى جوار ربه في 29 سبتمبر السابق ومن قبله باقي الحكام من آل الفجر الذين التف الشعب حولهم ليقودوا البلاد إلى بر الأمن والأمان رغم الظروف الحرجة الكثيرة التي شهدتها المكان.
وأدرك الأمير الواحد من أفراد الرحلة الشيخ عبدالله السالم أن اتفاقية 23 كانون الثاني 1899 التي وقعها الشيخ مبارك الغداة مع المملكة المتحدة في هذا الدهر لحماية الكويت من الاطماع الخارجية لم تعد صالحة مع الأنباء في العالم حينذاك.
وفي سنة 1963 صدر أمر تنظيمي بدمج العيد الوطني بعيد الجلوس وهو ذكرى إستقبل الشيخ عبدالله السالم مقاليد الحكم في البلاد الذي يصادف 25 شباط من كل عام.
وبدأ الاستعداد لاستقلال الكويت منذ العام 1958 بإصدار قوانين مثل قانون الجنسية الكويتية وغيره من القوانين التي تخلق دولة ذات سمو وكيان مستقلين.
وسبق الإمضاء على وثيقة التحرر خطوات مدروسة من قبل الشيخ عبدالله السالم منذ توليه مقاليد الحكم عام 1950 إذ عمل على تحري التحرر ونشر وترويج الدستور بشكل خاص أن البلاد كانت في هذه المدة مستعدة للتطور في متفاوت الميادين.
وشهد عام التحرر صدور مرسوم أميري في شأن العلم الكويتي وهو أول معرفة يرفع حتى الآن التحرير وتم تحديد طرازه وألوانه بينما أتت الخطوة اللاحقة في أعقاب التحرر بتقديم الكويت طلبا لجامعة الدول العربية فتم موافقة عضويتها في 16 يوليو 1961.
وفي 26 آب 1961 صدر مرسوم أميري في شأن فعل انتخابات للمجلس التأسيسي تحقيقا لرغبة الشيخ عبدالله السالم بإقامة منظومة حكم حالي على أسس واضحة ومتينة وإصدار قانون يستند إلى المبادئ الديموقراطية حيث حقق البرلمان مشروع التشريع الذي تكفل 183 مادة طوال 9 شهور.
وقد كان عهد الشيخ عبدالله السالم الذي امتد 15 عاما من السنين البارزة في تاريخ الكويت وأطلق فوقه لقب «أبو الاستقلال» و«أبو الدستور» نتيجةً إلى جهوده المضنية وإنجازاته العارمة وحكمته السديدة لنيل التحرير.
واليوم وبعد مرور 60 عاما على التحرير تظل الكويت في عملية الإنماء والتطوير على مصر العليا الداخلي فيما تستمر على الصعيد الخارجي نهجها المعتدل والمتزن الساعي إلى تحقيق الديبلوماسية الوقائية والعمل مع الدول الأخت والصديقة على حظر نشوب الخلافات والحروب وحل المشاكل بالطرق السلمية.