يوم الارض في الاردن 2022 … أحيت العدد الكبير من التجمعات الشعبية والنقابية في دولة الأردن، اليوم الاربعاء، الذكرى الـ أربعين لـ”يوم الأرض”، والـ48 لـ”موقعة الكرامة” التي انتصر فيها الجيش الأردني على نظيره الإسرائيلي عام 1968، عقب مسعى الأخير احتلال أراضٍ أردنية.

وذكرى يوم الأرض الذي ترجع أحداثه للعام 1976، حين صادرت إسرائيل آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل حدود منطقة الجليل، تحتفل بها قوى سياسية وشعبية في فلسطين والأردن وعدة دول عربية وجاليات فلسطينية في مختلف دول العالم.

يوم الارض في الاردن 2022

وفي مجمع النقابات المهنية “منفصل” غربيّ العاصمة سادّان، سكنت قوى شهيرة ونقابية “لجنة فلسطين النقابية وائتلاف الشتات”، مهرجاناً حمل عنوان “مقاومة أرض..كرامة أمة”، ولذا في إشارة إلى التمسك بحق عودة النازحين ودعم الصمود الفلسطينية وتمجيد موقعة الكرامة التي تتزامن ذكراها مع “يوم الأرض”

وتخلل المهرجان مسرحية قدمتها واحدة من الفرق الأردنية، دعت إلى “تمسك الشعب الفلسطيني بخيار الصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي، والكف عن جلسات التفاهم معه والوحدة فيما بين الفصائل الفلسطينية”.

وكان لافتاً في المسرحية التأثر الكبير من قبل المتابعين، إذ شوهدت الدموع تسيل من أنظار الكثيرين على مدرجات مسرح مجمع النقابات المهنية.

بينما قدمت فرقة أخرى، أناشيد وأهازيج فلكلورية من التراث الفلسطيني، تدعو إلى التمسك بالأرض، وتمجد نضال الشعبين الأردني والفلسطيني ووحدتهما مقابل إسرائيل في حرب الكرامة.

وفي إخطار للأناضول قال “خيّر البريم” المنسق العام لائتلاف “الشتات” إن “الإئتلاف الذي يمزج بين في صفوفه شبيبة مستقلين، يحرص في جميع عام على مورد رزق هكذا فاعليات لِكَي لا تنسى الأجيال أرضهم في فلسطين ولتزرع في نفوسهم أن فلسطين عربية من النهر إلى البحر”.

وخلال المهرجان أفاد عضو لجنة فلسطين النقابية “مظفر الجلامدة” إن “إحياء ذكرى يوم الأرض، ومعركة الكرامة، يعمل على إستحداث جيل مقاوم للمحتل الصهيوني الذي ما زال يمارس بحق أهلنا في فلسطين شتى صنوف القتل والتشريد والتنكيل”.

وفي واحدة من قاعات مجمع النقابات المهنية كانت الناشطة “فطوم عوض” تعرض مقتنيات تراثية خاصة بها ورثتها عن أهلها وقامت بجمعها قطعة قطعة، لتحيّ في أنفس المواطنين ذكرى أجدادهم والحافظ على تاريخهم. كما تقول.

وتضيف “فطوم” للأناضول إن ما تعرضه “ليس من أجل البيع، فهو أغلى من أن يُباع.وأرغب أن يعلم الجميع أن تاريخنا لا يُمحى وأن أرضنا ستحرر، وما تلك المدخرات التراثية سوى لتعبئة الهم”.

ومن قلب المعروضات التي قدمتها، أواني فخارية، وأدوات منزلية قديمة، كان يستعملها المزارع الفلسطيني، وآلات خياطة قديمة، وآواني نحاسية وزجاجية قديمة للطهي ولتخزين المواد التموينية.

و ترجع أحداث يوم الأرض العام 1976 حينما استشهد 6 فلسطينيين برصاص إسرائيلي، أثناء مظاهرات نُظمت آنذاك؛ احتجاجاً على مصادرة إسرائيل لآلاف الدونمات (الدونم ألف متر مربع) من أراضي الأهالي العرب وخاصة في منطقة الجليل (شمال) ذات الأغلبية الفلسطينية، والتي أفصحت إضراباً شاملاً، صرف الجيش إلى اقتحامها واندلاع مجابهات قتالية مع أبنائها.

وبدأت شرارة المظاهرات يوم 29 آذار/ مارس من العام ذاته، بمظاهرة شعبية في بلدة دير حنا (في جنوب إسرائيل)، تعرضت “للقمع” الشديد من أجهزة الأمن، تلتها تظاهرة أخرى في بلدة عرّابة، وقد كان “القمع” أشد، إذ سقط طوالها صريع وعشرات المجروحين.

وأدى خبر مقتل المتظاهر إلى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج في كافة المناطق العربية في اليوم الآتي.

وخلال المواجهات في اليوم الأكبر والـ2 (29-30 مارس/ آذار) سقط 6 قتلى، ليتم إطلاق “يوم الأرض” على ثلاثين مارس/ مارس من كل عام.

في حين ترجع ذكرى معركة الكرامة إلى الحرب التي اندلعت بين الجيش الأردني والإسرائيلي عاقبة مارس/مارس العام 1968، حين نشد الجيش الإسرائيلي انتزاع الأراضي الواقع شرقيّ نهر المملكة الأردنية الهاشمية، لكن القوات المسلحة الأردني صده عن ذلك وخسرت إسرائيل