يوم الارض في البحرين 2022 .. أحيى بحرينيون الذكرى الـ 36 ليوم الأرض الفلسطيني الذي يصادف 30 من مارس/ مارس من كل عام، في أمسية حاشدة أقيمت في ترتيب جمعية «وعد» في أم الحصم، داعين «جميع منظمات وقوى المجتمع المدني في البحرين إلى رص صفوفها وتوحيد مواقفها من أجل مساندة ودعم الأشقاء في فلسطين».

يوم الارض في البحرين 2022

وتحدث الأمين العام لجمعية التجمع القومي حسن العالي في كلمة ألقاها باسم الجمعيات السياسية: «نشارك اليوم جماهيرنا العربية العريضة في الاحتفال بذلك اليوم المجيد، والذي جسمه شعبنا العربي في فلسطين المحتلة بانتفاضته البطولية واعتباره يوماً تاريخياً في حياة فلسطين والأمة العربية، يوم تفجرت تلك الملحمة النضالية في وجه الانتزاع الصهيوني العرقي، الذي أقدم في ذاك اليوم من العام 1976 على نهب ومصادرة الأراضي الفلسطينية في الكثير من المدن والقرى في سياق تدبير تهويد الأرض الفلسطينية وتهجير أصحابها الحقيقيين».

وأضاف أن «هبت الجماهير العربية في القدس المحتلة وأفصحت الإضراب الشامل وسيطرت التظاهرات السلمية الحاشدة متفاوت المدن والقرى الفلسطينية، وتصدت لها القوى الصهيونية باعتداءاتها العنف ما أفضى إلى وقوع مجموعة من الشهداء والجرحى من المحتجين علنيا العزل الذين رووا بدمائهم الزكية الأرض الفلسطينية الطاهرة».

وأردف «إننا حيث نشارك الأخوة في فلسطين وفي الوطن العربي وعلى امتداد الميادين الدولية الوظيفة الخدمية للحق وللحرية الاحتفاء بذاك اليوم الكفاحي، إنما ننطلق من إيماننا وثوابتنا القومية التي تؤكد أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى تعتبر مقر ولب الصراع مع العدو الصهيوني، وإن الأرض تعتبر الركيزة الأولى في المشروع الصهيوني الاستيطاني، وإن مسألة الشعب الفلسطيني هي لب صراع الأمة العربية مع أعدائها الصهاينة وكل المستعمرين والمتواطئين».

وأضاف العالي أن «يوم الأرض هو بحق صرخة احتجاجية في وجه العدو الصهيوني وسياساته العنصرية الفاشية، وفي وجه كل الدول والقوى الكبرى الداعمة له وخاصة الولايات المتحدة الأميركية التي هي أصل العون العسكري والمالي والمعنوي والدبلوماسي للكيان المحتل في جميع الأوقاف وفي مختلف الأوضاع».

وتابع «مثلما أن الاحتفال بيوم الأرض قد تزامن مع انعقاد الأمة العربية على أرض جمهورية العراق الطاهرة التي لايزال يدنسها الانتزاع البغيض وزبائنُه، وهي بذلك قد سعت لمنح صك البراءة لذا الانتزاع كما أنها لم تكن زيادة عن أوج للتآمر على تطلعات الأمة في فلسطين وسورية وسوق سوداء لعقد الصفقات الرديئة إذ بدا واضحاً تعمد إسقاط موضوع البحرين من جدول مواعيد أعمال القمة».

وألحق «لهذا، فإن الاحتفال بيوم الأرض هو صرخة في وجه الأنظمة العربية المتواطئة مع العدوان والاحتلال التي تخلت عن تطبيق التزاماتها اتجاه شعب فلسطين والعراق خضوعاً للمشيئة الأميركية الصهيونية ومشاريعها وأهدافها في المنطقة العربية وعلى قمتها تثبيت الانتزاع في هذين البلدين العربيين وإجهاض أية قوى معارضة تعمل مقابل قوى الانتزاع».

ولفت العالي حتّى «محاولات الأمة العربية أثبتت في صراعها مع أعدائها أن منظومة الصمود هو وحده الطريق الذي يوصل إلى الحقوق المشروعة ومجابهة كل محاولات رفض الهوان والإذعان من قبل الغزاة والمحتلين. لذلك فإننا كقوى وطنية وجماهير مطالبون بالتفاعل مع القضية الفلسطينية بمثابها موضوع قومية وتعزيزات للصلات النضالية مع الشعب العربي في الأرض المحتلة بهدف مقابلة كسر إرادة المعتدين وإفشال مشاريعهم الاستعمارية».

وألحق «من هنا نحن نؤكد دعمنا الكامل للشعب العربي في فلسطين بهدف التمسك بأرضه والتشبث بهويته الوطنية والقومية، وتأكيد حقه في الدفاع عن أرضه وكيانه، وفي نفس الوقت ندين كل جرائم القتل والتطرف المسلح والتنكيل وكل سياسات المفاضلة العنصري والإفقار وإجراءات اغتصاب الأراضي وهدم المدن التي تمارسها مجموعات جنود العدو الصهيوني في مواجهة الشعب العربي الفلسطيني في مواجهة مشهد ومسمع العالم». ودعا «كل القوى الوطنية والقومية والإسلامية وجميع منظمات وقوى المجتمع المواطن في دولتنا برص صفوفها وتوحيد مواقفها من أجل مؤازرة ودعم الأخوة في فلسطين والإعلام عن تضامننا برفقتهم من أجل نيل حقهم في الحرية والإعتاق وتحرر كل الأراضي المغتصبة وإنشاء الجمهورية الفلسطينية وعاصمتها فلسطين الشريف». وختم العالي بقوله: «مثلما ندعو إلى حشد كل طاقات الأمة العربية وقواها الوطنية والسياسية والمجتمعية في الدول التي أسقطت نظم الاستبداد والقمع فيها عبر ثورات الربيع العربي لمجابهة كل المخاطر والتحديات من أجل إسترداد الاعتبار لمفهوم الأمن القومي للأمة العربية جمعاء ونصرة قضية فلسطين العادلة ودعم المقاومة في العراق وإفشال كل مشاريع التسوية المذلة وكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب».

وفي كلمة منظمة «وعد» ذكر نائب الأمين العام أحمد مكي أن «يوم الأرض هو اليوم الذي انتفض فيه شعبنا العربي الفلسطيني قبل 36 عاماً مقابل جحافل عساكر الانتزاع الصهيوني الذين أرادوا مصادرة الكثير من الأراضي ليسكنوا فيها قطعان المستوطنين الذين يجلبونهم من شتات الأرض وبهدف إحداث نشاطات «الترانسفير» بطرد أصحاب الأرض والتاريخ من بلادهم والإتيان بشعب ليس له أدنى حق في أرضنا العربية الفلسطينية. لذا ثار الشعب الفلسطيني في أراضي الـ 48 المحتلة، في الثلاثين من مارس/ مارس العام 1976، في أول انتفاضة شهرة حتى الآن نكسة حزيران 67 التي احتل فيها الصهاينة ما تبقى من الأراضي الفلسطينية».

ونوه مكي على أن «القضية الفلسطينية تجسد صميم المشاحنة العربي الصهيوني وأن بقاء الاحتلال يشكل استنزافاً في جسد الأمة العربية، التي يقتضي لشعوبها وقواها الحية الوقوف مع نضال الشعب الفلسطيني الذي يواجه موقعة إبادة جماعية تذكر بالنازية الهتلرية، وتدعو جماهير الأمة إلى قيامها بالواجب القومي الذي تتطلبه معطيات الفترة الراهنة، ولاسيماً الوقوف صفاً واحداً في وجه سياسة الكيان الرامية إلى تهويد القدس الشريف وإقامة حائط المبكى على أنقاضه».

وأردف «ندعو إلى صعود التضامن مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الانتزاع الصهيوني وفي مقدمتهم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق أحمد سعدات ونحو 10,000 أسير تعتقلهم قوات الاحتلال بغير وجه حق وعكس جميع القوانين والأنظمة والمعاهدات والاتفاقيات العالمية ذات الصلة بحقوق الأسرى وحقوق الإنسان».

واستكمل نائب الأمين العام لـ «وعد» أن «الاحتلال وأعوانه يزيدون قوة مع الفرقة والتشتت والاحتراب بين إخوة الدم في فلسطين، وليس من مخرج إلا نبذ هذه الخلافات والتجاذبات بين حركتي فتح وحماس إذ تيقن الضرر الهائل لهذه الخلافات على القضية الفلسطينية وتأثيراتها السلبية على مستوى التضامن العربي بصحبتها، وتدعوهما إلى مغادرة التخندق الحاصل هذه اللحظةً، وذلك بهدف التفرغ لمواجهة الانتزاع الصهيوني وإحداث النقلة النوعية اللازمة على سبيل الوحدة الوطنية الفلسطينية وإرجاع الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية لتمثل متباين القوى والفصائل الوطنية والإسلامية المناضلة والمجاهدة في سبيل انتزاع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها الأرض المحتلة الشريف».

وشدد على أنه «من دون نبذ الخلافات سيكون صعبا مزاولة الكبس المطلوب على الأنظمة العربية للتوقف عن التواطؤ على القضية الفلسطينية، إذ تأكد ذاك في القمة العربية التي انعقدت في بغداد (29 آذار 2012)، في أعقاب أكثر من عام على انفجار الربيع العربي في مواجهة الأنظمة العربية القمعية والفاسدة والمتاجرة بالقضية الفلسطينية منذ أكثر من 60 عاماً».

وطالب مكي بـ «إعادة بناء وتركيب هذه الجامعة لتكون ممثلة لشعوب الأمة وليس كما هو شأنها حالا مدافعة عن الدكتاتوريات وسياسات القمع والفساد، ومزاولة الفرجة على ما تقوم به جيش الاحتلال الصهيوني من إجراءات قتل منظمة ومصادرة الأراضي الفلسطينية».

وأكمل «كما نطالب الأنظمة العربية التي تخلصت من دكتاتورييها طوال الربيع العربي مثل تونس ومصر واليمن وليبيا، سرعة التحرك لدعم الشعب الفلسطيني والمشاركة النافذة في تقديم عوامل الصمود له وبشكل خاصً في القدس المحتلة وأراضي الـ 48، ناهيك عن المؤازرة المطلوب لشعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة لتمكينهم من لقاء الحصار العرقي وآلة القمع والاقتلاع، ولذا عبر تقديم كل أشكال العون السياسي والمعنوي والمادي الأساسي لاستمرار صمود المقدسيين في وجه قطعان المستوطنين وحكومة الكيان الصهيوني».

وختم نائب الأمين العام لوعد بقوله: «كما ندعو جماهير شعبنا البحريني الأبي لصعود الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني كجزء من الواجب القومي الذي يجب الالتزام به، سواء العون السياسي أو المعنوي أو الجوهري من أجل مساندة صمود جماهيرنا الفلسطينية».

من جانبه أفاد رئيس الجمعية البحرينية لحقوق وكرامة البشر سلمان كمال الدين: «حين تسمع ألم أرض، فأعلم أن غزاة ومحتلين قد وطؤها، وحين يلامس سمعك أنين أرض فتذكر أن شجرة من تراب بيارتها اقتلعت، حين ترى حمامة من حمامات منزل المقدس والأقصى مسجاة على ظهرها عليك أن تفزع لذا المرأى، وكيف لا يفزع ذاك العالم الغريب بصوت الشتات لشعبٍ من الممكن قدره الشتات فتذكر موسى في التيه والمسيح يجر في المنفى صليبه».

وألحق «حين تصرخ القدس المحتلة وحين تبكي حيفا ويافا دموعاً ترسمان جدول مواعيد الدمع الزاخر يصب عن طريق البحر، حين تئن القيود والأصفاد حزناً وألماً على الأسيرات والأسرى، حين ترى اشتعالات دماء الشهداء تتوقد وحين تضج مراسيم الأمم المتحدة احتجاجاً واستنكاراً لعدم تفعيلها أو الفيتو الأميركي الذي يحجبها، فماذا نقول، وعن أي حق نتحدث».

وشدد كمال الدين على أن «الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، تنشر وبأعلى صوتها تضامنها التام مع الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج بتلك الواقعة وتطالب كال المنظمات الحقوقية والدولية ومفوضية حقوق وكرامة البشر والأمم المتحدة بتنشيط كل قرارات الأمم المتحدة الصادرة حول القضية الفلسطينية وكبح جماح العدوان الاستيطاني الإسرائيلي وندعوهم للفوز لحق الرجوع، وقف الاستيطان وإنشاء المستوطنات، تعطيل التهجير، التعويض العادل، حراسة الزرع والضرع من همجية المستوطنين وافتتاح سراح كل الأسرى وعلى رأسهم المناضلة هناء شلبي والتي بإضرابها عن التغذية أوصلت الرسالة، لكن لا مجيب ايضاً المناضل أحمد سعدات ومروان البرغوثي».

وفي كلمة منظمة مقاومة التطبيع البحرينية، لفت عبدالله ملك إلى أنه «قبل ستة وثلاثين عاماً، وبخاصةً في الـ9 والعشرين من شباط/ فبراير العام 1976 أقدمت جيش الاحتلال الصهيوني على مصادرة (21) 1000 دونم من الأراضي الفلسطينية ذات الملكية المخصصة أو المشاع في قرى عرابة وسخنين ودير حنا في منطقة الجليل الفلسطينية، وذلك بهدف تشييد المستعمرات الصهيونية وتهويد الجليل».

وأضاف «وعلى إثر هذا قررت الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني إعلان الإضراب الشامل متحدية ولأول مرة عقب انتزاع فلسطين العام 1948 السلطات الصهيونية وهذا في ثلاثين من مارس/ مارس، وقد كان الرد الصهيوني صارماً حيث دخلت قوات مدعومة من الجيش ومدعومة بالدبابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية واحتلتها موقعة ستة شهداء، أربعة منهم برصاص القوات المسلحة واثنين برصاص الشرطة. وما لبثت أن اندلعت انتفاضة فلسطينية في مختلف مدن وقرى فلسطين المحتلة العام 1967، واعتبر ذاك اليوم رمزاً لحماية الأرض العرض وسميت القرى الثلاث (عرابة وسخنين ودير حنا) بمثلث يوم الأرض».

وبيّن ملك «نحن نقف هنا في البحرين وقفة تضامنية مع شعبنا الفلسطيني المكافح في ذكرى يوم الأرض، لنوصل رسالة معناها صريح وواضح للرأي العام بأن شعبنا العربي البحريني مستمر في وقوفه مع نضال الشعب الفلسطيني ودعمه المطلق لحقوق هذا الشعب في تحرر كامل التراب الفلسطيني، وبناء جمهورية عربية فلسطينية ديمقراطية يعيش فيها كل مواطن من دون مفاضلة في ما يتعلق بـ الدين والأصل. إضافة لذلك فإن وقفتنا تلك حادثة لتؤكد جمعية معارضة التطبيع مع الكيان الصهيوني على ثوابتها في مسألة التطبيع».

وتابع «ففي يوم 27 مارس 2002 قامت كل الحكومات العربية في الأوج العربية ببيروت بالقبول والموافقة على المبادرة المملكة السعودية للسلام والتي عرفت بعد هذا بالمبادرة العربية للسلام، والتي تنص على أن كل الدول العربية سوف تقوم بتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني شرط أن ينسحب هذا الكيان من الأراضي المحتلة العام 1967 وأن تمنح اللاجئين حق الرجوع».

واستكمل ملك «لقد كانت هذه المبادرة امتداداً لسياسة عربية متخاذلة وغير فاعلة في القضية الفلسطينية وهي سياسة أثبتت فشلها وأثبتت أنها لا تردع العدو الصهيوني عن أي من جرائمه إلا أن وتعطي الاطمئنان لذلك العدو ليستمر في عدوانه بلا قلق من ردود إجراء الحكومات العربية التي لم يتوقف سعيها للتطبيع على رغم كل هذه الجرائم».