ما هي الافعال المحرمة في العلاقة الزوجية …. هو سؤالٌ توضِّح إجابته الأطراف الحدودية القانونية في العلاقة الزوجية والتي يلزم على كل من الزوجين الالتزام بها وعدم إجتيازها، فقد أحلَّ الدين الإسلامي لكل من الزوجين التلذذ بالآخر، وبيَّن الأشياء المُحرمة والجائزة والتي ينبغي مُراعاتها لدى المعاشرة الزوجية، ومن خلال ذلك الموضوع سنقوم بتفسير تلك الموضوعات وشرحها، كما سنذكر آداب الجماع في الإسلام، وحكم العلاقة الزوجية عبر الشبكة العنكبوتية.
ما هي الافعال المحرمة في العلاقة الزوجية
إنَّ الإجراءات المُحرمة في الرابطة الزوجية هي الوصول إلى الزوجة من الدبر، أو حصول الجماع في وقت النفاس أو الحض، أو ابتلاع واحد من الزوجين لمني الآخر ولذا لما في هذا الموضوع من نجاسة، مثلما يُحرَّم أيضًا على الزوجين مشاهدة الفيديوهات الجنسية طوال الرابطة من أجل صعود الرغبة الجنسية، ويُحرَّم القيام بأي تصرف يؤدي إلى الضرر بأحد الزوجين أو كليهما، وفي السطور التالية نشرح كل من تلك الممارسات بالتفصيل.
الإتيان في الدبر
حرَّمت الشريعة الإسلامية الوصول إلى القرين لزوجته من الدبر، أي حصول الجماع في موضع رحيل الغائض من المرأة، وأكَّد على تحريم ذاك التصرف سواء أكان ذاك بوقت الحيض أو في غيره من الآونة، كما عدَّه من الكبائر والمعاصي الضخمة، فإنَّ ذلك التصرف يتسبب في إلحاق الضرر بجميع من المرأة’ والرجل، وهو فعل مُخالف للطبيعة التي خلق الله تعالى الإنسان عليها، لذا فهو مُحرَّم
الجماع وقت العبادة
حيث أنَّه لا جوز للزوج معاشرة الزوجة أو مجامعتها في أوقات العبادة المفروضة، ومن ذلك الفترات التي تكون فيها صائمة صوم مفروض مثل الصوم في شهر رمضان أو صوم القضاء في غيره، وأيضا لا يمكن الجماع في أوقات الإحرام للحج أو شعيرة العمرة، ولا يمكن دعوة الرجل من زوجته الجماع في حال كان هذا الشأن يُعطلها عن أداء عبادة مفروضة كالصلاة، فإنَّ في تلك الأحوال يحق للزوجة الامتناع عن قرينها وجعل الأولوية للعبادة المفروضة، والله أعلم.
الجماع وقت الحيض والنفاس
لا يجوز للرجل معاشرة قرينته ومجامعتها في وقت الحيض أو قبل انقطاع دم الحيض أو النفاس عنها،لقوله تعالى في كتابه الكريم: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”فإنَّ من قام بمجامعة قرينته في مرحلة الحيض أو النفاس وجب فوقه التوبة الصادقة وكذلك وجب أعلاه صرف الكفارة اللازمة، والله أدري.
ابتلاع المني
إنَّ المني هو قضىٌ مًستقذر ونجس بحسب منظور العدد الكبير من أهل العلم ومن ضمنهم مالك وأبي حنيفة، وإنَّ ابتلاع المني فيه شيء من الدنس والنجاسة، وإنَّ الإسلام نهى عن كل أمر فيه نجاسة وقباحة، وقد أفاد الهيدروجيني في حكم ابتلاع المني: “فيه وجهان: السليم الشهير أنه لا يحل لأنه مستخبث“، لهذا فإنَّه لا يحق لكل من الزوجين ابتلاع مني الآخر، وايضا لا يحل للرجل إلتماس هذا من زوجته، والله أدري
مشاهدة الفيديوهات الاباحية
إنَّ رؤية الفيديوهات الجنسية أو الصور الغير ملائمة أو الفاحشة هو كلفٌ غير محتمل بأسلوب قطعي سواء أكان هذا التصرف لدى وجود القرينة، أو في غير وجودها، ولا يحل ذلك لأي علة كان، فإنَّ رؤية مثل هذه الأعمال السينمائية يكون سببا في الكثير من المشكلات بين الزوجين، والتي قد تصل بدورها إلى نفور كل منهما من الآخر أو قد تكون السبب في الطلاق، مثلما أن في تلك المشاهدة استهوان للأمور الرذيلة والفاحشة، والله أعرف
الأفعال التي تؤدي إلى ضرر
إنَّ للزوج الحق في التمتع بجسد زوجته متى شاء وكيفما شاء، على أن يكون ذاك التمتع غير مُخالف للحدود القانونية، ولا يُؤدي إلى ضرر أو أذى يُصيبه أو يُصيب قرينته، فإنه لا يمكن له أن يقوم بأي تصرف يسفر عن الضرر، خسر نهى الإسلام عن رمي الإنسان لنفسه في التهلكة، وقد أفاد في ذلك الشيخ مرعي الكرمي: “وللزوج أن يستمتع بزوجته كل وقت على أي صفة كانت ما لم يضرها، أو يشغلها عن الفرائض“، والله أعلم.
الأفعال الجائزة في العلاقة الزوجية
إنَّ الرابطة الزوجية هي من أفضل وأجدر الصلات الآدمية، فإنَّها العش الذي تحصل فيه أكثر الصلات خصوصية وهي المعاشرة الزوجية، ولقد أحل الله سبحانه وتعالى لجميع من الزوجين الاستمتاع بالآخر، وجعل الزواج هو الأساس الذي يُنظم هذه الصلات ويضعها ضمن إطار قانوني، وذكر أنَّه يجوز لكل من الرجل والمرأة التلذذ بالعلاقة الزوجية كيفما أرادوا ومتى أرادوا على ألّا يتجاوزا المحرمات التي تمَّ ذكرها وتوضيحها، أو إجراء ما هو مُخالف للأحكام الإسلامية، والله أعلم.