أطوار القمر بالترتيب … يعكس القمر ضوء الشمس، لذا يكملّ بصيرة الجزء الذي ينعكس الضوء فوقه، وتظهر تلك الانعكاسات على أجزاءٍ متنوعةٍ من القمر مع اختلاف الدهر، نتيجة لـ مروره بمراحل متنوعة، يُطلق عليها أطوار القمر

أطوار القمر بالترتيب

المحاق

يتكوّن المحاق (بالإنجليزيّة: New Moon) حالَما يبقى القمر بين الشمس والأرض في أثناء دوران القمر بشأن الأرض، وطوال هذا الطور يتجلى القمر بشكلٍ مُبغيٍ لدى البصر إليه من الأرض، إذ إنّ الجزء المضيء منه يكون في المنحى الأخرى للقمر البعيدة عن الأرض

وجدير بالذكر على أنّه قد تحدث ظاهرة كسوف الشمس طوال طور المحاق، بل ليس شرطًا حدوثها خلال كلّ طور محاق؛ وذلك جراء ميلان دوران القمر في مداره بشأن الأرض بمقدار 5.1 درجة مضاهاةً بدوران الأرض في مدارها حول الشمس، وتحدث ظاهرة كسوف الشمس حالَما يكون خط تقاطع المدارين في اتجاه ترتيب الشمس

الهلال المتزايد

يبدأ طور الهلال المتزايد (بالإنجليزيّة: Waxing Crescent) بإضاءة الحافّة من الغربّة من سطح القمر مع مكوث بقية الأجزاء مُظلمةً، وطوال ذلك الطور يبدأ الجزء المُضاء بالتزايد تدريجيّاً، ويستمر بالازدياد إلى أن آخر يومٍ في الطور؛ لذا سُمّي ذاك الطور بالهلال المتصاعد.

طور الربع الأول

يبدأ طور الربع الأول للقمر أو التربيع الأضخم (بالإنجليزيّة: First Quarter Moon) حتى الآن مرور أسبوع تقريبًا على تكوُّن المحاق، وأثناء ذلك الطور، تتمّ رؤية نصف سطح القمر مضاءً عند البصر إليه من الأرض، ويرتقي القمر في السماء وقت وسط النهار، ويتخلف عن الحضور عنها في منتصف الليل

الأحدب المتزايد

يبدأ القمر طوال طور الأحدب المتصاعد (بالإنجليزيّة: Waxing Gibbous) بالإضاءة بشكلٍ كاملٍ تقريبًا، إذ يبدأ ظهور الجزء المضيء من القمر بشكلٍ بيضويّ، مع مكوث الجزء التابع للشرقّ مُظلمًا، وأثناء ذلك الطور، تتصاعد مكان المكان المضيئة للقمر تصاعديّاً؛ لهذا يُسمّى هذا الطور بالأحدب المتصاعد، ويبدأ هذا الطور في أعقاب طور التربيع الأكبر ببضعة أيام

البدر

يصل القمر لطور البدر أو القمر المكتمل (بالإنجليزيّة: Full Moon) حالَما يكون في المنحى المُإلتقى للأرض من الشمس، أيّ حينما تكون الأرض بين القمر والشمس، وعند البصر إلى القمر من الأرض تتمّ مشاهدته مضاءً تماماً، وخلال هذا الطور يوجد القمر ثابتاً في مكانه، كما أنّه يظهر مضاءً طوال الليل إذ إنّه يصعد في السماء مع غروب الشمس، ويختفي وقت شروقها.

الأحدب المتضائل

يبدأ طور الأحدب المتضائل (بالإنجليزيّة: Waning Gibbous) بعد انتهاء طور البدر،[٨] ويُصبح أكثرية القمر مضاءً على نحوٍ بيضويّ، ويبقى الجزء الغربي مُظللًا، ويتواصل تناقص منطقة الجزء المضيء أثناء أيام هذا الطور؛ لذلك سُمّي هذا الطور بالأحدب المتضائل  وأثناء هذا الطور يرتفع القمر في أعقاب غروب الشمس، ويختفي عقب شروق الشمس

طور الربع الأخير

يكون القمر مُتعامدًا مع الأرض والشمس في طور الربع الأخير (بالإنجليزيّة: Last Quarter Phase)، ويكون نصف القمر اليسار مُضيئًا، والقسم الآخر معتمًا مثلما يتضح القمر في السماء في نصف الليل، ويختفي وقت الظهيرة.

الهلال المتضائل

تتناقص مكان القمر المضاءة في فترة الهلال المتضائل (بالإنجليزيّة: Waning Crescent)، حيث يكون معظم سطح القمر مُظلمًا ماعدا الحافة التابع للشرقّة له؛ لذلك سُمّي ذاك الطور بالمتضائل، وأثناء ذاك الطور يُصبح الجزء المضيء من القمر مناظرًا لحرف (C)، أيّ على شكل هلال دقيق، ويرتقي الهلال المتضائل في السماء بعد منتصف الليل، ويبقى إلى ما حتى الآن وقت وسط النهار.

ظواهر مُتعلّقة بدوران القمر حول الأرض

هنالك ظاهرتان طبيعيتان ترتبطان بدوران القمر بخصوص الأرض، وهما كالآتي:

خسوف القمر

خلال دوران القمر بشأن الأرض، يُمكن أن تتم ظاهرة تُسمّى بخسوف القمر (بالإنجليزيّة: Lunar Eclipse)، وفيها تُلقي الأرض بظلّها على القمر، وصرح هذه الظاهرة في خلال طور البدر، أيّ عندما تكون الأرض بين القمر والشمس.

ويُمكن أن يتكرّر حدوث كلٍّ من الكسوف الجزئيّ للشمس والخسوف الجزئيّ للقمر من 4 إلى 7 مرّات خلال سنة محددة، أمّا الكسوف الكلّي للشمس والخسوف الكلّي للقمر، فمن النادر حدوثهما.

كسوف الشمس

يوجد القمر بين الأرض والشمس خلال طور المحاق، وبالرغم من هذا فإنّ القمر لا يمنع ضوء الشمس عن الأرض؛ ويعود المبرر في هذا إلى ميلان مدار القمر حول الأرض بمعدل 5.1 درجة عن مدار الأرض حول الشمس

إلا أن في قليل من الآونة من السنة، يصطف كلٍّ من الأرض، والقمر، والشمس على استقامةٍ واحدةٍ، ممّا يتسبّب في حدوث ظاهرة كسوف الشمس (بالإنجليزيّة: Solar Eclipse) وفيها يحرم القمر ضوء الشمس كاملًا أو جزءٍ منه عن الأرض.

مدار القمر

يُتمّ القمر دورةً واحدةً بخصوص الأرض خلال شهرٍ فردٍ تقريبًا، وبمظهرٍ أكثر تحديدًا، فإنّه يُتمّ دورته الاقترانية (بالإنجليزيّة: Synodic Period) أو ما يُعرف في الشهر القمري (بالإنجليزية: lunation) خلال 29.5305882 يوم، وذلك الرقم يُمثّل الزمان الذي يحتاجه القمر ليعود إلى نفس النقطة التي بدأ منها دورته.

وفي حال رصد دوران القمر بخصوص الأرض من خارج النسق الشمسي، كمراقبته من واحدة من النجوم مثلًا، سيُلاحَظ أنّ القمر يفتقر إلى 27.3217 يوم لإتمام دورته، وتُسمّى هذه المرحلة بالدورة الفلكيّة (بالإنجليزيّة: Sidereal Period) أو الدورة المداريّة (بالإنجليزيّة: orbital period)

يُلاحَظ اختلاف فترة الدورة الاقترانية عن الدورة الفلكيّة، فالدورة الفلكيّة تقل بيومين تقريبًا عن الدورة الاقترانية؛ ويُمكن شرح ذاك اعتمادًا على اختلاف مكان وجود المُراقب، فعند مُراقبة دوران القمر بخصوص الأرض من سطح الأرض، فإنّه تتمّ مُراقبته من جناية مُتحرِّك.

ففي طوال دوران القمر بشأن الأرض، تكون الأرض نفسها تتحرّك في مدارها حول الشمس، وذلك يؤدّي إلى تغيُّر زاوية النظر صوب القمر، ومن ثم تغيّر طوره، فدوران الأرض بخصوص الشمس يتسبّب في إطالة المرحلة التي يحتاجها القمر للدوران بخصوص الأرض

تحديد طول طور القمر

وبالرغم من تحديد طول كلٍّ من المدة الفلكيّة والفترة الاقترانية بأسلوبٍ دقيق، إلّا أنّه يصعُب تحديد الوقت الدقيق لطول كلِّ طور من أطوار القمرـ اعتمادًا على الحسابات البسيطة بفعل القسمة لطول هذه الآونة على عدد الأطوار.

ولذا بسبب وجود قوى متنوعة تؤثّر في سرعة القمر وموقعه المداري في أثناء دورانه، فمن أجل تحديد موقع القمر وطوره عند أيّة نقطةٍ زمنيّةٍ يشطبّ تصرف الحسابات باستخدام العدد الكبير من المعادلات المُعقّدة.

القمر وتحديد الوقت

يُمكن تحديد الزمن من دراية الطور الذي يجتازّ به القمر، ففي طور البدر أو القمر المكتمل على سبيل المثال، يكون القمر في الجانب المقابل للأرض من الشمس، أيّ أنّ الأرض تكون بين القمر والشمس

ومن ثم فإنّ أيّ واحد يعيش على الأرض، يمكنه مشاهدة طلوع القمر في الوقت الذي تغيب فيه الشمس، وبحافز ابتعاد القمر عن الأرض في خلال حركته في إطار مداره، فإنّه سيطلع في اليوم الآتي بعد ساعةٍ من توقيت طلوعه، الذي تمّ في اليوم المنصرم وبذلك