ليلة الاسراء والمعراج وفضلها … هي من اكبر المعجزات التي حصلت مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام فهي الليلة التي أسري بها الله عز وجل فطن من مكة المكرمة إلى البيت المقدس من أجل الصعود إلى السبع سماوات بروحه وجسده، حيث قام جبريل بالرحلة بواسطة دابة البراق وهي دابة أصغر من الجواد وأضخم من الحمار، إذ عليه الصلاة والسلام بالأنبياء إماما في بيت المقدس وصعد إلى السماء حيث وصل إلى سدرة المنتهى وبعدها إلى البيت المعمور.
أسباب القيام بسَفرة الإسراء والمعراج
ليلة الاسراء والمعراج وفضلها
عند ماتت السيدة خديجة ثم وافته المنية سيطر النبي أبو طالب، حزن النبي بكثرة وعى كانوا يسنداه ويواسياه في مسيرته ورسالته، حيث ضاقت به الدنيا وبدأ في الشعور بالحزن والعذاب من إذ اطلق على ذلك العام هو عام الحزن فيما يتعلق له.
فحين ذهب إلى الطائف لدعوتهم إلى الإسلام قاموا بطرده ورميه بالحجارة، إذ دعا محمد عليه الصلاة والسلام طلب الي ربه شاكياً بها وضْعه : “اللهم إلى من تكلني …” فيرسل الله إليه جبريل عليه أفضل السلام مع ملك المناطق الجبلية ويقول له جبريل لو شئت نطبق عليهم المناطق الجبلية فيقول الرسول الرحيم “لا – لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحّد الله”، فهنا كرم الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بمسيرة الإسراء والمعراج من أجل تخفيف شعوره بالوحدة والحزن، فجاء في سورة الإسراء قوله هلم “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”.
فضل رحلة الإسراء والمعراج
ليلة الإسراء والمعراج هي من معجزات الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم حيث جاءت الكمية الوفيرة من الآيات في كتاب الله الخاتم بتثبت ما حدث في هذه الليلة إذ صرح الله سبحانه وتعالى :” أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى* وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىعِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى* مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)
قضى الله المسلمين بالدعاء وفرضها على النبي من فوق سبع سماوات، ولذا يعتبر دليل قوي على ضرورة الصلاة فهي تربط العبد بربه وعظمة ادائها، إذ فرضت في بادي الأمر 50 صلاة ولكن تم خفضها إلى خمس صلوات ليس إلا.
مصيبة شق صدر وهي واحدة من أهم المعجزات التي حدثت في هذا اليوم، حيث تتناسب بشكل ملحوظ مع الرسالة التي بعثها الله لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام، وقد كانت مستهل تأهيله لما سوف يبصره او يتعامل برفقته في هذه السفرية، بأسلوب معنوي وبشكل جسدي حيث وقف على قدميه الملكين بشق صدر النبي وإخراج قلبه وغسله بماء زمزم، فقد جاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ فوقه وسلَّمَ أتاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ فوقه وسلَّمَ وهو يَلْعَبُ مع الغِلْمانِ، فأخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عن قَلْبِهِ، فاسْتَخْرَجَ القَلْبَ، فاسْتَخْرَجَ منه عَلَقَةً، فقالَ: ذلك حَظُّ الشَّيْطانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ في طَسْتٍ مِن ذَهَبٍ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، ثُمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ)، فإن صَلُح القلب صَلُحت باقي الأعضاء، صرح رسول الله -صلّى الله أعلاه وسلّم-: (ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ).
دابة البراق كانت من أعظم الموضوعات التي كرم الله بها فطن في تلك الليلة حيث بعث جبريل عليه السلام ليقوم النبي بركبها َتحمله الي المسجد الأقصى، إذ كرمه الله من خلال ركوب الدبابة والتي لا يركبها سوى من يتيح لهم بدخول الجنة إذ يدخل الجنة المؤمنين وهم يركبون تلك الناقة، ووقف على قدميه النبي بعد الهبوط منها يربطها لكي لا تفلت وتلك كذلك تعلمنا عدم التوكل والاعتماد على الغير