فضل صيام 27 رجب عند اهل البيت … تعدّدت آراء العلماء في حكم الصيام في شهر رجب، فذهب نادي من أهل العلم لاستحباب الصوم فيه لِسَبَبيْن؛ الأوّل جراء خصوصية الصيام وأجره على نحوٍ عام، والـ2 نتيجة لـ خصوصية صيام الأشهر الحُرم ورجب منها، وأيضا ما ورد في فضل صوم رجب
ولقد أتى في السنة النبوية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّ أسامة بن زيد -رضي الله سبحانه وتعالى عنه- قال: (يا رسولَ اللَّهِ! لم أرك تَصيامُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! قال : ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الممارساتُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ سيطرَلي وأَنا صائمٌ)، فاستدلّوا من ذلك الحديث على استحباب صوم رجب، فكما أنّ صيام شعبان مرغوب بهّ فكذلك صيامه.
فضل صيام 27 رجب عند اهل البيت
أمّا الفريق الذي ذهب إلى كراهة صيام رجب فمنهم ابن عمر -رضي الله عنهما-، والحنابلة ايضا كرهوا إفراد رجب بالصيام، وقالوا بعدم الكراهة إذا أُفطِر يوماً فيه، أمّا صوم قليل من أيام شهر رجب فذلك مُستحبّ جراء ما ورد من ميزة الصيام بالأشهر الحُرُم.
أما كراهة الصوم في رجب التي وردت عن عمر بن الكلام -رضي الله عنه-؛ فهي تخصيص الصائم لهذا الشهر من السنة بالصيام، وذلك لعدم ورود دليلٍ عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- على فضل صيام شهر رجب بأسلوبٍ خاص.
ما ورد في صيام أوّل رجب
تُعَدّ جميع المواضيع الواردة في صوم طليعة شهر رجب خاطئة؛ حيث لا يجوز تخصيص صَومٍ إلّا بدليل، وقد ذهب الشوكانيّ حتّىّ صوم الخميس الأوّل من شهر رجب، أو الإقبال على الطاعات فيه، والإعراض عنها في غيره من الشُّهور هو مِمّا أجددَه العَوامّ، ولا يصحّ فيه شيء.
ونشرت دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الأساسي والرسمي، مجموعة فتاوى متعلقة بشهر رجب، بينها التضرع في أول شهر رجب، إذ أتى موضوع السؤال على النحو التالي: «ما حكم التضرع في أول ليلة من شهر رجب؟ وهل يستجاب فيها الدعاء كما انتشر بين الناس؟».
وأجابت أمانة الفتاوى الإلكترونية بالدار على الفتوى، بقولها إنّ المسألة في الدعاء فسيح؛ لعموم قول الله سبحانه وتعالى «وقال ربكم ادعوني أستجب لكم»، وقال تعالى: «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب طلب الداع إذا دعان».
واستطردت الدار: «التضرع في أول ليلة من شهر رجب بشأنه منشود، وهي ليلة يستجاب فيها الدعاء مثلما ورد هذا عن سلفنا الصالح؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «5 ليال لا يرد فيهن الدعاء: ليلة الجمعة، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة العيد، وليلة النحر»، رواه البيهقي في «شعب الإيمان».
أفاد الإمام الشافعي رضي الله سبحانه وتعالى عنه في كتابه «الأم»: وبلغنا أنّه كان يقال: إن التضرع يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان.
وفي فتوى أخرى، أتى سؤال لدار الإفتاء: «هل يجوز صوم شهر رجب؟ لأن قليل من الناس يذكرون أنّ تخصيص شهر رجب بالصيام بدعة محرمة، وأنّ الفقهاء الذين استحبوه -كالشافعية- مخطئون، واستندوا في قولهم ذلك لأحاديث هشة وموضوعة، فهل ذاك صحيح؟».
وأفادت الدار في جوابها: «السليم لدى متابعين الفقهاء استحباب التنفل بالصيام في شهر رجب كما هو مرغوب به أثناء العام، والصوم في رجب بخصوصه وإن لم يصح في استحبابه عصريٌ بشأنه، بلّه داخلٌ في العمومات التشريعية التي تندب للصوم مطلقًا، فضلًا عن أنّ الوارد فيه من الهزيل المحتمل الذي يُعمل به في فضائل الممارسات»