اليوم العالمي للمياه 2022 الجزائر …وفي سنة 1992 حددت منظمة الأمم المتحدة يوم 22 آذار/مارس ليصبح اليوم الدولي للمياه، وفي كل عام يحمل ذلك اليوم جرس تحذير للدول العربية، لتعيد مركز أوضاعها تجاه مسألة المياه، التي تعد بحق إحدى أخطر القضايا التي تجابه المكان.
اليوم العالمي للمياه 2022 الجزائر
ووفيرة هي المشاكل التي يعانيها العالم العربي، وهذا لأسباب عديدة، على رأسها سوء الإدارة وغياب الإعدادات الجادة والناجعة، للتداول مع تلك المشاكل، غير أن متى ما يكون على ارتباط الموضوع بالمياه، التي هي سر الحياة، فلا بد من وقفة.
الأرقام التي ترصد وقع أزمة المياه في المساحة العربية مخيفة؛ فالإحصاءات العالمية تبين أن المساحة العربية من أفقر دول العالم من إذ تمنح المياه، وأيضاً تراجع نصيب الفرد من المياه العذبة الصالحة للشرب طيلة العقود السابقة.
وتذهب تخطيط الأمن المائي العربي إلى نتيجة مخيفة، وهي أنه في ظرف استمرار الوضع المائي والزراعي في المساحة العربية على ما هو فوق منه، ودون التنفيذ في الاعتبار التأثيرات المحتملة لظاهرة تبدل المناخ الدولي، فيتوقع ألا يمكنها المكان العربية حراسة إلا 24% من احتياجاتها من القوت، ومن المعروف أن المساحة العربية تستورد صوب 65% من احتياجاتها من القمح سنويا.
ومثل الكمية الوفيرة من القضايا العربية، التي تتم إثارتها، تقتصر الأنشطة الإقليمية في ذلك الأمر على وجود شركات إقليمية لا يحس بها أحد، ولا تكون لها سمة التكليف، مثلما أن ما يصدر منها من أعمال فنية يبقى حبرا على ورق، فهل يحس المواطن العربي بأن هنالك كيانا اسمه “المجلس العربي للمياه؟ أو أن هناك إستراتيجية معنية بالأمن المائي العربي.
وفي تلك الحادثة الدولية لليوم الدولي للمياه، نبين حقيقة الوضع المائي في المساحة العربية، عبر الإجابة عن عدد من الأسئلة، لكي ننبه المواطن العربي لخطورة القضية، ولكي نحيطه علما بأن هنالك واجبا أعلاه القيام به، من أجل الحفاظ على ذلك المورد الشحيح، والذي سيزيد المطلب عليه عام 2040 بنسبة 50%، بينما سيزيد الطلب على الطاقة في السنة نفسه بنحو 25% فقط، وهو الذي يعكس لزوم المياه في المدة المقبلة
ما مظاهر أزمة المياه في المنطقة العربية؟
تقع المنطقة العربية في إطار حزام الأراضي الناشفة والناشفة، وثمة خلل بين العرض والطلب على المياه في المكان؛ فمن إذ العرض يجسد متوسط نصيب الفرد من المياه نسبة 10% من الوسطي الدولي، مثلما أن منحى المطلب في زيادة متواصل، جراء صعود حجم الزيادة السكانية، الذي يصل 2% مرة واحدة فى السنة، وهو تضاؤل كمية معتدل الزيادة السكانية على مستوى العالم.
وعن كميات المياه المتوفرة في المكان العربية، تقدرها الإحصاءات الخاصة بالتقرير العربي المتحد لسنة 2020، بنحو 274 مليار متر مكعب من المياه السطحية، من الأنهار الداخلية، أو الأنهار المشتركة التي تأتي من خارج المكان، كما تقدر المياه المتوفرة من المصادر الجوفية والتحلية بنحو 62 مليار متر مكعب، في حين تبلغ نسبة تسخير المياه المتجددة سنويا داخل المساحة العربية لحوالي 77%.
وفي ضوء وضع دول المنطقة العربية من إذ التصنيف المائي، فهناك جمهورية واحدة فقط تتمتع بحالة اكتفاء ذاتي من بين دول المنطقة العربية، وهي موريتانيا
إذ تبلغ حصة الفرد السنوية من المياه لأكثر من 1700 متر مكعب، في حين هنالك 4 دول تقطن وضعية إجهاد مائي، وهي: جمهورية العراق، والصومال، وجزر القمر، وجيبوتي؛ حيث تتنوع حصة الواحد السنوية من المياه بتلك الدول بين ألف متر مكعب و 1700 متر مكعب، و5 دول أخرى تعاني من ندرة المياه، وهي: لبنان، وسوريا، ومصر، والسودان، والمغرب
وتصل حصة الواحد السنوية من المياه لتلك الدول بين خمسمائة متر مكعب إلى 1000 متر مكعب، وثمة توقعات كبيرة بأن تتعرض جمهورية مصر العربية لأزمة حادة في المياه خلال الفترة القادمة، في موقف تفوق إثيوبيا في تطبيق مشروع قفل النهضة كاملا.