فقرة عن عيد الاستقلال في تونس 2022 ..تحتفل تونس في 15 أكتوبر/ أكتوبر من كل عام بعيد الجلاء، وهو تاريخ جلاء آخر جندى فرنسى عن الأراضى التونسية في مثل هذا اليوم من عام 1963.
ولكن قبل الوصول إلى هذه المحطة مرت تونس بفصول تاريخية غفيرة.
فقرة عن عيد الاستقلال في تونس 2022
خسر كانت تونس تلعب يوما دورا مهما في منطقة حوض البحر المتوسط نتيجةً لموقعها الحساس في قلب إفريقيا التي بالشمال وبالقرب من مسارات ملاحية مأمورية.
واستيعاب الرومان والعرب والعثمانيون والفرنسيون تلك الأهمية الخطة المدروسة، التي جعلت من تونس مركزا لإحكام القبضة على المكان بأسرها.
وقد عُرفت تونس باسم “مقاطعة أفريقيا” إبَّان الحكم الروماني لها. ودارت حروب بين قرطاج وروما ما زالت إلى الآن أحد أبرز حروب العهد العتيق كما كانت تدعى “مطمور روما”، نتيجةً لما كانت توفره من سلع زراعية.
وبالقرب من بلدة تونس العاصمة تقع مدينة قَرْطاج التي أسسها الفينيقيون وصرت مركز إمبراطورية عارمة حكمت شواطئ المغرب الهائل وصقلية وإسبانيا حتى سقوطها إثر الحروب البونيقية.
وقد فتح المسلمون تونس في القرن السابع الميلادي وأسسوا فيها بلدة القيروان سنة 50 للهجرة، لتكون أول بلدة إسلامية شمال أفريقيا.
وفي سنة 1881 خضعت تونس للحماية الفرنسية حتى حصلت على استقلالها عام 1956 ثم تم جلاء أجدد جندي من القوات الفرنسية عن تونس في 15 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1963.
فما هي قصة العلاقات التونسية الفرنسية؟
كانت الدفاع الفرنسية على تونس قد بدأت في سنة 1881 عقب إبرام أجدد حكام البلد الحسينية في تونس الباي محمد الصادق معاهدة باردو مع إدارة الدولة الفرنسية، والتي كانت بداية الاستعمار الفرنسي لتونس الذي ظل 75 عاما.
وقد كانت مشكلات الباي قد بدأت قبل ذاك بسنين متعددة مع الدول الأوروبية وخاصة الجمهورية الفرنسية وبريطانيا جراء الديون، الأمر الذي أدى لاستحداث لجنة دولية مالية تسمى “لجنة الدائنين الأوروبيين” في سنة 1865 والتي استولت على الموارد المالية الحاضرة في الخزينة التونسية بهدف توزيعها على الدائنين.
وفي عام 1881، تعللت الجمهورية الفرنسية بحماية الحدود الجزائرية مع تونس واقتحمت الأراضي التونسية واحتلت المناطق التي بالشمال وتقدمت قواتها نحو العاصمة، كما نزلت مجموعات جنود من البحرية الفرنسية في ميناء بنزرت اتجاه شمال البلاد.
فقام الباي محمد الصادق بإبرام معاهدة باردو في 12 مايو/آيار من عام 1881 خوفا من أخيه علي باي الذي أحضره الفرنسيون معهم لتسليمه الحكم إذا رفض الصادق الإمضاء المعاهدة.
وتقول دائرة المعارف الإنجليزية إنه في سنة 1881 باتت تونس محمية تابعة لفرنسا، وإن ظلت البلاد من الناحية الأصلية تحت حكم الباي فهو من يساند الوزراء التونسيين، كما تم الحفاظ على هيكل السُّلطة، وظل التونسيون رعايا للباي.