خطبة عن شهر شعبان ملتقى الخطباء .. الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه والدعاء علي محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً بكثرةً.
وبعد: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
خطبة عن شهر شعبان ملتقى الخطباء
فإننا دخلنا -أيها المسلمون- في شهر شعبان، ونسأل الله أن يبارك لنا في شعبان ورمضان، ولنتذكر هدي النبي -صلي الله فوق منه وسلم- في شعبان، وما هي أكثر عباداته حتى نقتدي به صلى الله عليه وسلم
قالت عائشة -رضي الله عنها-: “كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- استكمل شهر قط إلا في رمضان وما رأيته في شهر أكثر صيام منه في شعبان”(رواه البخاري)، وفي رواية: “يصوم شعبان كله”, وفي رواية: “كان صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلا قليلاً”، وهذا هو الصحيح من أقوال أهل العلم أنه كان يصوم أكثر شعبان.
ومن عوامل صيامه صلى الله عليه وسلم لشهر شعبان: أنها تعرض الأفعال على الله في ذلك الشهر؛ فعن أسامة بن زيد -رضي الله سبحانه وتعالى عنهما- قال: قلت: لم أرك يا رسول الله تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فقال: “ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلي رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”(رواه النسائي وحسنه الألباني).
فذكر النبي -عليه الصلاة والسلام- سببين لصيامه لشهر شعبان:
الأول: أنه شهر يغفل الناس عنه.
والثاني: أنه شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى الله -هلم-, فأراد النبي -صلي الله فوقه وسلم- أن ترفع أعماله وهو صائم.
إضافة إلى أن من أسباب صوم شعبان: ما ذكره العلماء انه كما للصلاة المكتوبة نافلة قبلها ونافلة بعدها فكذلك الصوم في شعبان هو نافلة لصيام رمضان وصوم الست من شوال نافلة عقب رمضان.
إذُا حري بنا أن نقتدي بحبيبنا محمد -صلي الله أعلاه وسلم- أن نصوم ما نستطيع من ذاك الشهر حتى تعرض أعمالنا على الله -إيتي-، ونحن صيام لكي يأتي رمضان وقد تهيأت أنفسنا لصيام رمضان، صرح ابن رجب -رحمه الله سبحانه وتعالى-: “صوم شعبان كالتمرين على صوم رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وتكلفة، إلا أن يكون قد تمرن على الصيام فيدخل في صوم رمضان بقوة ونشاط” انتهي حواره رحمه الله.