فضل شهر شعبان جديده .. فضائل شهر شعبان.. يفصلنا عن شهر رمضان الكريم أسام قليلة، والنبي عليه الصلاة والسلام قال عن فضل شهر شعبان، هو بين رجب ورمضان يغفل الناس فيه وترفع فيه الممارسات وقد كان يكثر فيه النبي من الصيام، مثلما أن شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فكان صلى الله عليه وسلم يحبّ أن يُترقية عمله وهو صائم وفي حكاية لأبى داود قال : كان أحب الأشهُر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان، ثم يصله برمضان.
فضل شهر شعبان جديده
العمل الصالح في أوقات الغفلة أشق على النفوس مثلما ورد في بعض الاحاديث عن ليلة النصف من شهر شعبان أن الله يغفر فيها لجميع عباده سوى المشرك، مثلما أن النَّبي صَلَّى الله فوقه وسَلَّم لما رأى مراعاة الكمية الوفيرة من الناس إلى شهر رجب في الجاهليَّة، وتعظيمه وتفضيله على بقيَّة أشهر السَّنَة، ورَأَى تعظيم المسلمين لشهر القرآن، أرادَ أن يُبَيّنَ لهم فضيلة بقية الأشهر والأيام.
وعن أسامة بن زيد رضيَ الله عنهما أنَّه سأل النَّبيَّ صَلَّى الله فوقه وسَلَّم فقال: يا رسول الله، لم أركَ تصوم شهرًا منَ الشهور ما تصوم في شعبان، فقال صَلَّى الله فوق منه وسَلَّم:((ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الإجراءات إلى الله سبحانه وتعالى فأحب أن يُرْفعَ عملي وأنا صائم.
وذكر في صوم شعبان أن صيامه كالتَّمرين على صوم رمضان؛ لئلاَّ يدخل في رمضان على مشقة وكلفة؛ إلا أن يكون قد تَمَرَّن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولَذَّته، فيدخل في صيام رمضان بشدة ونشاط.
تمسك الصحابة رضوان الله عليهم بشهر شعبان وبالفعل كان النبي صَلَّى الله فوق منه وسَلَّم يقوم بصيام شعبان سوىَّ قليلًا؛ كما أخبرت عنه عائشة رضي الله عنها في الحديث المُتَّفق على صحته: ((كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسَلَّم يصوم حتى يقول لا يُفْطر، ويُفْطر حتى نقول لا يصوم))
ولا بدَّ من وجود أمر هام، وراء هذا التَّخصيص منَ الصوم في مثل ذاك الشهر، وهذا ما نبَّه فوق منه النبي صَلَّى الله أعلاه وسَلَّم بقوله: ((إنَّه شهر ترفع فيه الممارسات إلى الله تعالى) إذًا فأعمال العباد تُرْفع في ذلك الشهر من كل عام وتعرض الأعمال يومَ الاثنين ويوم الخميس من كل أسبوع ذَكَر الإمام الشَّوكاني رحمَه الله سبحانه وتعالى حِكْمَة الإكثار منَ الصيام في شعبان، فقال: “ولعَلَّ الحكمة في صيام شهر شعبان: أنه يعقُبه رمضان، وصومه مفروض، وقد كان النَّبي صَلَّى الله فوقه وسَلَّم يُكثر منَ الصوم في شعبان كمية ما يصوم في شهرين غيره؛ لما يفوته منَ التَّطَوُّع، الذي
يعتادُه بسبب صوم رمضان”.
وذَكَر الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمَه الله سبحانه وتعالى في بيانحكمة إكثار النبي صَلَّى الله فوقه وسَلَّم منَ الصِّيام في شعبان: “أنَّ شهر شعبان يغفُل عنه الناس بين رجب ورمضان، حيث يكتنفه شهران عظيمان، الشَّهر الحرام رجب، وشهر الصِّيام رمضان، فقد اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولًا عنه، وكثير منَ الناس يظنُّ أنَّ صيام رجب أحسن من صيامه؛ لأن رجب شهر محرّم، وليس الشأن أيضا.
تخصيص الرسول لشهر شعبان في الصيام
تخصيص الرسول صلى الله عليه وسلم لشهر شعبان في الصوم مقرونٌ برفع الأعمال إلى الله، أي أنّ الأفعال ترفع إلى الله في شهر شعبان، في حين تُإيضاح كلّ اثنين وخميس من أيام الأسبوع، وتجدر الإشارة على أنّ إعزاز الأفعال إلى الله يكون على ثلاثة أنواعٍ؛ فيرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل، ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، كما ترفع إليه الإجراءات يومي الاثنين ويوم الخميس، وترفع أيضًا في شهر شعبان بالخصوص.
وروى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (يتعاقبون فيكم: ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ، ويجتمِعون في تضرعِ العصرِ ودعاءِ الغداةِ ولأجل إعلاء الممارسات إلى الله في شهر شعبان أحبّ النبي أن يكون ذاك وهو صائم، فذلك أدعى لقبول الإجراءات من الله سبحانه وتعالى، مثلما أنّه أحبّ إلى الله عزّ وجلّ.
وعيّن الرسول -صلّى الله أعلاه وسلّم- شهري شعبان وحرام في الصوم؛ فقال: مع أنّ القلة من الشافعية وآخرين ذهبوا إلى القول بميزة الصوم في شهر حرام وباقي الأشهر الحُرم على شهر شعبان، إلّا أنّ الأظهر أنّ الصيام في شعبان أجدر من الصوم في شهر شعبان، مثلما بيّن ابن رجب -رحمه الله- بين تفضيل صوم داود -عليه السلام- وصيام شعبان وصيام متكرر كل يوم الاثنين ويوم الخميس؛ فقال بأنّ الرسول أوضح أن طابَع صوم داود كانت لنصف الزمان فقط، وقد كان الرسول يفرّق بين أيام صيامه تقصيًّا للأوقات والأيام الفاضلة.