حكم من اتى عرافا فسأله عن شيء ولم يصدقه .. هو أحد الأحكام التي لا بدّ أن يعرفها المسلمون، فإتيان العرافات والعرافين شائع بين الناس، منذ الأثري، فيقدم عليهم الناس ليعرفوا السالف ويعرفوا ما هو قادمٍ في المستقبل، إلا أنّ ما حكم ذاك في الإسلام، ذلك ما سنعرفه في هذا النص، وما حكم من أتي كاهنًا من باب الفضول، أو مع التصديق.
الفرق بين العراف والكاهن
قبل أن نعرف ما حكم من اتى كاهنا او عرافا فسأله ولم يصدقه، سنتعرّف التفاوت بين العراف والكاهن، وفي ذلك قولين للعلماء أولهما أنّه لا فرق بين العرّاف والكاهن، وأنّهما مترادفان في معنىً واحد وحالةٌ شخص
وثانيهما من العلماء الذي صرحوا بالفرق بين الكاهن والعرّاف فقالوا أنّ العرّاف هو من زعم المعرفة بأمور الفائت وما حصل من الأمور، وذلك بمقدمات وأسباب يستدل بها على الفائت، كأمور الإستيلاء مثلًا ونحو ذلك، أمّا الكاهن فهو ذاك الذي يخبّر عمّا ما سيحصل في المستقبل ويزعم بمعرفته جميع الأخبار، كما يدعي بعض الكهنة أنّه على اتصال بالشياطين والجنّ.
حكم من اتى كاهنا او عرافا فسأله ولم يصدقه
في المحادثة عن حكمِ من أتى كاهنًا او عرافًا فسأله ولم يصدقُه فهو حرام ولا يصحّ، مثلما أنّها كبيرة من الكبائر، ومن إجراء هذا لم تقب منه صلاة 40 ليلة مثلما جاء في خطبة رسول الله صلّى الله فوق منه وسلّم: “من أَتَى عَرَّافًا فسأله عن شيء
لم تُقْبَلْ له تضرعٌ 40َ ليلةً” ومعنى ذاك أنّه من جاء عرافًا وإن لم يكن مُصدقًا له فقد حُرم من الثواب 40 ليلة كقوبة له على هذه الخطئية التي بذلها وهي حرام، ولا بدّ من تعزيره أو تاديبه على أن يقلع عن ذلك الباطل المُنكر.
حكم سؤال الكاهن والعراف ليقيم عليهم الحجة
عقب دراية حكم من اتى كاهنا او عرافا فسأله ولم يصدقه وبأنّه حرام، فما حكم من سأل عرافًا او كاهنًا في سبيل معيشة الدافع فوق منه، وهو شرعي فلا عذاب بالمسلم إذا شهّر بالكاهن وزمرته وبين كذب الكهنة والعرافين واستقر التبرير ببطلان ما يدعون وينكر فعلهم بذهابه إلى مكانهم
لكن إنّ بعض العلماء قالوا بضرورة ذلك إذا ما تمَكّن المسلم إليه طريقًا، وهو من باب الشأن بالمعروف والنهي عن المنكر
وقد كان هذا بدليل حديث رسول الله صلّى الله فوق منه وسلّم: “مَاذَا تَرَى؟” قَالَ ابنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وكَاذِبٌ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ فوقه وسلَّمَ:”خُلِطَ عَلَيْكَ الأمْرُ؟” قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ فوقه وسلَّمَ: “إنِّي قدْ خَبَأْتُ لكَ خَبِيئًا”، قَالَ ابنُ صَيَّادٍ: هو الدُّخُّ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:”اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ”، والله تعالى أدري.
حكم من اتى كاهنا او عرافا فسأله مع تصديقه
بعد علم حكمِ من جاء كاهنًا او عرافًا فسأله ولم يصدقُه، غير أنّ ما حكم من جاء الكاهن مع تصديقه، وهنالك اختلاف بين العلماء مستندين على أحاديث رسول الله صلّى الله أعلاه وسلّم: “من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدَّقه بما يقول؛ خسر كفر بما أُنزِلَ على محمدٍ” وظاهر الحديث يشير إلى كفر من صدق خطبة الكهنة والعرافين
وقليل من العلماء قد قال أنّه كفر أقل، وهو لا يخرج من فعله من ضجرّة الإسلام، وبعض العلماء قالوا ليس من جزمٍ في القول أهو كفرٌ أقل أم أكبر، والأرجح أنّه كفر أضخم فقد صدق دعوى الكاهن في معرفته لعلم الغيب، أمّا في حال تصديقه واحدة مثل شي يتعلق بمرض أو دراسة أو غيرها فيُعدّ كفرًا أصغرًا، والله أعلم