خطبة نهاية شهر شعبان … الشهر المبارك الذي يقع بين شهري رجب ورمضان فسمّي شهر الغفلة لغفلة الناس عنه وعن فضله، وقد ذكر النبي صلى الله فوق منه وسلّم في أحاديثه لصحابته الكرام
أنّ هذا الشهر شهرٌ مبارك وله الخصوصية والبركة والخيرات من الله تعالى، وأوصى الناس باغتنامها واستثمار أوقاته الفضيلة بالعمل الصالح، وعلى يد موقع القلعة فإنّه سوف يتمّ تقديم بيان كاملة عن ميزة شهر شعبان المبارك، والتي من خلالها سوف يتمّ الحوار عن فضله والأعمال المستحبة فيه.
شهر شعبان
تمهيدًا للمرور على خطاب عن شهر شعبان المبارك سوف يتمّ التعريف بشهر شعبان، وحافز تسميته بهذا الاسم، إذ يعدّ شهر شعبان واحد من الأشهر الهجرية في العام القمرية، وهو الشهر الثامن في ترتيبها، يتقدم عليه شهر رجب
ويجيء بعده شهر رمضان المبارك، شهر الصيام والقيام وغضّ النظر وحفظ اللسان، وقد سمّي شعبان بذاك الاسم لأمرين اثنين فقد قيل أنّ العرب كانت تتشعّب فيه بحثًا عن المياه العذبة
وقيل أيضًا أنّ العرب كانت قديمًا تتشعب في شعبان تجهّزًا للحرب والقتال الذي قعدت عنه في رجب المحرم، وإنّ شعبان له أهميّة هائلة في الدين الإسلامي وفضائل وفيرة بيّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلّما للمسلمين
كلام عن شهر شعبان
فضّل الله سبحانه وتعالى الأزمان بعضها على قليل منٍ تفضيل، فجعل في بعضها مواصفات وفضائل لم يجعلها في غيرها، وقد كان من ضمن الأشهر الهائلة التي فضلها الله عن غيرها من الشهور هو شهر شعبان، شهر الغفلة الذي يحدث بين رجب ورمضان، وكانت الحكمة من ذلك التفضيل ليزيد نشاط المسلمين والعباد في أعمالهم وتسابقوا في العبادة والطاعة لتحصيل الأجر والثواب والفضل، ولأهمية شهر شعبان سوف يتمّ تقديم خطبة عن شهر شعبان:
الخطبة الأولى عن شهر شعبان
إنّ العرفان لله نحمد ونستعينه ونستغفره، نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله سوى الله وأشهد أنّه محمدًا عبده ورسوله وصفيّه وخليله، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنّك حميدٌ مجيد، أمّا عقب:
أيّها المسلمون، قد أقبل شهر شعبان المبارك، الذي يعتبرّ موطئًا لشهر رمضان، وهو المقدّم له والمبشّر فيه، وقد تعَود المسلمون من السلف الصالح بدخول شعبان، أن يصوموا النهار
ويقبلوا على المصاحف يقرأونها، ويأتوا بأموالهم فيخرجوا زكاتها، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله في ذلك الشهر، فلا تفرّطوا بما رزقكم الله فيه من خصوصية، وصيام شعبان هو تمهيدٌ لصوم رمضان المبارك وتمرينٌ للنفوس فوق منه
إنّ إجراءات العباد في مختلفّ السنة تُتوضيح على الله تعالى في شعبان، فها هو أسامة بن زيد رضي الله سبحانه وتعالى عنهما يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مبرر صيامه في شعبان، فيقول: “يا رسولَ اللَّهِ ! لم ارك تَصيامُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ ! قالَ : ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الإجراءاتُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ” فهذا الشهر المبارك اكتنفاه شهران عظيمان آخران هما شهري رجب ورمضان، فاشتغل الناس بهما حتى غفلوا عن فضل شعبان
أيّها المسلمون إنّ صوم شعبان من السّنة المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل إنه من أكثر الشهور التي يصومها النبي، لدرجة أنّه قد يصومه كلّه، فأعمروا وقت الغفلة بالصيام والدعاء والصلاة والذكر
واعملوا الصدقات وأخرجوا الزكوات، وابتعدوا في شعبان عن البدع والأهواء فلا تُحدثوا في دين الله قضىًا، ولا تتّبعوا من سوّلت لهم أنفسهم شرًّا، أقول قولي ذاك وأستغفر الله لي ولكم من كلّ الذنوب، فاستغفروا الله يغفر لكم إنّه هو الغفور الرحيم.