صيام وقفة عرفة لمن عليه قضاء هل يجوز .. من الأحكام الهامة حيث ينال المسلم عن صوم يوم عرفات أجر ومكافأة عظيم، فماذا عن صوم ذاك اليوم والعبد على قضاء أي أنه لم يقض الأيام التي أفطرها في شهر رمضان، وما هو فضل صيام يوم عرفة وفوائده التي ترجع على المسلم، ولماذا سُمي بذاك الاسم، سوف نتناول الإجابة عن هذه الاستفسارات في سياق السطور الآتية.

صيام وقفة عرفة لمن عليه قضاء هل يجوز

نعم يجوز أن تصوم يوم عرفات وأنت على قضاء، والدليل على ذلك الكثير من الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي تؤكد على فرصة إرجاء أيام القضاء ما لم يأت رمضان التالي، فالذي فوقه قضاء أيام من رمضان بسبب عذر تشريعي كالسفر أو الداء يمكن له قضاء هذه الأيام في أي يوم سالف لرمضان القادم.

وليس من الضروري قضاء هذه الأيام حتى الآن انصرام شهر رمضان بشكل مباشر، وقد ورد في شأن ذاك ما أتى عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها كانت تمُر ما فاتها من رمضان في شهر شعبان، وقد جاء فكرة المذاهب الفقية الأربعة في الحكم القانوني لصيام عرفة والشخص على قضاء على النحو التالي:

أقر المذهب الشافعي والمالكي والحنفي والجمهور من السلف بإمكانية تخير قضاء أيام رمضان إلى ما بعد يوم عرفة، وصحة صوم يوم يوم عرفة والمسلم على قضاء، ويحدث التطوع بصيام ذلك اليوم قبل قضاء أيام رمضان.
يُمكن للمسلم أن يقوم بصيام يوم عرفة بصفته يوماً من أيام القضاء التي أفطرها في رمضان، ويكون له أجر صيام يوم عرفات فقط.
من الأمثل له قضاء ما فاته في رمضان في أيام مغايرة ليوم عرفة حتى يخصص هذا اليوم للاستغفار والصلاة، والصيام تطوعاً لغير الحجاج وبالتالي يكون قد جمع بين أجر صوم عرفات، وفضيلة تأخير ما أعلاه من قضاء ليوم أجدد

معلومات يوم عرفات

يوم عرفات هو يوم 9 من طليعة شهر ذي التبرير، ولذا اليوم مرتبة هائلة لدى الله سبحانه وتعالى، خسر أقسم به في كتابه الحكيم لأهميته وفضله الهائل، فهو يوم غير مشابه وفريد عن غيره من أيام السنة، فبه يُكمل المرء دينه وتتم نعمة الإسلام على العباد.

وهو أيضاً من الأيام المميزة للحاج ففيه يأكل الحاج الطعام والمشروب ولا يجوز له الصوم لأنه يُعتبر عيداً لحجاج منزل الله الحرام، وقد وصفه الله سبحانه وتعالى باليوم المشهود، وينبغي على المسلمين صيامه حتى يكون بمثابة تكفير عن الذنوب الفائتة والقادمة، ففي ذلك اليوم تُحط المعاصي وترفع الخطايا ويعتق الله عباده المؤمنون من النار.

وذلك مثلما ورد في المحادثة الذي روته السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي عليه أسمى الصلاة والسلام وهو، “ما من يومٍ أَكْثرَ من أن يُعْتِقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ فيهِ عبدًا منَ النَّارِ، من يومِ عرفاتَ، وإنَّهُ ليدنو عزَّ وجلَّ، ثمَّ يباهي بِهِمُ الملائِكَةَ، فيقولُ: ما أرادَ هؤلاء”.

 صيام وقفة عرفة لمن عليه قضاء هل يجوز

يتساءل العديد من الناس بخصوص الحكم الشرعي لصيام يوم عرفات، وهل هو ضروري أو سنة، والحكم القانوني لهذا اليوم أنه سنة مؤكدة لغير الحاج أسوة بالرسول الكريم، وينال المسلم في ذاك اليوم المكافأة العظيم وترتقي مكانته لدى الله عز وجل، ويكفر عن ما سبقه خلال عام، ولعام آت.

ولذا مثلما أتى عن الرسول الكريم وقتما أفاد، “صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُخلفَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ العمرَةَ التِي قَبْلَهُ”، غير أن من المستحب الإفطار في ذلك اليوم بالسبة للحاج.

ويقول قليل من الفقهاء أنه من المكروه صيامه للحاج فهو بالنسبة له يوم مشهود، كما أن صيامه يخفف من مقدرة الحاج على أداء شعائر شعيرة الحج بالطراز المرغوب، فهو يُفطر حتى يقدر على من القيام بأعباء ومشاق الحج في ذاك اليوم ويتجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى واقفاً بين يديه.

ويمكن للحاج تعويض ذاك الصوم في السنة التالي، إلا أن لا يمكنه تعويض خصوصية هذا اليوم وهو واقف بين يدي الله سبحانه وتعالى، فقد يأتي ذاك الشأن لمرة واحدة ليس إلا في الحياة، ومن هنا ينبغي على الحاج الاستفادة من ذاك اليوم.