شرح قصيدة في الوصف للصف العاشر … فإنَّ المناهج الدراسية تسير على إغناء الطلاب وزيادة ثقافتهم العلمية، وفي اللغة العربية للصف العاشر نجد التنوع في الأبحاث وفي القصائد الشعرية، التي تتناسب مع تفكير التلاميذ وتوجهاتهم، وفي ذاك النص سنقدم لكم فسرًا عن قصيدة في الوصف للصف العاشر.
شرح قصيدة في الوصف للصف العاشر
أبو تمام هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، الشاعر، الأديب، وأحد أمراء الخطبة، ولد في جاسم، وهي قرية من قرى حوران بسورية، ورحل إلى مصر، واستقدمه المعتصم إلى بغداد، فأجازه وقدمه على شعراء في حينه فأقام في دولة العراق، ثم ولي بريد الموصل، فلم يكمل سنتين حتى وافته المنية بها، وقد برع في كل فنون الشعر، ومما قاله في نعت وتصوير القلم ما يجيء:
فَصيحٌ إِذا اِستَنطَقتَهُ وَهوَ راكِبٌ وَأَعجَمُ إِن خاطَبتَهُ وَهوَ راجِلُ
إِذا ما اِمتَطى الخَمسَ اللِطافَ وَأُفرِغَت عَلَيهِ شِعابُ الفِكرِ وَهيَ حَوافِلُ
أَطاعَتهُ أَطرافَ القَنا وَتَقَوَّضَت لِنَجواهُ تَقويضَ الخِيامِ الجَحافِلُ
إِذا اِستَعزَزَ الذِهنَ الذَكِيَّ وَأَقبَلَت أَعاليهِ في القِرطاسِ وَهيَ أَسافِلُ
وَقَد رَفَدَتهُ الخَنصَرانِ وَشَدَّدَت ثَلاثَ نَواحيهِ الثَلاثُ الأَنامِلُ
رَأَيتَ جَليلاً شَأنُهُ وَهوَ مُرهَفٌ ضَنىً وَسَميناً خَطبُهُ وَهوَ ناحِلُ
يصف أبو تمام أشكال الكتابة والقلم في العصر العباسي، ويتكلم عن صفات القلم وأهميته ومنزلته في ذلك العصر، وقد بدأ الحديث باستخدام الأضداد عن طريق كلمة فصيح وكلمة أعجم، وهذا لتشوق المستمع، وهو ما يثبت أن قوة المعنى ودلالة وتأكيد الفكرة، خسر شبه الشاعر ذاك القلم بالإنسان الفصيح تارةً، وبالأعجمي تارةً أخرى، واستخدم أعجمي ليدل إلى أن القلم لا استفادة منه إذا كان بعيدًا عن الأيدي ولا يتحدث، فهذا القلم مثل الفارس المغوار الذي يركب تبين فرسه، وأطراف الأصابع هي بكون الجنود التي تهبُّ لنصرة قائدها في المعركة، فالقلم هو القائد والأمير، وهو الذي يحمل منافع كثيرة وضخمة.
اقراء ايضا :القصيدة الجنية في مدح خير البرية
وصف البحتري بركة المتوكل
البحتري هو المولود بن عبيد بن يحيى الطائي، أبو عبادة البحتري شاعر ضخم، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو واحد من الثلاثة الذين كانوا أشعر أولاد عصرهم: المتنبي، وأبو تمام، والبحتري، وفي واحد من الأيام قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان، وإنما الشاعر البحتري، وقد أجاد البحتري عديدًا في الوصف، وفي وصفه لبركة المتوكل صرح ما يجيء:
يامَن رَأى البِركَةَ الحَسناءَ رُؤيَتَها وَالآنِساتِ إِذا لاحَت مَغانيها
بِحَسبِها أَنَّها مِن فَضلِ رُتبَتِها تُعَدُّ واحِدَةً وَالبَحرُ ثانيها
تَنصبُّ فيها وُفودُ الماءِ مُعجَلَةً كَالخَيلِ خارِجَةً مِن حَبلِ مُجريها
كَأَنَّما الفِضَّةُ البَيضاءُ سائِلَةً مِنَ السَبائِكِ تَجري في مَجاريها
إِذا عَلَتها الصَبا أَبدَت لَها حُبُكاً مِثلَ الجَواشِنِ مَصقولاً حَواشيها
إِذا النُجومُ تَراءَت في جَوانِبُها لَيلاً حَسِبتَ سَماءً رُكِّبَت فيها
يصف البحتري تميز التشييد والعمران في العصر العباسي، كما يصف بركة المتوكل، والميزات التي تمتاز بها تلك البركة، فقد شبه الشاعر البركة بالمرأة الحسناء وجامع الشبه البهاء وهنا يثبت أن إجادة وأصالة التصوير، مثلما شبه سرعة سريان الماء في البركة بشكل سريع انسياب الخيل، وشبه صفاء ونقاء البركة بالفضة البيضاء السائلة، وقال: وقتما تهب الهواء في البركة تبدو الخطوط الامعة على الماء وهنا يشبه الشاعر الخطوط اللامعة بالدروع، وعندما يحل الليل في السماء تنعكس صورتها على البركة وعندما يراها الانسان يحسب أنها سماء أخرى.