مديح الصوم الكبير طوبى للرحماء على المساكين

الصوم والصلاة يخزيان الشيطان
والمحبة اساس كل البنيان
قال لا تهتموا للغد بشان
اطلبوا أولا ملكوت الله
اعطوا صدقة للمنقطعين
وكونوا في الإيمان ثابتين
أكاليل معدة للفائزين
وعذابا مخلد للحائدين
لا تكونوا ذوي لسانين
ولا تمشوا أيضًا بوجهين

والزهد يهزم طغيانه
والتواضع يخمد نيرانه
فإن الغد يهتم بشأنه
وهذا كله تزدادونه
لتشاركوهم في الميراث
وتاجروا في العشرة وزنات
في دار النعيم لابسين تاجات
ودودا لا ينام شبه الحيات
والشرائع لا تحابوا فيها
فإن الأثمة اعمالهم تخزيهم

طوبى للرحما على المساكين
والمسيح يرحمهم في يوم الدين

فإن الرحمة تحل عليهم
ويحل بروح قدسه فيهم

دواء يبرى كل الجراحات
من بعد العماد سيدنا صام
فجاع في الآخر جوعا بآلام
قال له قل للحجارة أنت بكلام
فرشقه سيدنا من فيه
بل بكل كلام الله
فلما سمع ذا القول دهاه
فخاب أمله وانقطع رجاه
لأنه لصا سارق مسكين
بل يجئ للمتغافلين

الصوم والرأفة بالمساكين
أربعين يوما في الجبل كاملين
فجسر المجرب وناداه بيقين
نصير خبزا يحي الجائعين
قال ليس بالخبز يحيا الإنسان
إهرب من خلفي يا شيطان
وصار ذاهب مثل الدخان
وصار مخزي مطرود مهان
والسهارى لا يسطى عليهم
في وسط اشراكه يرميهم

كلام الكتب يحيي الأرواح
والتوبة مرهم لكل جراح
أما الفضائل والأفراح
سيدنا هو رضى بسماح
تجنبوا المكسب المذموم
واستكفوا بالزرق المقسوم
ارفعوا القرابين في كل حين
وكونوا دائما سهرانين
والرؤساء لا تشكوا فيهم
يصلوا الليل والنهار طالبين

والوعظ يمحي كل الذنوب
والمحبة تستر كل عيوب
بها يكمل كل المكتوب
بالمحبة صار عنا مصلوب
وصلوا عشية مع باكر
كما فعلل الابن الشاطر
بعقل حريص متيقظين
ولا تتهاونوا في شروط الدين
لانهم عنكم سهرانين
النجاة والخلاص من باريهم

يسوع ماشيا في الطريق فوافاه
فصاح ارحمني يا ابن الله
فتفل على الأرض من فيه
وللوقت انفتحت عيناه
كما عجائب لسيدنا ظهرت
وبلمس ثيابه قد طهرت
والمياه من هيبته انقلبت
والأمانة الصحيحة به ثبتت
بموته حل الموثوقين
وخلص كل المسبيين

طيما ابن طيما في الزحمة
يا إله الرأفة والرحمة
وطلى به عيني ذلك الأعمى
وابصر النور بعد الظلمة
والنازفة منع عنها الجرايان
والخاطية قبلها في بيت سمعان
خمرا طيب وسط الأدنان
وانتشرت في كل البلدان
واشرق في الظلمة عليهم
من زلة آدم أبيهم

واظبوا على الكنائس واتلوا القراءة
وأي إنسان لا يحب أخاه
قول الرسائل يا ما أحلاه
بولس رد به كل عصاه
بيت العبادة والإرشاد
بيت الملائكة والأجناد
موضوع لنا فيها ماء وزاد
يذكر عنه نشيد الأنشاد
أم الأولاد تفرح بالبنين
وأوعيتها دايما ملآنين

ودقوا صدوركم في الصلوات
فهو كائن في وسط الظلمات
الذ من شهد الخلايات
أحرار وعبيد ذكور وأناث
البيعة الأرثوذكسية
بيت الأمة النصرانية
لأجل خلاص البشرية
في المواعظ والدسقولية
يكونوا عطاشى ترويهم
والقائمين فيها تسقيهم

حبوا الأعداء وسامحوا إخوتكم
وباركوا على من يشتمكم
لا تقاوموا من يطردكم
ولا تدعوا شيئا يشغلكم
من يعمل خيرا يلقاه
ومن يعمل شرا يا شقاه
خف إلهك واعمل وصاياه
ومن نصب الموت بين عينيه
افتقدوا اخوتكم المحبوسين
في المصائب كونوا لهم مشاركين

لتصيروا بنين لله المتعال
كما قال في الإنجيل بكمال
لأن الشر آخره قتال
عن ملك نعيم المجد المتعال
يوم القيامة في السموات
دائما يقاسى في عقوبات
وهو ينجيك من الآفات
هانت عليه كل الأشياء
وحنوا بالشفقة عليهم
فأن الأعضاء تساعد بعضهم

نعم ما أحلى طعم الصلوات
داخل فمي كسكر نبات
منها يفيض ينبوع البركات
وهي تكمل القداسات
يهوذا اللعين بعد ما صار
ومضى إلى القوم الأشرار
في دار الولاية عقله اندار
وانشطب اسمه دون الأبرار
بحب الفضة عدم الدارين
حنانيا وسفيره الطماعين

أحلى من عسل الأقراص
وهي أجمل من حلل الأعراس
كقول دافيد بي أبروفي تيس
وبها تحيا كل نفوس
أتاه الشيطان وصبح مفقود
وتآمر معهم على المعبود
وأخذ ثلاثين فضة بعدود
وصار من مرتبته مطرود
والراغبين فيها تعميهم
دعا بطرس قد حاق فيهم

إذكرني يا رب في ملكوتك
واللص اليمين سمع صوتك
يا من احييتنا بصلبوتك
واحفظنا بقوة لاهوتك
شعب المسيح يكون في سلام
يا طبيب المرضى والأسقام
يا من قبل عنا الآلام
اذكرنا في يوم الزحام
البابا بطركنا عمود الدين
والبنين والأخوة والوالدين
ونسأل من ربنا يسوع
ونتضرع إليه بكل خشوع

كما ذكرت يوسف ونيقوديموس
القائل امضى إلى الفردوس
اخزى عنا بي ذيا فلوس
بصلاة مريم تي بارثينوس
مشمول بالنعمة الإلهية
طهرنا من كل خطية
وصلب بين لصين حرامية
وهبنا ملكوتك الأبدية
والأساقفة والكهنة اجمعين
ومرضى البيعة اشفيهم
ان يجعل دعاءنا مسموع
لنفوز بنعيمه السرمدية