اليوم العالمي للكائنات المهددة 2022 .. تم الإشعار العلني عن الحادي عشر من مايو مايو يومًا عالميا للكائنات المهددة في سنة 2006 و منذ هذا الحين يُذكّر هذا اليوم بحال الكائنات الحية المهددة بالانقراض والسبل التي يقتضي اتخاذها بهدف حمايتها. وقد أمسى واضحًا أن نشاط الإنسان هو المسؤول الأساسي في تسريع وتيرة اختفاء تلك الكائنات.

اليوم العالمي للكائنات المهددة 2022

الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ينتج ذلك بلا انقطاع قائمة حمراء تستعرض حالة الأشكال النباتية والحيوانية المهددة. وقد لفتت هذه اللائحة إلى ان زيادة عن مائتين.000 صنف نباتي وحيواني مهدد كل عام بالاختفاء من على وجه الأرض وأنه بدءا من عام 2019 أصبح 1/4 أنواع الثدييات غير الألفية في الكوكب مهدد بالانقراض.

تعد القائمة الحمراء مؤشرًا يسمح بتتبع تطور وحط التنوع البيئي في الكوكب، وقد خلصت حتّى نمطًا للثدييات من منبع أربعة وطائرا من منشأ ثمانية وبرمائيا من منبع ثلاثة مهددون بالانقراض في العالم بينما يُرجّح أن نوعا من الصنوبريات من مصدر ثلاثة مهدد بالانقراض وأنماط عديدة أخرى من الكائنات النباتية.

أوروبيا، 40٪ من أسماك القرش والشفنين مهددة بالانقراض فيما تعد دولة فرنسا وحدها من بين الدول العشر التي يتواجد على أراضيها أضخم مجموعة من أشكال الكائنات المهددة في العالم، أي بما يقترب من الألف فئة.

مثلما تشير دراسة أخرى حتّى أربعين٪ من أنواع الحشرات في انخفاض مرعب بينما يعتبر ثلثها مهددا بالانقراض ومن بينها النحل والفراشات.

عدم الأمان يجيء من الإنسان

في مثل ذاك الزمان الذي تعيشه الآدمية من وباء فيروس كوفيد 19، يجيء اليوم الدولي للكائنات المهددة مرة ثانية ليحاول القيام بتحسيس وتوعية الأوساط العلمية و الرأي العام بالوضع المقلق لحال الطبيعة في الدنيا الذي كان سببا فيه الإنسان بالدرجة الأولى.

في هذا السياق شدد الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة أن الإطار البيئي في العالم مهدد نتيجة لـ التحضر والزراعة وإزالة الغابات وكذلك تلوث البحار والمحيطات التي صرت مزبلة للبشرية. و أمسى البلاستيك والمركبات القاتلة للحشرات يشكلون مصيبة حقيقية للطبيعة، يضاف إليهم الاحتباس الحراري الذي يتوعد النباتات والحيوانات بنفس الدرجة.

وقد ثبت أن ستين ٪ من الأمراض المعدية عند الإنسان تأتيه من الحيوان بما فيها فيروس كوفيد 19 المستجد الذي يرجح أنه انتقل إليه من الخفاش عبر حيوان البنغول.

ويربط العلماء انتقال الفيروسات من الحيوانات إلى البشر بتعايشهم مع الحيوانات الأليفة مثل الماشية وايضا ب”تعدي” الإنسان على الحياة البرية. فمع تقلص رقعة الغابات والموائل الطبيعية، يقترب الإنسان من الحياة البرية بأسلوب وثيق ما يكون سببا في تسريع ظهور الأمراض في الحياة البرية وتعرض الإنسان لخطر المصائب.

وفوقه، خسر طالب العديد من علماء الجو المحيط والأخصائيين وحتى السياسيين بمراجعة صلة الانسان بالحيوان في ظل تفشي وباء كوفيد 19 المستجد الذي ربما قد يتحول إلى إحتمالية سانحة في مواجهة المراجعة في تصرفات الإنسان مع محيطه البيئي.

ومع خضوع نصف العالم الى ممارسات الإقفال جراء البلاء تمَكّنت الطبيعة أن ترتاح بضعة أسابيع، بحيث انخفضت نسب قذارة الرياح بشكل قياسي وأصبحت الوديان التي تعبر المدن نظيفة عذبة وفي عدد محدود من المناطق استرجعت الطبيعة كامل حقوقها في حين لوحظ اقتراب الدلافين من شواطئ البحر المتوسط وفي باريس شوهد بطٌّ برّي يقارب مبنى أوبيرا غارنييه وتمكن أهالي العاصمة الفرنسية من الإنصات الى زقزقة العصافير مكررا.

فماذا سيحدث حتى الآن انصرام أعمال العزل الصحي؟

يخاف علماء الظروف البيئية من أن يؤدي استئناف الإنسان لنشاطاته إلى إزاحة كل ما تحقق في الشهرين الأخيرين من الإغلاق.

فمع انعزال الإنسان أمكنها الكائنات الأخرى من الخروج من عزلتها ويتوقع أن أن بعضها سيتكاثر بشكل كبير.

الموضوع الذي يجعل حماة المناخ يحلمون بزمن ما عقب الإقفال يكون فيه الإنسان شريكا لجيرانه في ذلك الكوكب وليس حاكمًا مستبدًا له، مستخلصًا العبر من آفة كورونا المستجد.

وقد رأى الكاتب الكوبي ليوناردو بادورا أن الإنسان غلب كل الكائنات على الكرة الأرضية سوى أنه يجد نفسه محاصرا “من حشرة مجهرية” مؤكدا أن القدوة المستخلصة من هذا هي “أننا نحن Covid 19 العالم”.