ما هي آخر المستجدات في الانتخابات اللبنانية2022 ؟ نتائج انتخابات لبنان 2022 .. أفرزت النتائج الأولية للانتخابات الشرعية في لبنان ضياع حلفاء حزب الله الشدة السياسية والعسكرية الأكثر بروزاً في البلاد الغارقة في الأزمة
بعض الأفراد من المقاعد في أول استحقاق يعقب سلسلة من الظروف الحرجة المتواصلة منذ عامين، حسبما أعلنت وزارة الداخلية في حين ما يزال تصنيف الأصوات جاريا في غالبية الدوائر.
ولم يستطيع التيار الوطني الحر بزعامة الرئيس ميشال عون من الاحتفاظ بأكثرية نيابية مسيحية، في أعقاب خسارته عددا من المقاعد لمصلحة متنافس معه حزب القوات اللبنانية بسياقة سمير جعجع.
وجهت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية في لبنان صفعة لحزب الله، الشدة السياسية والعسكرية الأكثر بروزاً في البلاد، مع فقدان حلفائه مجموعة من المقاعد في أول استحقاق يعقب سلسلة من الظروف الحرجة التي تعصف بالبلاد منذ عامين.
في التوجه، أفصحت وزارة الداخلية عصر الإثنين على التوالي النتائج النهائية لـ78 مقعدا من إجمالي 128، على أن يُستكمل يوم الثلاثاء إعلان النتائج.
ولمعرفة جديد نتائج انتخابات لبنان 2022 والمرشحين للانتخابات اللبنانية 2022 وتفاصيل
وتعكس النتائج الأولية مكسب مؤهلين معارضين ومستقلين بعدد من مقاعد المجلس المنتخب القادم الذي تنتظره تحديات وافرة. وسيضم ربما كتلا متنافسة، لا تحظى أي منها منفردة بأكثرية مطلقة، بعدما كان حزب الله وحلفاؤه يحظون بأكثرية في المجلس المنتهية ولايته.
ومساء الإثنين، وجه حزب الله تحذيرات لخصومه الساسة في مجلس الشعب الجديد عقب نشر النتائج الجزئية. وصرح رئيس كتلة الإخلاص للمقاومة الموالية للحزب محمد رعد “نتقبلكم خصوما في المجلس النيابي، غير أن لن نتقبلكم دروعا للإسرائيلي ومن خلف الإسرائيلي”، في إشارة ضمنية إلى منافسه حزب مجموعات الجنود. وأكمل لقناة المنار “انتبهوا لخطابكم وسلوككم ومستقبل بلدكم”، وأزاد “لا تكونوا وقودا لحرب أهلية”.
التيار الحر يخسر مقاعد لصالح القوات
وأظهرت نتائج الماكينات الانتخابية الموالية لسجلات المتنافسة احتفاظ حزب الله وحليفته الشيعية حركة أمل، بزعامة رئيس البرلمان ذكي بري، بكامل المقاعد المخصصة للطائفة الشيعية (27 مقعدا).
ولم يقدر على حليفه النصراني التيار الوطني الحر بسياقة رئيس الدولة ميشال عون من الاحتفاظ بأكثرية نيابية مسيحية، في أعقاب خسارته مجموعة من المقاعد لأجل صالح متنافس معه حزب مجموعات الجنود اللبنانية. كما فشل نواب سابقون مقربون من حزب الله وداعمته دمشق في الاحتفاظ بمقاعدهم فقط مثل نائب الحزب القومي السوري الاجتماعي أسعد حردان عن المقعد الأرثوذكسي ذات واحدة من دوائر الجنوب والذي يشغله منذ 1992، والنائب الدرزي طلال أرسلان في دائرة عاليه في محافظة جبل لبنان، بحسب نتائج أولية.
من جهة أخرى، في إطار حزب مجموعات الجنود اللبنانية بقيادة سمير جعجع، منافس حزب الله اللدود والذي تربطه أواصر جيدة بالمملكة العربية المملكة السعودية، مكسبه بأكثر من 20 مقعدا، على حسب نتائج أولية لماكينته الانتخابية. وكانت القوات انتصرت وحدها بـ15 مقعدا في انتخابات 2018، بدل 21 للتيار الوطني الحر مع حلفائه.
وتحدث مسؤول الإعلام الخارجي في الحزب مارك سعد “تبدو النتائج أن اللبنانيين اختاروا كسر الحلقة التي أرساها حزب الله والتيار الوطني الحر، وتحويل الطريقة التي تدار بها الأمور”. مضيفا: “نستطيع القول إن اللبنانيين عاقبوا الأحزاب الحاكمة وانحازوا لنا للتعبير عن رغبتهم في بداية قريبة العهد في الحكم”.
ومن شأن تمدد كتلة القوات أن يخلط الأوراق مساء استحقاقات متعددة، أولها انتخاب رئيس للبرلمان الجديد ثم توظيف رئيس للحكومة وصولا إلى الانتخابات الرئاسية حتى الآن أشهر، بالنظر إلى خصومتها الشرسة مع حزب الله وحلفائه.
“تحويل جذري ودولة قريبة العهد”
في إطار ذلك الأمر، كتب المحقِّق والأستاذ الجامعي زياد ماجد “مهمات المجلس النيابي الجديد فيها انتخاب رئيس جمهورية، وفيها إستحسان على تدابير نجدة اقتصادي واتفاقات مع شركات دولية (..) وتلك كلّها ستجري وسط انقسامات عميقة، ومستوى تمثيلي متدني”.
وتلك الانتخابات هي الأولى حتى الآن تداعي اقتصادي صنفه البنك الدولي من ضمن الأسوأ في العالم منذ 1850 وبعد احتجاجات شهيرة لم تحدث قبل ذلك ضد السلطة، وانفجار مروّع في 4 آب/آب 2020 في مرفأ بيروت أودى بأكثر من مئتي واحد ودمر أحياء من العاصمة.
وتحاورت ماكينات أحزاب ومجموعات قوى معارضة عن خروق في عدد من الدوائر، أبرزها في دائرة الجنوب الثالثة التي من المعتاد أن تكون كلها من نصيب لائحة مشتركة بين حزب الله وحلفائه وتمكن فيها المرشح المستقل إلياس جرادة، وهو طبيب عيون معروف في منطقته، من الفوز.
وتمكن ثلاثة منتخبين كحد أدنى من لائحة المقاومة في دائرة منطقة جبلية لبنان الرابعة، وثلاثة مرشحين في دائرتي بيروت الأولى والثانية من النجاح بمقاعد نيابية على حسب نتائج غير حكومية. وأظهرت النتائج الحكومية انتصار سبعة مرشحين مستقلين في أربع دوائر. ومن الممكن للفائزين المعارضين والمستقلين أن يشكلوا كتلة برلمانية موحدة، تكرّس نهجا مختلفا في الشغل البرلماني، في بلد يقوم نظامه السياسي على محاصصة طائفية وتغليب منطق الاتفاقيات التجارية.
وتحدث الناشط السياسي المعارض جيلبير ضومط على صفحته على الفيسبوك “نتيجة تلك الانتخابات مستهل لترجمة ثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول).. فلنترجم نشوة الفرح لوضع الأساسيات القريبة العهد لبناء الدولة وتحقيق تحويل جذري بأدائها وتظهير قدوة عصري لمعنى المسؤولية السياسية”.
“إحباط من الطبقة السياسية”
وجرت الانتخابات وسط تداعي اقتصادي صار برفقته أكثر من 80 بالمئة من السكان أسفل خط الفقر وانهزمت الليرة اللبنانية زيادة عن 90 بالمئة من قيمتها أمام الدولار، ولامس قدر البطالة نحو ثلاثين بالمئة. مثلما أتت في أعقاب باتجاه عامين على انفجار الرابع من آب/آب 2020 الذي دمر جزءا كبيرا من بيروت وأودى بأكثر من مئتي شخص وكان سببا في بإصابة أكثر من 6500 آخرين.
واتهم ثلاثة منتخبين معارضين، رجحت نتائج أولية نجاحهم، أحزابا مؤثرة بالتدخل في عملية احتساب الأصوات لاسيما المغتربين، لضمان تفوق محازبيهم، بوقت يعلق مرشحو قوى المعارضة آمالهم على أصوات المغتربين. بل وزير الداخلية بسام المولوي نفى طوال إعلان النتائج الرسمية حصول أي تجاوزات خلال الانتخابات أو “احتيال” أثناء احتساب الأصوات. وتحدث “نسبة الشوائب التي اعترت الانتخابات عددها قليل للغاية”.
وتعتبر نسبة الاقتراع التي وصلت 41 بالمئة ثالث أدنى نسبة مسجلة في لبنان منذ انصرام الموقعة الأهلية (1975-1990). وصرح المحقِّق والأستاذ الجامعي كريم بيطار “أتوهم أن الامتناع عن التصويت مرتبط جزئيا بالإحباط من الطبقة السياسية والشعور بأنه لن يحصل أي تغيير هائل في الوضع الاستثماري”.
ويرتبط ايضاً بامتناع مناصري رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن التوافد على صناديق الاقتراع، وفق بيطار، بعد أن أعرب قبل أشهر عزوفه وتياره السياسي الأكثر تمثيلا على الساحة السنية، عن خوض الاستحقاق.
أحزاب قوى معارضة أفرزتها المسيرات الشعبية
وبدا منذ الطليعة أنه سوف يكون صعبا أن تترجم النقمة الشعبية في صناديق الاقتراع بسبب تضافر عوامل متعددة أبرزها دستور انتخابي متراكب معمق على قياس الأحزاب الكلاسيكية وتشتت المعارضة وعدم اتحادها في لوائح مشتركة، عدا عن عمل الأحزاب الكلاسيكية بكل ما أوتيت من وسائط على استنفار قواعدها الشعبية.
وحصدت أحزاب ومجموعات قوى معارضة أفرزتها المظاهرات الشعبية مقاعد في دوائر وافرة أكثرها أهمية في دائرة الجنوب الثالثة التي من المعتاد أن تكون كلها من نصيب لائحة مشتركة بين حزب الله وحلفائه. وتمكن فيها المرشح المستقل إلياس جرادة، وهو طبيب عيون معلوم في منطقته، من التوفيق بمقعد.
وتمكن ثلاثة مرشحين من قائمة قوى المعارضة في دائرة جبل لبنان الرابعة، وأربعة مؤهلين في دائرتي بيروت الأولى والثانية من التفوق بمقاعد نيابية. كما ربح مرشحون مستقلون، بينهم نواب في المجلس المنتهية ولايته بمقاعد في دوائر عدّة.
ومن الممكن للفائزين المعارضين والمستقلين أن يشكلوا كتلة برلمانية موحدة، تكرس نهجا مختلفا في المجهود البرلماني، بمعزل عن القوى السياسية التقليدية في بلد يقوم نظامه السياسي على محاصصة طائفية وتغليب منطق العمليات التجارية.